رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الله موجود في كل مكان وزمان تطرقنا في الدرس التاسع الى أن الله كلي القدرة، وهذه هي أحدى أهم ثلاثة صفات إلهية من الناحية الفلسفية. اليوم سنتطرق الى كون الله كلي التواجد، أي متواجد في كل مكان وزمان في نفس الوقت (سنتطرق لصفة المعرفة الكلية في درسنا القادم). كثيراً ما نفكر في وجود الله قربنا وأحياناً بسبب فكرنا المحدود نفسر وجود الله بإنه وجود يشغل حيز ما في قربنا وننسى تواجده في بقية العالم، بل في الكون وما فيه. علينا ان ندرك حقيقة إنه لا يوجد مكان على الأرض او في الكون لا يوجد فيه الله. لكن في نفس الوقت علينا ان ندرك أيضاً إن الله لا يملأ حيز او مساحة محدودة، فالأشياء المخلوقة فقط هي التي تحمل حيز ومكان. عندما نُريد الصلاة والتكلم مع الله لا يُشترط بنا ان نذهب لمكان مُعين وفي زمان مُعين لان الله موجود في كل مكان وزمان، بطريقة غير محدودة بحدود الخليقة، قادر ان يسمعنا ويتواصل معنا بالرغم من كونه بحسب إلوهيته متواجد في بعد آخر غير ابعادنا المحدودة. من ناحية آخرى، تواجد الله في كل مكان هو تواجد كامل، اي تواجده في مصر كتواجده في العراق وكتواجده في بقية أنحاء العالم. تواجده هو تواجد كامل في كل مكان وزمان. الكل يتمتع بملء وجود الله الذي يملأنا خشوعاً وطاعة لكوننا في محضره. في وسط خشوعنا يملأنا أيضاً شعور بالإطمئنان كمؤمنين متيقينين من وجود الله وحمايته ورعايته لنا. الخلاصة الله متواجد بصورة كاملة وفي كل مكان وزمان. تواجده ليس تواجد محدود في حيز ومساحة بل تواجد ببعد آخر يختلف عن أبعادنا البشرية. الله لا يقيده زمان ومكان فوجوده هو فوق الزمان وفوق المكان. وجود الله الكامل في كل مكان هو سبب ومصدر راحة وإطمئنان وخشوع وتعبد لنا. |
|