كان من عادته أن يبدأ في عمل القربان عشية السبت بعدما تنتهي الكنيسة من صلوات رفع بخور عشية . ويسهر الليل كله في عجنـه
ودقه .. وما أن ينبلج الصبح حتى يبدأ في خبزه وبهذا يعتبر القربان
صالحاً لأن يُقدم كحمل صالح بلا عيب .
شاركته في هذا زوجته المرحومة [ وردة ] إذ كانت تساهم بالقـدر
البسيط الذي يعيق تكملته أنوثتها .. رغم أنها كانت متقدمة فـــــي
أيامها .. كما كانت إمرأة مُصلية عابدة ناسكة ، تواظب على حضور
إجتماعات الكنيسة وقداساتها بلا لوم ، وتشترك في التقــــــــــدم
للأسرار المقدسة كل يوم أحد .
وذات سبت مرضت [ وردة ] ووجد عم وهبة نفسه بلا معين نظيره
وشيخوخته الهرمة تقف حائلاً من أن يُكمل العمل بلا عامل وبـلا
مساعد ..
وأمام حيرته كيف يتمم عمله أقتطع هذه الحيرة نور بهي قـــــد
ملأ كل أرجاء القاعة ، التي كان فيها وحده ، تُساءله نفسه مــا
العمل ؟
وإذ بالسيدة العذراء تتجلى له وتُطمئنه بأنها قد جاءته الليلـــــة
لخبز قربان الصباح وجلس يستمتع بها وهي تساعده .
وما أن أنتهى العجين حتى أختفى عن نواظره هذا المشهد .