نعم لا يوجد خلاص إلا بالرب يسوع المسيح لأن “ ليس بأحد غيره الخلاص. لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص». ” (اع 4: 12) فنحن قد خلصنا بالمسيح تبارك اسمه, خلصنا بالايمان به, و لايمكن ان نعرف المسيح إلا بالكتاب المقدس, فالسيد له المجد يجول في كل الكتاب المقدس بعهديه, يعلن عن وجوده منذ اول حرف في السفر الاول في العهد القديم و إلى آخر حرف في السفر الاخير في العهد الجديد, لذا الكتاب المقدس بالفعل كافٍ للخلاص ولكن .. أي خلاص؟ و ما هو الايمان بالمسيح ؟
ما هو الخلاص “ الذي فتش وبحث عنه أنبياء، الذين تنبأوا عن النعمة التي لأجلكم ” (1 بط 1 : 10) ؟, الخلاص هو التحرر من الخطية, سواء الخطية الاصلية, او الخطايا الفعلية و ما اكثرها “من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع. ” (رو 5: 12) و لكن ” نفتخر أيضا بالله بربنا يسوع المسيح الذي نلنا به الآن المصالحة.” (رو 5: 11), هذا هو الخلاص الذي فتش و بحث عنه الانبياء, و تنبأوا بالنعمة التي ستأتينا بواسطته والتي صارت بالمسيح يسوع تبارك اسمه “لأن الناموس بموسى أعطي أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا. ” (يو 1: 17) و ما هي النعمة ؟ النعمة هي استحقاقات دم المسيح الكفاري الذي (يغطي) كل المؤمنين به ” فإن الخطية لن تسودكم لأنكم لستم تحت الناموس بل تحت النعمة. ” (رو 6: 14) , النعمة هي التبرير بالايمان بالمسيح مخلصاً لنا ” قد تبطلتم عن المسيح أيها الذين تتبررون بالناموس. سقطتم من النعمة.” (غلا 5: 4) , النعمة هي هبه و عطية من المسيح له المجد ” ولكن لكل واحد منا أعطيت النعمة حسب قياس هبة المسيح. ” (اف 4: 7) . والان دعونا نرتب افكارنا.
الخلاص قد تم بالابن في ملء الزمان (أع 4: 12) .. نعم قد تم و نلنا الخلاص بالايمان بهذا الذي خلصنا .. هذا بديهي ! .. فالخلاص مُقدم لكل من يؤمن بالمسيح .. يؤمن به انه هو الله الكلمة المتجسد .. و انه قد مات على الصليب من أجل خطاياناً (يو20: 31) .. لذا سيكون مستحق لهذا الخلاص كل من يؤمن بالمسيح, فمن لايؤمن كيف يخلص ؟! .. حسناً ! و نتائج هذا الإيمان ان تشملك النعمة ” الذي به أيضا قد صار لنا الدخول بالإيمان إلى هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون ونفتخر على رجاء مجد الله ” (رو5: 2) و(أف 2: 8) التي وهبها الآب بالابن في عمل إبنه .. و بالنعمة نحن مخلصون (أف2: 5، 8), و النعمة هي الفرصة العظيمة التي صارت لنا لتغفر خطاياناً فلا تسود علينا الخطية (رو6: 14) و لكن كيف تُغفر الخطايا بدون توبة ؟ لابد من التوبة و إلا مصيرنا الهلاك الابدي لا محالة ( لو 13: 3، 5), وهذا ايضاً بديهي و يتفق مع الإيمان, فلا إيمان بدون توبة , أليس كذلك؟ فإن كنت أؤمن بالمسيح أفلا اسير بحسب تعليمه ؟! إذاً التوبة لازمه للخلاص من الهلاك الأبدي, فلا خلاص بدون توبه, و لكن ألم نقل أن المسيح خلصنا؟ .. نعم المسيح خلصناً .. قدم خلاصه للعالم كله و ليس للمسيحيين او اليهود فقط .. ولكن هل العالم كله سيخلص؟ كلا بالطبع! من يؤمن بالابن فله حياة أبدية (يو3: 15، 16), (يو6: 47) إذاً من لا يؤمن به فليست له حياة ابديه ” الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله” (يو3: 36) و غضب الله ينصب على أولئك الذي لايؤمنون بالابن (رو1: 18), (رؤ14: 10) .. هناك سؤال جوهري الان يطرح نفسه و الإجابه عليه تحوي بداخلها كل تعليم الكتاب المقدس ! .. نعم ! و السؤال هو : ما معنى ان تؤمن بان المسيح هو ابن الله الكلمة المتجسد؟ .
ان تؤمن بأنه إبن الله فأنت تؤمن بأن الله مثلث الاقانيم .
أن تؤمن بانه تجسد فأنت تؤمن بالخطية الاصلية, و تؤمن بحتمية تجسد الإبن
أن تؤمن بتجسده، فأنت تؤمن بكل ما قاله عن هذا التجسد و انه ينبغي ان يموت و يقوم وبالتالي :
فأنت تؤمن بغفران خطيتك الاصلية إن آمنت به،
و تؤمن أنك لم تعد بعد تحت سلطان الخطية إذ صار لك بالايمان بالمسيح نعمه قادرة ان تجعل الخطية لا تسود عليك
و انه صار لك ما يسمى بـ (التوبة) التي لم يكن لها اية اهمية لو لم يتجسد المسيح، فآدم ندم و لكنه طُرد من الجنه! و عاش بالايمان على رجاء مثل ابراهيم (رو4: 18)
أن تؤمن بأنه الكلمة فأنت تؤمن بانه هو العقل الناطق او النطق العاقل و الكل صار به وله.