![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأقباط في عهد مرسي.. خروج أم انعزال؟ ![]() مرسي ورث كل الملفات الشائكة التي كان يؤجّل نظام مبارك حلّها من الواضح أن الرئيس محمد مرسي ورث كل الملفات الشائكة التي كان يؤجّل نظام مبارك حلّها، بل والتي كان يصنع بعضها بغرض جعل الساحة السياسية والاجتماعية مشغولة عن جرائمه في سرقة البلد ومشروع التوريث. هذا أمر يتفق عليها معارضو مرسي قبل مؤيّديه، لكنّ المعارضين يقولون: وإيه اللي خلاه يمسك الحكم لمّا هو عارف كده؟! وكأن غير مرسي لو جاء يملك عصا موسى التي تبتلع كل المشكلات المتراكمة من عهد المخلوع وما قبله!! في عهد عبد الناصر كان الكل مضطهد وخائف.. وفي عهد السادات تنفّس الجميع ولكن الأقباط حاولوا أن يتنفّسوا من خلال رئة الكنيسة وليس المجتمع، أمّا مبارك فقد ظلم الجميع مثل عبد الناصر ولكنه تاجر بالأقباط على طريقة مَن يُشعل الحرائق ثم يُسارع لإنقاذها ليبدو كأنه رجل المهام الصعبة!! جاءت الثورة وشارك فيها بعض الأقباط (لمن ينسى: كانت الكنيسة مع مبارك حتى آخر نفس!) واستبشرنا خيرا بخروج الإخوة الأقباط من ضيق الطائفية إلى رحابة الوطن. لكن أخطاء المجلس العسكري في عدم حسم الأمور، مع محاولة البعض من الأقباط الضغط لإحراز مكاسب أكبر جعلت الوضع ملتهبا.. حتى سمعنا مع كل أزمة هتافات قاسية ضد المجلس العسكري الذي -والحقّ يُقال- كان الجميع يهتف برحيله، وليس الأقباط فقط. وصلنا إلى محطة الرئيس مرسي.. الكثيرون منّا مستعجلون على حسم كل الملفات المتراكمة وفي وقت واحد!! وفي مقدّمتها الملف القبطي. وهذا حقّ مشروع، لكن يجب ألا ننسى أن طبيعة التحوّلات الاجتماعية هي أشدّ بُطئا من السلحفاة، ومن الصعب في يوم وليلة إزالة الاحتقان الذي تعدّى علاقة الأقباط مع الدولة كنظام سياسي، إلى عنف اجتماعي غير مسبوق. يعني المشكلة من قبل كانت في الغالب سياسية فقط، دلوقتي: سياسية واجتماعية.. وهذا يعقّد المسألة! وأي إنكار لوجود شحن وتوتر عميق بين الشعب نفسه، مسلميه ومسيحيّيه، هو هروب من المشكلة ودفن للرءوس في الرمال! نعم.. من المهم أن تكون هناك خطوات قانونية رادعة وعاجلة؛ مثل: القبض الفوري على الجناة من الطرفين -أكرّر: من الطرفين- وإعلان التحقيقات والنتائج على الرأي العام، والحضور السريع من قيادات الدولة -والرئيس في المُقدّمة- في قلب الأحداث، وعدم ترك الشائعات تتفاقم. لكن الهتاف في أثناء تشييع ضحايا الخصوص من العباسية ضد "حكم المرشد".. أرى أنه يؤشّر على مستقبل وضع الأقباط في عهد مرسي، وهل همّ إلى خروج من ضيق الطائفية أم إلى انعزال بدرجة أكبر؟! أولا: البعض حاول الترويج من قبل بأن مجيء رئيس إسلامي سيُؤثّر سلبا على الوحدة الوطنية، ومع ذلك لم نرَ حادثة واحدة يكون الإسلاميون طرفا فيها، كلها حوادث بين أقباط وأناس عاديين في المجتمع.. يعني الإسلاميين براءة! ثانيا: كان يجب أن يكون الخطاب القبطي أكثر حرصا على جسّ نبض الرئيس مرسي، دون اللجوء للتصعيد والضغط المسبق بالهتافات المغلوطة.. وأن يعطوه فرصة وينتظروا: هل تسير الأمر وفق المنظومة القديمة، أم هناك تغيّر إيجابي؟ ثالثا: يجب ألا تسمح الكنيسة للأهواء السياسية أن تعكّر علاقتها بالنظام الذي ما زال يتشكّل، بأن يزجّ بها البعض في معارك سياسية، حتى لو كان هذا البعض من الأقباط المنضمين لأحزاب، لأنه ما علاقة الهتاف ضد المرشد بالتعبير عن الغضب من مقتل أقباط؟ هل الإخوان -أو الإسلاميون عموما- طرف في عملية القتل؟! ولماذا يعتذر البعض بأنها حالة تعبير عن غضب لا يمكن التحكّم بها؟ ولو صدق هذا: هل توجيه النقد للمرشد والرئيس هو ما يفكّر به عقلهم الباطن وعبّروا عنه في لحظة انفعال؟ لا أريد أن أصدّق هذا أبدا. القانون يجب أن يأخذ مجراه على رقاب الجميع، وعهد "تبويس" الرءوس يجب أن ينتهى، نحن في دولة قانون ولسنا في قبيلة، مع احترامنا للقبائل. وبصراحة.. فإن تحديد وضع الأقباط في عهد الرئيس مرسي هو مسئولية الطرفين معا، وأي أحد يلقي بالتبعة على أحدهما فقط، هو يسعى لتأجيج المشكلة وليس الحل. يجب أن يُدرك الجميع أن عباءة الوطن تسع الجميع.. وأفضل للجميع. ![]() |
![]() |
|