أنت تعرف الأرثوذكسي من خلال نظرته لأخيه الإنسان المرتكزة على الكتاب المقدس، فهو يراه أخاً في الإنسانية مجبولاً من إله واحد، ويرى في أخيه المعمّد مثله في بيت الله أرثوذكسياً شريكاً في ملكوت السموات وليس منافساً أو عدواً بل عضواً معه في الجوقة ذاتها التي ستمجد الله في اليوم الأخير. هو يحب الجميع ويشاركهم ما يملك من علمٍ وخبرة ومالٍ ولا يبخل على أحد بشيء. هو لا يرى نفسه فوق أحد بل يواضع ذاته ويرى نفسه، مقارناً ذاته مع الآخر، أنه أكبر الخطاة وتعوزُه رحمة الله دائماً. “وَمَحَبَّتُهُ مِنْ كُلِّ الْقَلْبِ، وَمِنْ كُلِّ الْفَهْمِ، وَمِنْ كُلِّ النَّفْسِ، وَمِنْ كُلِّ الْقُدْرَةِ، وَمَحَبَّةُ الْقَرِيبِ كَالنَّفْسِ، هِيَ أَفْضَلُ مِنْ جَمِيعِ الْمُحْرَقَاتِ وَالذَّبَائِحِ. فَلَمَّا رَآهُ يَسُوعُ أَنَّهُ أَجَابَ بِعَقْلٍ، قَالَ لَهُ: لَسْتَ بَعِيداً عَنْ مَلَكُوتِ اللَّهِ”(مر 33:12-34).