12 - 05 - 2012, 10:16 AM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
الله قد وضعها
والرب وضع عليه إثم جميعنا ( إش 53: 6 )
كان أحد الأطفال يرنم ترنيمة جاءت فيها هذه العبارة ”خطاياي أضع على مخلِّص الورى“.
وإذ سمعته أمه قالت له: ”يا بني، هل وضعت خطاياك على المخلِّص؟“ فأجابها الولد بصوت ملؤه اليقين والثبات: ”كلا، إني لم أضعها بل الله قد وضعها“.
عزيزي القارئ: ليس بكافٍ أن تستطيع القول ”إني أضع خطاياي على المخلِّص“، لأنك لا تعرف جزءًا من ألف من خطاياك. إن ضميرك لن يدرك قط كثرة خطاياك ولا إلى أي عمق قد وصل إثمك.
إن ضمير الإنسان شيء وبر الله شيء آخر يختلف عنه كُليةً. ما العمل في هذا؟
ثم ما العمل في أصل هذه الخطايا كلها، طبيعتك الفاسدة؟
أَ ليس من الواضح الجلي أنه قبل أن تحصل النفس على السلام يجب أن تكون قد أدركت إدراكًا عميقًا معنى كون الله قد وضع على ابنه الحبيب كل خطاياها؟
عزيزي .. ما رأيك في جواب هذا الطفل؟ هل إذا سُئلت نفس هذا السؤال تستطيع أن تُجيب بإخلاص نفس الجواب؟
هل إذا دعاك الرب من هذا العالم تستطيع أن تصرِّح بأنك ذاهب إلى الرب يسوع؟
أيها العزيز، هل أنت مستعد؟
هل تؤمن الآن من كل قلبك أن الله نفسه قد وجد علاجًا لخرابك، قد وجد فدية لآثامك، برًا كاملاً تستطيع به الوقوف أمامه؟
إن هذا هو الأساس الراسخ لسلام النفس.
لا يستطيع أي شيء آخر أن يمنح هذا السلام.
لا أعمالنا، ولا صدقَاتنا، ولا صلواتنا، ولا واجباتنا الدينية، ولا ذهابنا إلى الكنائس، ولا صيامنا، ولا شعورنا ولا اختباراتنا. ليس واحدة من هذه كلها ولا كلها معًا تستطيع أن تعطي للنفس سلامًا.
يجب أن نعرف أن الله قد تداخل في أمرنا بنفسه وأعد العلاج الذي يناسبه.
إنه، بما عمله، قد ارتاح راحة أبدية من ناحية خطايانا، إذ وضعها جميعها على ابنه، ذلك الابن المبارك الذي حملها كلها وطرحها بعيدًا إلى الأبد، ثم رجع إلى السماء بدونها.
هذا هو الأساس الحقيقي الوحيد لسلام نفس الخاطئ، وهو ما تُرينا إياه بحق تلك الكلمات التي نطق بها هذا الطفل:
«الله قد وضعها».
|