رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فِهم الله تطرقنا في الدروس السابقة الى الإعلان الإلهي وفِهم كلمته التي نقلها لنا الأنبياء والرسل بالوحي المقدس. فِهمنا للكتاب المقدس وللإعلانات الإلهية هو مصدر فِهم الله. الحقائق المسيحية المعلنة في الكتاب المقدس هي حقائق بسيطة يمكن فهمها بكل سهولة، فإعلانات الله ليست مقدمة للفلاسفة او الحكماء، بل هي معطاة للجميع بصورة واضحة. فالله يتكلم إلينا بلغتنا، أي بلغة سهلة بسيطة مفهومة كما يكلم الوالد إبنه، مبتغياً إيصال فكره وكلمته لنا. في نفس الوقت تبقى الحقائق المسيحية بكل بساطتها عميقة جداً لها ان تشغل أذهان علماء اللاهوت لسنين طويلة. بالرغم من بساطة وعُمق الإعلان الإلهي لكن نبقى نحن كبشر غير قادرين على فِهم الله بشكل تام. فنحن بشر محدودون والله غير محدود فلا يمكن للمحدود ان يحتوي كل الغير محدود ولا يمكن للغير محدود ان نضعه في حيز محدود. علينا ان نتقبل ان الله غير محدود لكن في نفس الوقت علينا ان نفهم ان هذا لا يعني اننا لا نعرف اي شئ عن الله. نحن نعرف الكثير عن الله لكن ما نعرفه هو محدود مقارنة بالله الغير محدود. فالله أعلن عن نفسه وعن ذاته وهذا ما نعرفه لكن معرفتنا عن الله هي جزئية ومحدودة وليست كاملة شاملة. نحن نعرف الله بالدرجة التي أختارها هو ان يعلن عنها في إعلانات في الكتاب المقدس كما تقول كلمة الرب في تثنية 29 : 29 "السَّرَائِرُ لِلرَّبِّ إِلهِنَا وَالمُعْلنَاتُ لنَا وَلِبَنِينَا إِلى الأَبَدِ لِنَعْمَل بِجَمِيعِ كَلِمَاتِ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ».". الخلاصة الحقائق المسيحية المعلنة لنا هي حقائق يسهل فهمها وتقبلها لكن في نفس الوقت تحمل معاني وأعماق تستطيع شغل أذهان أكبر علماء اللاهوت. معرفتنا بالله وإعلاناته هي معرفة محدودة مقتصرة على ما أعلنه الله لنا، فالله غير محدود ولا يمكننا كبشر محدودين ان نفهم كل الله الغير محدود. عدم فهم الله بالكامل بسبب عدم محدوديته لا يعني اننا لا نعرف اي شئ عن الله، بل نحن نعرف الكثير عن الله بحسب إعلاناته. |
|