القديس روكس المعترف شفيع مرضى الطاعون /1327 م / :
ولد روكس من أبوين شريفين غنيين في فرنسا ، استجاب الرب لصلوات والدته العاقر التي نذرت ولدها له ، فأنجبته وعلى صدره رسم صليب أحمر اللون ، نشأ روكس على محبة الله ومساعدة الفقير ، توفي والداه وهو في سن العشرين، فورث ثروة طائلة ، سمع يوماً أحد الوعّاظ يشرح للمؤمنين قول السيد المسيح للشاب الغني " اذهب وبع كل شيء لك وأعطه للفقراء ..." فقام ووزع كل ثروته للفقراء و المحتاجين وترك بعضها لعمه من أجل إدارتها، ثم خرج سراً إلى رومة ليعيش حياة الزهد والفقر والصبر، وما إن وصل إلى إيطاليا حتى كان مرض الطاعون يفتك بأهلها ، فقام يخدم المصابين ويداوي جراحهم ويعزي من يشارف على الموت غير عابئ بانتقال العدوى إليه، فكافأه الرب بأن منحه نعمة صنع العجائب ، فكان برسمه لإشارة الصليب على المريض يشفى فوراً، حتى بدأ المرض بالانحسار والطمأنينة تعود للبلاد، ثم أصيب بالمرض هو نفسه، فطلب من أهل مدينة بليزنسا أن يرموه خارج المدينة، فوضعوه، في الغابة حيث استمر في الصلاة والإماتة والتضرع ، فسخر له الرب كلباً يأتيه يومياً برغيف خبز من مائدة سيده ، وما إن تبع يوماً هذا السيد كلبه إلى حيث يذهب حتى شاهد روكس المسكين السقيم ، ففهم بأن الرب سخّر كلبه لخدمة هذا الإنسان ، وأصبح هذا السيد بهمة روكس خادم أميناً للرب، ولما شفي روكس بأمر من الله ، عاد إلى بلاده حيث وجد الحروب تطحن بلاده ، فقبضوا عليه ظناً منهم بأنه جاسوس نظراً لهيئته وثيابه ، وساقوه إلى عمه الوالي الذي لم يعرفه بالشكل ، فأمر بوضعه بالسجن حيث استمر روكس خمس سنوات في صلاته وتأمله حتى ذهل حراسه ، ولما مات روكس في السجن ظهر قنديلين يتلألأن نوراً أحدهما عند قدميه والآخر عند رأسه وبجانبه عبارة كتب فيها " إن من أصيب بمرض الطاعون يمكنه النجاة بشفاعة هذا الرجل البار روكس " ولما سمعت جدته بالأمر أخبرت عم روكس والذي بدوره تعرف على جثة ابن أخيه بعلامة الصليب على صدره ، فانتحبه واستغفره ، وأقام له كنيسة عظيمة وأضحى ضريحه مقراً للعجائب والأشفية .