رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس نكتاريوس
تعيّد الكنيسة الأرثوذكسية في التاسع من شهر تشرين الثاني عيد القديس نكتاريوس، أسقف المدن الخمس العجائبي، الذي عاش في جزيرة إيينا وأسس في عام 1920م دير الثالوث القدوس. منذ حداثته كان طاهراً ونقياً، في شبابه كان مميزاً وباراً، في حياته الرهبانية كان شهيد الألم وبامتياز شهيد الضمير الحي. أما كمعلم وواعظ فكان نبياً ورسولاً، في شموسيته وكهنوته وأسقفيته كان مضحياً وخادماً للإنسان الخاطئ. بعد الاضطهاد الظالم والنفي من الإسكندرية استطاع في اليونان، بنعمة الروح القدس، أن يعلّم سر الحياة الكنسية الأرثوذكسية ويطهر ممارسة الحياة المسيحية الشعبية من الكثير من الشوائب والخرافات والأفكار الشيطانية التي كانت منتشرة في عصره. ساعد في توضيح فكر القديس غريغوريوس بالاماس وخصوصاً في موضوع الصلاة. بادئ الأمر ميّز بين الإنسان والإنسان المسيحي، وذلك في عظاته وكتاباته، واصفاً بعمق الإنسان المسيحي بأنه يستطيع أن يحوّل كل هوى إلى فضيلة بواسطة نعمة الروح القدس وبجهاد شخصي، كله يتحقق عندما يسكن السيد داخل هذا الإنسان المسيحي، وعندها يتحقق قول بولس الرسول: “فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ” (غلا 2:20). أي يسكن القلب، ليس الناس الذين نحب من زوج أو أولاد أو إخوة ، إنما أولاً المسيح. نصائح القديس نكتاريوس لنا هي أن نحب المسيح ونطبق وصاياه مرتبطين بالكنيسة وأسرارها، وبعدها تأتي كل العالميات، ذلك كله حتى يجد المسيحُ فينا مسكناً، وعندما يتربّع السيد على عرش القلب نمتلئ بالنعمة ونصبح أغنياء بها، فنوزّع منها على كل من حولنا، هذا الامتلاء من النعمة حققه القديس نكتاريوس في حياته وفاضت منه هذه النعمة محبة وتسامحاً مع كل من حاول أذيته. حياة القديس منذ لحظة سيامته أسقفاً على المدن الخمسة كانت مليئة بالمرارة والحسد والنميمة والخيانة والنفي والاضطهاد والأحزان، والكثير من الأتعاب. أما من جهة صبره فكان بلا حدود، مثل أيوب، بلا تذمر، ملئه نور ومجد، وليس نوراً بسيطاً بل النور غير المخلوق، فصار صبره سبباً للخلاص. سمي القديس بالعجائبي لكثرة تلبيته لصلوات المؤمنين، ولكن ما يهمنا يا إخوة ليس العجائب، على أهميتها، بل الطريق الذي سلكه القديس نكتاريوس كي يصل للقداسة، ما يهمنا من حياة قديس ليس عظمته وقدرته وعجائبه بل السبب الذي جعله يتقدس، طبعا المقدس هو الروح القدس ولكن هناك شيء ما فعله القديس دفع بهذا الروح أن يبقى ساكناً فيه، وفي حالتنا هي فضيلة الصبر، مطبقاً وصية السيد “بصبركم اقتنوا أنفسكم” (لو19:21). فلنتعلم أن نواجه حياتنا ومشاكلها بصبر يقول الرب “ادخلوا من الباب الضيق” (متى 13:7)، بالتالي من هذا الضيق تخرج القداسة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس نكتاريوس العجائبي |
طروبارية القديس نكتاريوس |
نشيد القديس نكتاريوس |
عجيبة القديس نكتاريوس |
ايقونة القديس نكتاريوس |