![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«العدوية»: حكاية اثرية.. وطيف العائلة المقدسة على "العهد القديم" «تواضروس»: المكان مبارك منذ أن عثرت فيه ابنة فرعون على الطفل موسى.. والمسيح باركه قبل ألفى عام ![]() القس تواضروس وسط بواخر النيل السياحية الراسية على كورنيش نهر النيل بمنطقة المعادى، تقف كنيسة ودير السيدة العذراء مريم صامدة أمام تقلبات الزمن الغادرة، تفتح ذراعيها لكل المريدين من أصحاب الحاجات يلتمسون البركة والنفحات من جدرانها العتيقة، يقتفون أثر العائلة المقدسة على درجات سلالم أثرية حملت المسيح وأمه إلى مركب نيلى استكملوا به رحلتهم الطويلة إلى صعيد مصر، لهذا السبب يطلق عليها «العدوية»، نظراً لأن العائلة المقدسة «عدت» أو مرت منها للصعيد. الكنيسة من الخارج تبدو تحفة فنية رائعة ومتسعة يبرز منها ثلاث قباب أثرية تزيدها رونقاً وبهاءً، من فوقها تظهر صلبان الكنيسة السامقة، ساحة الكنيسة الشرقية تأخذك بانسيابية إلى ممر منحدر ينتهى بصفحة نهر النيل الفضية مروراً بمكاتب إدارية وبازار سياحى يبيع تحفاً وهدايا دينية لزوار الكنيسة، السجاد الأحمر الموضوع على أسوار الكنيسة الغربية يشكل سلسلة شبه دائرية، تنظيفه يجرى على قدم وساق استعداداً للاحتفال بعيد القيامة المجيد، باب فناء أو «جرن» الكنيسة يطل على نهر النيل مباشرة، وهو مفتوح على مصراعيه، من خلفه تظهر ستارة خشبية تزينها فراغات مربعة وصلبان، دكك وكراسى الكنيسة لا تخلو من الزائرين، شاب وفتاة جلسا فى جانب الكنيسة الأيمن وعيناهما شاخصتان نحو المقام والهيكل، لا يتحرك لهما ساكن، نجفة نحاسية كبيرة الحجم معلقة بسقف الكنيسة الخشبى تنير الجزء الأمامى من الفناء، شاشات العرض ملتصقة بأعمدة الكنيسة تنقل مراسم الاحتفالات والصلوات للحاضرين، فى زاوية صغيرة من فناء الكنيسة يوجد مزار الكنيسة أو متحفها كما يطلق عليه البعض، يدخله الزائرون بعد خلع أحذيتهم احتراماً لما يحمله من كنوز ثمينة ومقتنيات عتيقة، ترجع إلى القرنين الثامن والتاسع عشر، يمين المزار توجد به محرقة شموع تقف أمامها سيدة ستينية متشحة بالسواد، تدقق النظر إلى لوحة زيتية أثرية تحمل صور العذراء والمسيح وتهمهم بكلمات مفهومة: «السلام لك يا مريم، يا بكر بتول وعروس، السلام لك يا مريم، يا تابوت عهد النعمة، السلام لك يا مريم، يا ثمرة لذيذة وطعمة، السلام لك يا مريم، يا جنة وفردوس، السلام لك يا مريم، حملت غير المحسوس». المزار يضم بين أجنحته نسخة للعهد القديم تم انتشالها من مياه النيل عام 1976 بعد انتهاء حضور القداس الإلهى وبينما الكتاب مفتوح على «سفر أشعياء الإصحاح 19»، تم اكتشاف بعض الآيات المعزية مثل «مبارك شعبى مصر»، بجوار الكتاب توجد لافتة إرشادية توضح الواقعة بالتفصيل، يقصد هذا المزار سياح من جنسيات مختلفة، كان آخرهم فوج جاء من الصين واليابان، خارج الكنيسة يوجد ممشى مسطح بجوار مياه النيل يقود زائرى الكنيسة إلى سلم ضيق يتم النزول منه لمشاهدة عدة درجات سلم أثرية تشرفت بحمل العائلة المقدسة إلى مركب نيلى نقلهم إلى صعيد مصر. هذه السلالم بقايا مرسى قديم ضخم ومحطة مراكب شراعية تبحر فى نهر النيل حسب رواية القس تواضروس فؤاد، أحد رعاة الكنيسة الذى أضاف قائلاً إن تاريخ بناء الكنيسة يرجع إلى القرن السادس الميلادى، فالمكان له تاريخ قديم يرجع إلى عهد الفراعنة، وذلك عندما التقطت ابنة فرعون موسى النبى من نهر النيل فى نفس الموضع. يحكى القس تواضروس أن القديسة هيلانا، أم القديس الملك قسطنطين، قامت ببناء هذه الكنيسة فى القرن السادس الميلادى عندما اكتشفت خروج العائلة المقدسة من هذا المكان إلى الوجه القبلى، وقررت أن تبنى كنيسة أو ديراً فى كل بقعة أقامت فيها العائلة المقدسة، يضيف القس: «مكان الكنيسة مبارك وتاريخى قبل وصول العائلة المقدسة إليه، فقد ذكر فى كتب التاريخ نظراً لأهميته، وكان يعرف قديماً باسم «منية السودان»، أو «عزبة برنجى»، خضعت الكنيسة لأول تجديد لها فى القرن الحادى عشر الميلادى، وتعرضت للهدم والبناء أكثر من مرة بسبب فيضان النيل، وكانت المرة الأخيرة التى خضعت فيها الكنيسة للترميم عام 1983. الوطن |
![]() |
|