رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إبراهيم المؤمن هذا الرجل المهيب الطلعة، الواسع الرؤى والأحلام،.. لم تكن أحلامه مجرد أوهام أو خيالات، تراود ذهنه، كمن يحاول الهروب من الواقع البغيض، إلى عالم خيالي، إن لم يجده صاحبه، فلا أقل من أن يتصوره، عند انفصام الشخصية، أو الإدمان على مسكر أو مخدر،.. لقد كان إبراهيم مؤمناً بالصديق الذي ظهر له، وبالرؤيا التي وضعت أمام عينيه،.. والإيمان كما عرف الكتاب هو: "الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا ترى"،.. وثقة إبراهيم هنا لا تتدانى أو تتراخى أو تتزعزع، بل كان إبراهيم هنا نموذجاً من أعلى النماذج التي عرفها أولاده المؤمنون على اختلاف عصورهم وأجيالهم في الأرض،.. بل لعل هذه الصفة كانت الصفة الأشهر، إذا نظرنا إليه أباً للمؤمنين، أو كما يقول دكتور فردريك ف. شانون: "لقد منح الله أبناءه من البدء هبات متنوعة وكثيرة، إذ كان موسى عبقرياً في الناموس، ويشوع في الحرب، وداود في الترنم، وأنجلو في النحت، وسافونا رولا في الإصلاح، وشكسبير في الشعر، وبيتهوفن في الموسيقى، ووبستر في الفصاحة، والكثيرين ممن ظهروا كنجوم لامعة في جلد التاريخ، كل وما أخذ من موهبة من الله، غير أن إبراهيم الكلداني كان يتميز بعطية الإيمان، إذ كان يرى غير المنظور، ويلمس غير الملوس،.. واثق الخطى وهو يدلف في رحلته العتيدة، تجاه المدينة الخالدة، مدينة الله التي لابد أن يجدها، يوماً ما وفي مكان ما بيقين لا يتزعزع".. |
|