هذان السؤالان اللذان سألهما عبد إبراهيم لرفقة لهما أهميتهما: الأول: «بنتُ مَن أنتِ؟“» وهذا هو سؤال الروح القدس لكل واحد منا: ابن مَن أنت؟ إذ إن هناك بنوتين لا ثالث لهما، إما بنوة للشيطان، كما قال الرب لليهود «أنتم من أبٍ هو إبليس، وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا» ( يو 8: 44 )، وإما أبناء الله. فالذين قبلوه (أي المسيح) أعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه ( يو 1: 12 ).
نحن إما أن نكون أبناء أورشليم العُليا، كما يتكلم الكتاب في غلاطية4، وإما أبناء جهنم ( مت 23: 15 ). إما أن نكون أبناء نور وأبناء نهار، أو أن نكون أبناء الظلمة ( 1تس 5: 4 ، 5). إما أن نكون أولاد الطاعة، أو أن نكون أبناء المعصية الذين هم تحت غضب الله (1بط1؛ أف2). ولا توجد بنوة ثالثة أو وسيطة. ليت كل إنسان يسأل نفسه، بضمير صالح، هذا السؤال أمام الله.
أما السؤال الثاني فهو: «هل في بيت أبيكِ مكان لنا لنبيت؟». وهذا هو سؤال الروح القدس الذي يوجهه إلى قلب كل منا: هل يوجد لي مكان عندك؟ هل تسمح لي أن أبيت؟.
لقد ولد الرب يسوع منذ ألفي عام، وقيل عن ولادته إنه «لم يكن لهما موضع في المنزل» ( لو 2: 7 ). فهل له موضع في قلوبنا وحياتنا؟ إنه يسأل: هل هناك مكان لنبيت؟ هو يريد أن يقضي الليل معنا. إن ظلام الليل المُخيف، وأهواله المُرعبة يبددها إذ يبيت معنا. والعالم كله عبارة عن ليل وظلام. ويقول الكتاب «قد تناهى الليل»، ولا يوجد مَن يبدد وحدتنا في الظلام إلا الرب عندما يدخل القلب.
وهو يريد أن يدخل «هنذا واقفٌ على الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتي وفتح الباب، أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي» ( رؤ 3: 20 ). ولاحظ أنه لا يقول: ”أتغذى“ بل يقول: ”أتعشى“، أي يقضي معنا الليل إذ يغط العالم في ظلام وليل. وهو يريد أن يؤنسنا كما قال له تلميذا عمواس في لوقا24 «يا سيد امكث معنا، لأنه نحو المساء وقد مال النهار. فدخل ليمكث معهما». والرب يسأل: هل هناك مكان لنبيت؟ هل عندك مكان لدرس الكلمة؟ ومكان للصلاة بحق؟ هل هناك مجال للرب في بيتك وفي برنامجك اليومي؟
منقول