شخص بولس الرسول بين إيمانه ورجاؤه وعمله
بولس الرسول إيمانه ورجاؤه وعمله
الخلاص العظيم
أعبد إله آبائي مؤمناً بكل ما هو مكتوب في الناموس والأنبياء.
ولي رجاء بالله ...
أنه سوف تكون قيامة للأموات الأبرار والأثمة
(أع 24: 14 ،15)
يُظهر لنا هذا الأصحاح (أع24) صورة المسيحي الحقيقي الظاهرة في شخص بولس الأسير؛
فإيمانه يستند على إعلانات الله،
ورجاؤه يمتد إلى القيامة،
وعمله هو أن يدرب نفسه وأن يحيا حياة غير مشوبة أمام الله والناس.
يا ليت الرب يمنحنا أن نعرف ونُظهر هذه الأمور في هذه الأيام التي كثر فيها الاعتراف الفارغ.
ولنسمع من فم بولس أسير يسوع المسيح عن إيمانه ورجائه وعمله.
أولاً:
إيمان بولس
«أعبد إله آبائي مؤمناً بكل ما هو مكتوب في الناموس والأنبياء» (ع14).
ولا ريب أن المسيحي الآن له دائرة أوسع
إذ يستطيع أن يضيف إلى ذلك
«وكل ما هو مكتوب في العهد الجديد»
هذا هو إيمان المسيحي،
كل كلمة الله وجميع أسفار الوحي التي لا تنفصل.
وهو لا يحتاج إلى خلافها ولا يكتفي بأقل منها.
«كل الكتاب» هو قانون المسيحي وهو بلا شك كافٍ تماماً إذ يجد فيه مقياسه واعترافه ومحكه وكفايته جميعها.
والقول إننا نحتاج إلى شيء آخر معه إنما هو احتقار لكلمة الله الكريمة.
ثانياً:
رجاء بولس
«ولي رجاء بالله في ما هم أيضاً ينتظرونه أنه سوف تكون قيامة للأموات: الأبرار والأثمة»
(ع15).
وهذا هو رجاء المسيحي، رجاء بالله،
رجاء القيامة.
وتبارك اسم إلهنا لأن رجاء المسيحي يحمله بعيداً عن دائرة القبر بالكُلية
ويربطه بتلك الحقائق الأبدية غير المنظورة التي له كمُقام مع المسيح.
لذلك كان بولس حكيماً عندما قال
«لي رجاء بالله»،
لأنه لو كان بأي شيء آخر لكان سيء الحظ،
خائب الأمل.
ولكنه قد وصل إلى نهاية كل ما يمكن للعالم أن يمنحه،
وعلم أن أفخر ادعاءات الإنسان إنما هي جوفاء،
فماذا بقى له إلا أن يبني كل آماله على ذلك الذي يُحيي الموتى ـ
الإله الحي ـ إله القيامة؟
ثالثاً:
عمل بولس
«لذلك أنا أيضاً أدرب نفسي ليكون لي دائماً ضمير بلا عثرة
من نحو الله والناس»
(ع16).
هذا هو عمل المسيحي،
ويا ليته يكون عملنا من يوم إلى يوم في كل مشاهد الحياة.
يا ليتنا نتصرف بكيفية لا تُوجد عثرة أمام الناس
ونحتفظ بضمير غير ملوم في حضرة الله،
ولا نرضى بأقل من ذلك.
ولا شك أن هذا يحتاج إلى تدريب
ولا يمكن الوصول إليه بدون صعوبة،
ولكننا يجب أن نسعى إليه باجتهاد لأنه عمل المسيحي