واشنطن بوست: حي البساتين يعكس التغييرات الجذرية التي خضعت لها مصر
الفجر
نشرت صحيفة واشنطن بوست خبرا اوردت فيه انه توفية رئيسة الطائفة اليهودية في مصر، كارمن وينشتاين، المعروف عنها عملها الدؤوب للحفاظ على المعابد والمقابر اليهودية مترامية الأطراف، يوم السبت عن عمر يناهز ال 82. وسيتم دفنها يوم الخميس في مقبرة البساتين التي عملت على إنقاذها منذ عام 1978. فهي المقبرة اليهودية الوحيدة المتبقية في القاهرة وتعد الأكبر في مصر.
يعكس تحول البساتين التغييرات الجذرية التي خضعت لها مصر حيث ارتفع عدد سكانها ونما الفقر. مدلول اسمها باللغة العربية يعني الحدائق، و لكنها اصبحت الآن أحد الأحياء الفقيرة معبأة بالمباني السكنية يسكنها آلاف من المصريين الفقراء بعد موجات من الهجرة من القرى في جنوب مصر.
تحولت أجزاء من البساتين الي مقلب للقمامة، في حين احتفظ بعض مسؤولين الآثار بمنطقة أخرى. كانت اينشتاين قادرة على الحفاظ على منطقة صغيرة لتكون مقبرة يهودية. تركت الجالية اليهودية التي كانت مزدهرة في مصر إلى حد كبير أكثر من 60 عاما من العداء بين إسرائيل والبلاد. وتشير التقديرات إلى أنه منذ إنشاء دولة إسرائيل في عام 1948، غادر حوالي 65 الف يهودي من مصر - ومعظمهم سافر إلى أوروبا والغرب. استقر البعض في إسرائيل.
و اشعل رحيلهم ارتفاع المشاعر القومية خلال الحروب العربية الإسرائيلية، والمضايقات والطرد المباشر من قبل الرئيس جمال عبد الناصر، الذي استولى على السلطة بعد وقت قصير من وقوع انقلاب عسكري أطاح بالملك في البلاد.
وفقا لأحد أصدقاء اينشتاين، ماجدة هارون، بقي فقط حوالي 40 من اليهود المصريين في البلاد، منقسمين بين القاهرة و الاسكندرية التي كانت أيضا مرة واحدة محور الثقافات و مزدهرة عالميا. و قد عملت اينشتاين لتذكير الناس أن اليهود في مصر كانوا ذات يوم جزءا من اقتصاد البلاد النابض بالحياة، والحياة الثقافية والسياسية.