رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سمكة القراض السامة تغزو سواحل مطروح في فصل الصيف وتتكاثر بالملايين وتقتل من يتناولها وأكثر ضحاياها من البسطاء تشهد سواحل محافظة مطروح مع بدية شهر أبريل من كل عام انتشار واسع لسمكة القراض "الأرنب" السامة ، والتي تغزو الشواطئ في فصل الصيف وخاصة خليج السلوم غرب مدينة مرسى مطروح ، وتسبب الوفاة لمن يناولها . ومنذ أكثر من 15 عاماً لم تكن سمكة القراض السامة موجودة بهذه الأعداد الكبيرة في البحر المتوسط ، وقد تزايدت أعدادها في السنوات القليلة الماضية بشكل كبير يثير الدهشة ، وقد بدأت تتكاثر بالملايين حجماً وعدداً وبطريقة مخيفة . وليس القراض هو النوع الوحيد السام ولكن يوجد الكثير من الأسماك البحرية والنهرية السامة ، فهناك القاتلة والتي لم يكتشف لها مصل يعالج سمها حتى الآن ، ومنها الخطيرة التي تم اكتشاف أمصال لعلاجها ، وآخرها البسيطة التي يأكلها الصيادين وتعالج بالماء الحار . ويقول محمود العتريس الخبير في الأحياء البحرية ورئيس جمعية الصيادين وجمعية الأصدقاء لحماية البيئة بالسلوم ، أن سمكة القراض أو المشهورة باسم "سمكة الأرنب" ويطلق عليها بعض الصيادين السمكة النفيخة لأنها تنتفخ كالبالون في الماء عندما يقترب منها أي جسم غريب أو عند مهاجمة صيدها . وأوضح العتريس أن هذه السمكة لم تكن معروفه في البحر المتوسط وإنما هاجرت إليه خلال العقد الأخير من القرن الماضي من البحر الأحمر عن طريق قناة السويس ، وفي الماضي لم تستطع الهجرة بسبب وجود البحيرات المرة في وسط القناة ذات الملوحة العالية التي لا يتحملها السمك ولكن مع عمليات تطهير وتعميق القناة سمحت بذلك . كما أوضح أنها ذات جلد رصاصى اللون علية نقط ذات رأس كبيرة ، وتحتوى هذه الأسماك على غدد سامة تتواجد في أماكن مختلفة من الجسم ويوجد كيس فوق كبد هذه الأسماك سام جدا إذا انفجر داخل السمكة تصبح شديدة السمية ، لافتا إلى أنها تتكاثر بالملايين في خليج السلوم غرب مدينة مرسى مطروح وكلما زاد حجم السمكة زادت سميتها ، ويرجع كثرة هذه السمكة في البحر المتوسط للخلل الذي حدث في التوازن البيئي . ويقول الحاج خميس منصور من كقدامى الصيادين وصاحب محل لبيع الأسماك ، إن القراض يزداد في مطروح خلال أشهر الصيف بداية من منتصف أبريل وحتى نهاية يوليو ، والقراض من الأسماك التي ظهرت حديثاً على شواطئ مطروح وسبب إقبال الناس على شرائها هو رخص ثمنها أو الصيادين معدوى الضمير الذين يبيعونها للناس البسطاء الذين يجهلون سمية هذه السمكة . ويودى تناولها إلى التسمم والوفاة خلال ساعات لشدة سميتها ، ويقول منصور أن محافظ مطروح الأسبق قد منحه عدة مكافآت مالية ، لأنه عند اصطياده لهذه السمكة يقوم بإعدامها بالحرق حفاظاً على أرواح المواطنين البسطاء ، ويؤكد على أن فم هذه السمكة يحتوى على قارضين تقوم بقطع غزل وشباك الصيادين وإهدار صيدهم وقوت يومهم . وأشار السيد أبو اليزيد مدير مديرية التموين بمطروح ، إن المديرية تقوم بحملات توعية عن طريق وسائل الإعلام والنشرات المقروءة والمسموعة ، تمنع بيع أو تداول هذه السمكة السامة تجنبا لحدوث أية حالات تسمم للمواطنين نتيجة تناولها ، موضحا إنه يقوم بالتوعية بخطورة هذه السمكة عن طريق الانترنت لنشر الوعي بين المواطنين . أكد الدكتور محمود زهران وكيل وزارة الصحة بمطروح ، منذ ظهور هذه السمكة واكتشاف سميتها القاتلة ، تم إخطار الجهات المعنية بديوان عام المحافظة ووزارة الصحة والطب البيطري والتموين والثروة السمكية ، وتم عمل نشرة تحذيرية وتوزيعها على محلات بيع الأسماك بالإضافة إلى نشرات التوعية من خلال إذاعة مطروح والمرور بواسطة مفتشي الصحة على أماكن تداول الأسماك بالتعاون مع التموين والطب البيطري وما زالت مستمرة حتى الآن . وأوضح زهران ، أن المادة السامة في سمكة القراض تسمى "تتراديتكسين" وهي موجودة في الجلد والأحشاء من المبايض والكبد والمعدة والأمعاء ولا يوجد السم في لحومها ، ولكن إذا انفجرت مرارتها داخلها يصبح لحمها كله سام . وتظهر أعراض التسمم عقب تناول السمك بنصف ساعة ، وتتمثل في تنميل في اللسان والشفاه ، واضطرابات في الجهاز الهضمي وألم بالبطن وغثيان وإسهال ، هبوط في ضغط الدم وضعف عام وعرق وصداع ، واضطرابات عصبية ، ثم يدخل المريض في غيبوبة يصحبها فشل تنفسي وقلبي يؤدي إلى الوفاة في خلال 6 ساعات من تناول السمك . وحتى الآن لا يوجد مصل مضاد لمادة التتراديتكسين السامة ، وعن الإجراءات المتبعة في مثل هذا الموقف وجوب عمل غسيل معدة بسرعة ، وعلاج الأعراض خصوصاً اضطرابات الجهاز التنفسي والقلب ، ويعتمد تقدم الحالة على كمية السمك التي تناولها المريض وحالته الصحية العامة . ولقد أدت هذه السمكة إلى وفاة عدداً من الأبرياء ليسوا بكثير في الوقت نفسه تعافى وشفي منها الكثير الذين لم يعانوا من أي مرض أو لم يتناولوا كميات كبيرة من لحوم هذه السمكة ، ولابد من الوقاية فهي خير من العلاج فيجب عدم التعامل مع هذه الأسماك سواء بالصيد أو البيع أو الأكل ورفع الوعي عند المواطنين . ويقول أيمن أبو طعيمة أحد أصحاب محلات الأسماك بمطروح ، أن معظم الناس لا يعرفون أنواع الأسماك ويسألون عنها عند شرائها وهناك من يبعها على أنها نوع آخر فيقوم بتقطيعها على شكل شرائح وبيعها مستغل جهل الناس بها . إن هذه الأسماك القاتلة التي تفتك بالإنسان في ساعات معددوه ، لابد من البحث عن وسيلة لاستثمارها والاستفادة منها ويأتي ذلك من خلال الأبحاث الميدانية والدراسات العلمية والمعملية والاستفادة من خبرات الدول المتقدمة في هذا المجال ، أو عن طريق عقد مؤتمر علمي يشارك فيه علماء وخبراء الأحياء المائية والسموم البحرية . |
|