13 - 04 - 2013, 05:44 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
“إن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أيضا أبوكم السماوي”
“أمر غريب! كيف يحتقر الإنسان أخيه الإنسان، مع ذلك يسامحه السيد على كل شيء. وللأسف، كنتيجة، انحرف عن الطريق الصحيح وأصبح بلا رحمة وقسي قلبه وبردت المحبة فيه، فيفقد الشعور بمحبة الله وبالنتيجة يخسر إيمانه” (القديس سلوان الأثوسي).
يرتبط هذا القول للقديس سلوان الأثوسي مع المقطع الإنجيلي لأحد الغفران، لأنه إذا أردنا أن يسامحنا الله على خطايانا علينا نحن أن نغفر خطايا الآخرين، وعندها تخلق المغفرة في داخلنا، التي يقدمها الله للإنسان، واجب واضح أن نعامل أخينا الإنسان بنفس المحبة والغفران.
محبة الله
نحيا هذه الدعوة، التي يدعونا إليها الإنجيل، في كل قداس إلهي، فنتذكر بأنه علينا أن نبتعد عن كل أمر يجعلنا غرباء عن الآخرين وخاصةً الكراهية، فقبل المناولة المقدسة، وعند قبلة المحبة، يجب أن نفرغ قلوبنا من: الحقد، النفاق، الخداع. المحبة الحقيقية يجب أن تكون بلا حدود وعندها تقلب العداوة إلى صداقة ومنها إلى المحبة الصافية. هذا الأمر ليس بالسهل، لأن الله وحده يستطيع القيام بفعل المسامحة بشكل دائم وكامل، لذلك لنطلب منه السلام والتخلص من العداوة والبغض وأن يقودنا للمحبة الحارة المقدسة حتى نستطيع القيام بالمسامحة بشكل أفضل.
إذاً الشرط الأساسي للمشاركة بالقداس الإلهي والمناولة أن يتسامح المشاركون مع من يتخاصمون. وإلا التقدمة التي يقدمها كل منهم تكون غير نقية. ويذكر الكاهن في قداس باسيليوس الكبير هاتين المجموعتين من البشر: “الذين يحبوننا والذين يبغضوننا”، بصلاتنا هذه نصل كلنا إلى أعلى ذروة للمحبة مع الآخرين، نحو الله، وخاصة بمناداتنا في الصلاة الربانية: “واترك لنا ما علينا كما نترك نحن لمن لنا عليه”.
أنحب المسيح؟
لكن الأمور لا تسير وفق ما نريد أو كما يجب!!. فنشعر أننا لا نستطيع ممارسة المحبة كما يجب. كلنا بحاجة إلى المحبة. لكن كيف سنقدمها للذين يضمرون لنا الشر؟ عندها سنصرخ: “فليسامحهم شخص آخر، أنا لا أستطيع”، وبالأكثر نقول “فليسامحه الله”، وضمنها المعنى “أنني لم أستطع المسامحة فليسامحه الله”. لكن يجب أن نسامح بقدر ما نستطيع وبحيث لا يبقى بقلبنا شيء نتمسك به على أخينا. فنأتي إلى القداس الإلهي مرتلين: “لنحب بعضنا بعضاً لكي بعزم واحد نعترف مقرّين”. أمام المائدة المقدسة الواحدة نقول أننا نحب المسيح ولكن نشعر بالغربة بيننا كأعداء يهرب الواحد من الآخر.
عند انتهاء القداس الإلهي لنغادر الكنيسة محبين بعضنا بعضاً، مسامحين بعضنا بعضاً، متفهمين بعضنا بعضاً، ولا ننسى أن الطريق إلى الملكوت السماوي لن يكون بدون أخينا الإنسان.
دخولنا حديقة الفضائل
تفتح لنا الكنيسة بصلاة غروب مساء أحد الغفران حديقة الفضائل، فتقدم لنا، في هذا المساء، التوبة كطريقة حياة، وبها تأتي المسامحة من الله ومن الآخر، فأعيش لا أنا وحيداً بل مع المسيح والآخر وأطلب منهم المسامحة أيضاً.
دعونا نسجد اليوم أمام أيقونة السيد والسيدة والقديسين وأمام الأسقف والآباء والإخوة ولنطلب منهم المسامحة، لأن خطايانا كثيرة، وعلينا طلب المسامحة. فليسامح كل منا الآخر، وتبدأ هذه المسامحة عندما نحمل على أكتافنا أثقال بعضنا، والحمل الأثقل هو شخصية الآخر أي الشخص كما هو وليس فقط ما يقوم به أو لا يقوم. وإن احتاج الأمر لنتحمّل الآخر كما تحمّل المسيح صليبه، كآلة عذاب وألم وموت، ودعونا أن لا يغادر أحدنا هذا العالم بدون مسامحة، لأن من وراء المسامحة هناك المحبة بالتالي الخلاص.
|