رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نزول الجيش..هل يوقف حمامات الدم بالخصوص والكاتدرائية؟ تسيطر حالة من الذعر على المشهد السياسي والأمني بمصر حاليا إثر وقوع اشتباكات دامية بين أقباط ومسلمين بمنطقة الخصوص، بمحافظة القليوبية، على خلفية مشاجرة عادية بين عائلة مسلمة وأخرى مسيحية. وفي ظل حالة الاحتقان الخطيرة التي تسود كافة مناحي الحياة بمصر حاليا سرعان ما تحولت هذه الأحداث إلى كرة لهب تلتهم كل ما يقع في طريقها حتى وقع المحظور أمام كاتدرائية العباسية. حيث وقعت مصادمات مسلحة دامية بين شباب أقباط ومجهولين استخدم فيها جميع أنواع الأسلحة بداية من الخرطوش للرصاص الحي والمولوتوف.. ما أدى إلى سقوط عشرات المصابين من المواطنين والشرطة إلى جانب قتيلين. الأمر المؤسف هو انتقال حرب الشوارع هذه إلى مواجهات عنيفة مع عناصر الشرطة المكلفة بحفظ الأمن في محيط الكاتدرائية، حيث صب الأقباط الغاضبون نقمهم على رجال الأمن وبات الضباط والأمناء والجنود في واجهة الأحداث بعدما جرى توجيه العداء صوبهم. وبعيدا عن تلك المزاعم التي تحاول تصوير المشهد العبثي الحالي على أنه فتنة طائفية.. فإنه من الواضح أننا أمام أزمة حقيقية تستدعي تصرفا إيجابيا يمنع سفك مزيد من الدماء ويحكم سيطرته على تلك الأحداث قبل ترشيحها للتصاعد. ويرى كثير من الخبراء أن نزول عناصر من القوات المسلحة سواء في محيط الكاتدرائية أو بمدينة الخصوص ربما يكون حلا سريعا مناسبا لتلك الأزمة، حيث أن عموم الشعب المصري لازالت تحتفظ بمشاعر التقدير والثقة الكبيرة للجيش الذي ينظرون إليه على أنه "واحد من الناس". بعكس رجال الشرطة الذين من سوء حظهم يعتبرهم كثير من الغاضبين على أنهم ممثلين للنظام الحاكم الذي يتحمل المسئولية بصورة أو أخرى عن ما يجري حاليا.. وذلك بفعل عدة عوامل لعل في مقدمتها الإرث المشين الذي تركه النظام السابق الذي حول جهاز الشرطة في وقت من الأوقات إلى حارس شخصي له وحده. كما أنه من الواجب على كل مصري الآن استلهام روح ثورة 25 يناير التي امتزجت بها دماء المسيحي بالمسلم وكان القبطي يحرس صلاة أخيه المسلم ويصب له ماء الوضوء وذلك حتى نتلافى نارا وقودها الناس والحجارة لا يعلم مداها أحد. ومع كل هذا يجب أن نتذكر مشاعر الوحدة الوطنية التي لطالما جمعت عنصري الأمة، لعدم إعطاء الفرصة لمن يتربص ببلادنا السوء.. فمصر محفوظة دائما بقرآنها وإنجيلها ولا يمكن في يوم من الأيام أن نتقاتل بسبب لعب عيال أو قصة حب أو هروب فتاة.. فمصر كما قال البابا شنودة الثالث وطن يعيش فينا وليس فقط بلد نعيش فيه. وياجماعة اللي مش مصدق ان مصر مافيهاش فتنة طائفية ولا يحزنون يروح مستشفى الراهبات السبع في حي شبرا العتيق، سيجد على الفور الراهبة تريزا تعالج أذن فاطمة التي أكلها عيش الغراب، أو حتى يروح مستشفى نصر الإسلام ويشوف عم جرجس وهو بيكشف عند الدكتور محمد على صوت آذان المغرب. وبرضه اللي لسة مش مقتنع يروح يسأل جارتنا أم جورج التي كان يحلو لنا التهام الفلافل المسمسمة من إيديها في عيد القيامة، وكانت بتنتظر عيد رمضان علشان تدوق كحك جارتها أم محمود. فهناك سؤال يكاد يعصف بعقلي كلما سمعت نبأ وقوع تفجير أمام كنيسة أو إطلاق نار على مسيحيين لدى احتفالهم بعيد الميلاد أو حتى مقتل أحدهم في ظروف غامضة فأول ما تتجه أصابع الاتهام يكون المسلمون هم المتهمين أو الجناة الافتراضيين حتى يثبت العكس. وهنا يضطر المفكرون ورموز المجتمع والوزراء وكبار رجال الدولة للاعتذار لإخواننا المسيحيين ويقسموا لهم بأيمانات المسلمين أن اللي عمل المصيبة دي مش ممكن يكون مسلم لأن ديننا بريء منه، لكنك تستطيع بسهولة أن تلمح في عيون المعزين والمعتذرين بريقا يوحي بأن من فعلها مسلم لكننا نتبرأ منه أو نهدر دمه من باب النجاة بالبدن قبل ما يجرنا خلفه لكارثة. والمؤسف في هذه المسألة ليس مشاعر الخجل والندم التي يبديها المسلمون لإخوانهم المسيحيين لأن هذا طبعا شعور يجب أن يساورنا جميعا وليس الأقباط وحدهم أو الوزراء فقط، لأننا ببساطة حدث هذا ونحن في مجتمع واحد ونحن مشغولون بأمور تافهة أخرى عن واجب مقدس هو ضبط المتلاعبين بأمن هذا البلد. فيا جماعة أرجوكم هيا نحسبها صح ونفتش عن المستفيد من هذه الكوارث خصوصا وأنه من المؤكد أنها لن تكون آخر الإنفجارات بدلا من أن يغرق الوطن في حمامات دم ليس لها أول من آخر ولا يعلم مداها إلا الله، وأستأذنكم الآن بدلا من أن يفوتني موعد الكشف عند جاري الدكتور ميشيل، وربنا يستر. الدستور |
|