رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التواضع و الصلاة
أحد الفريسي والعشار تُظهر أيقونة الفريسي والعشار صورة التناقض الموجود في حالتيهما “إنسانان صعدا إلى الهيكل ليصلّيا واحد فريسي والآخر عشار” (لو10:18)، وفي المشهد الأول من المقطع الإنجيلي يوضح لنا الكتاب المقدس حالة صلاة الفريسي.قارن الفريسي، في صلاته، بينه وبين باقي الناس، فيشكر الله لأنه ليس كباقي الناس الخاطفين الظالمين الزناة ولا مثل هذا العشار، وبالتالي يرسم الفريسي خطاً فاصلاً بينه وبين باقي الناس معتبراً ذاته إنساناً باراً ومصلياً في الهيكل أما الباقي فهم خارجه. أما صورة العشار فتعطي انطباعاً آخر فهو يجلس بعيداً عيناه تنظران إلى الأرض يضرب على صدره مقرّعاً طالباً رحمة الله. صلاته كانت صلاة تواضع. لم يكن لدى العشار أعمال فاضلة كي يظهرها ويطلب من خلالها الرحمة، لكنه يقف ويعترف بخطاياه أمام الله ويطلب رحمةً، لم يفصل نفسه عن أحد، بل ينتظر حكم الله العادل، علينا في صلاتنا أن نطلب التطهر من خطايانا ومن الجهل والنسيان و من كل تجربة تبعدنا عن الله. وأن نطلب فقط العدالة وملكوت السموات و الفضائل و كل معرفة روحية أو أي أمر يساعد على الخلاص. المشكلة يقع سامعوا هذا المثل بإشكالية، الفريسي هو شخصية دينية كبيرة يصون وصايا الناموس والتقليد. العشار إنسان خاطئ يطلب بتواضع وتوبة رحمة الله. هل سيقبلهما الله كليهما معاً، أم سيقبل واحداً، ومن هو؟ كلام الله واضحٌ: “أقول لكم إن هذا نزل إلى بيته مبرراً دون ذاك” (لو14:18)، هنا السيد يحول نظرة الناس في التبرير والخلاص إلى نظرته وطلبه هو، وكيف أنه سيقبل الناس الذين يتوبون ويطلبون رحمته بتواضع. لأن معرفة خطايانا هي نبع لصلواتنا الحارة وأساس لحياتنا الروحية. طرق التوبة: في البدء علينا التركيز على أن خلاصنا وتبريرنا هو هبة من الله وليس فقط ثمر أعمالنا، فلا يمكن لأي صلاح منا فقط أن يهبنا ملكوت السموات بل نحتاج أيضاً إلى محبة الله للإنسان. يحدثنا القديس يوحنا الذهبي الفم، في حديثه عن صلاة العشار، عن خمس طرق للتوبة: 1. المعرفة الذاتية لخطايانا والاعتراف بها. 2. الحزن على الخطايا. 3. عيش التواضع. 4. أعمال الرحمة. 5. الصلاة. إنما الصلاة يجب أن تعبر عن ما سبقها، أي معرفة الذات والاعتراف والحزن على الخطيئة والتواضع وأعمال الرحمة، حتى تكون فاعلة وتأتي بنتيجة جيدة. “لا نصلّيَن يا إخوة فريسياً” هذه هي العبارة الأولى التي يبتدئ بها كتاب التريودي في أحد الفريسي والعشار، “لا نصلّيَن يا إخوة فريسياً”، أي لا نصلي مفتخرين بأعمالنا، ولكن لنطلب نعمة الخلاص من الله معترفين بعدم استحقاقنا، وأن نصلي بخوف الله وبانتباه وبلا انقطاع وبفرح. جذر كل شر هو التكبر، فيه يسكن الموت والظلام، أما التواضع المقدس، بطريقة لا تفسر، يفتح لنا الملكوت السماوي ويحفظ نعمة الروح القدس في حياتنا. التواضع هو السلاح الوحيد الذي يغلب الشيطان، هو أمر هام للخلاص، وحيث يمْلُكْ التواضع هناك سنجد مجد الله متربّعاً على هذا العرش والمُلك. فليُعطنا الله أن نقابل كل فكر نتعرض له في حياتنا بالتواضع حتى نملك المعرفة الحقيقة لأمور هذه الدنيا والآخرة. |
|