رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ابفراس المعلم لم تكن الصلاة هى الشئ الوحيد الذى واجه به أبفراس الهرطقات والتعاليم الكاذبة والمفاسد ، لقد دفعته غيرته إلى أن يذهب إلى بولس يسأله المشورة والرأى والنصيحة ، وعاد من عند الرجل ومعه تيخيكس وأنسيمس ورسالة كولوسى وما تحمل من تعاليم وعقائد لمواجهة الهرطقة والأكاذيب والأضاليل ، وأدرك أبفراس أن التعليم العقائدى من أهم الضرورات وألزمها للكنيسة المسيحية ، وأنه ليس هناك ما يمكن أن يطرد خفافيش الظلام أفضل من أن ترسل الضوء القوى الهادئ ، والرسول بولس يملأ رسالته إلى أهل كولوسى بالعقائد فى حب وحزم ، فهو وإن كان قد هاله تسلل بعض الهرطقات إلى كنيسة كولوسى ، إلا أنه بدأ الحديث معهم دون أن تتبدد ثقته فيهم إذ قال : « كما تعلمتم أيضاً من أبفراس العبد الحبيب معنا الذى هو خادم أمين للمسيح لأجلكم . الذى أخبرنا أيضاً بمحبتكم فى الروح . من أجل ذلك نحن أيضاً منذ يوم سمعنا لم نزل مصلين وطالبين لأجلكم أن تمتلئوا من معرفة مشيئته فى كل كلمة وفهم روحى ، لتسلكوا كما يحق للرب فى كل رضى مثمرين فى كل عمل صالح ونامين فى معرفة اللّه متقوين بكل قوة بحسب قدرة مجده لكل صبر وطل أناة بفرح » ( كو 1 : 7 - 11 ) .. والمبدأ الأساسى عند بولس فى أية أحاديث هو أن تتم فى جو الحب والثقة ، دون التحول إلى المجادلات السخيفة الغبية !! .. وهو لابد أن يكسب أذن الكولوسيين وثقتهم ، ويبحث عن الجانب المنير فيهم ، قبل أن يحذر أو يوبخ أو يندد بشئ ما ، وهو يقبل التسامح ، لكنه لا يقبل التساهل ، وهو يتسامح فى غير الجوهريات ، ويبدو غاية فى المرونة فيها ، لكنه لا يتحول قيد أنملة عن الحق فيتساهل فى الجوهريات ، فإذا جاء أحد ليضللهم عن مركز المسيح ولاهوته ، فهو هنا يبدو أصلب من الصليب نفسه ، .. وإذا أراد أحد أن يتحول بهم إلى عبادة الملائكة بدعوى التواضع ، فهو لا يتردد بأن يذكرهم بأن فى ذلك ضياع لهدفهم ، وهو يقول لهم : « لا يخسركم أحد الجعالة » ... ولعل أبفراس عاد من رحلته وهو يحمل معه هذه الروح يكافح بها الهرطقات والشرور الذى يحاول الشيطان أن يدخلها إلى الكنيسة بهذه الصورة أو تلك ، ... وليت هذا يكون سبيلنا على الدوام فى التعليم العقائدى ، الذى يقع فى العادة بين غلطتين أساسيتين فى الكنيسة المسيحية ، فهناك كنائس لا تهتم بتعليم العقائد ، وهى تظن أن هذا التعليم يثير الجدل والمشاحنات والمتاعب ، والتى يحسن فى تصورهم الاستغناء عنها ، وقد تبين فى كل التاريخ أن الكنيسة التى لا تعرف العقيدة الصحيحة هى مهددة على الدوام بالخرافة والضعف والضياع ، وأن المنبر الذى يهجر التعليم العقائدى ، هو المنبر الذى لا يمكن أن يطمئن إلى سلامة الكنيسة ونموها وصمودها أمام الزوابع والعواصف والأعاصير . والعقائد الجوهرية ينبغى أن تلقن لمختلف مراحل الحياة لجميع الأعضاء . على أن الخطأ الآخر المقابل هو أن تتحول الكنيسة إلى المغالاة صباحاً ومساء لا للانشغال بالعقائد الرئيسية الجوهرية فحسب بل بالعقائد الثانوية ، وتعطيها من الاهتمام ما يحجب خدمة ورسالة الخلاص والتعــبد ومفهـــــــوم الحياة المسيحية العملية !! ... ومن الواجب المسيحى أن نقف فى الدفاع عن الجوهريات فى الإيمان المسيحى دون لين أو هوادة .، وفى الوقت عينه لا تعوزنا المرونة فى الأمور الثانوية أو التى لا تتعارض مع الخلاص والحياة المقدسة !!.. وعلى أية حال يبقى أبفراس فى كل الأجيال مثالا رائعاً فى خدمة الكنيسة ، وربح النفوس ، وتحمل المتاعب والمشقات والكفاح من أجلها ، كعبد ليسوع المسيح ، وخادم مخلص أمين،مهما بذل من جهد أو قدم من ثمن أو أعطى من مال ووقت وحياة !! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ابفراس Epaphras |
صورة القديس ابفراس |
نبذة عن القديس ابفراس |
المعلم!.. |
نعم المعلم قد حضر |