رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
"من هو منا المستعد لطلب الله! " طلب الله في القديم رجلاً يبني جداراً ويقف في الثغر أمامه عن الأرض لكي لا يخربها، طلب فما وجد! الذي يعطي من يطلب منه، طلب فما وجد! صانع الرجل طلب رجلاً. طلب فما وجد! ليس الرجال قليلين، بل إنهم ليسوا كمن يطلبهم الله؛ فهو لم يطلب رجلاً فقط، بل رجلاً معيّناً كما قيل في سفر حزقيال: ”وطلبت من بينهم رجلاً يبني جداراً ويقف في الثغر“. فالله يطلب رجلاً، وهذا الرجل يطلبه لكي يبني جداراً عالياً متيناً بينه وبين العالم... بينه وبين الجسد... بينه وبين الخطية؛ ويطلبه لكي يقف في الثغر لا بل في الثغور التي قد تحدثها هجمات الشرير العنيفة على الجدار الذي بناه. ويطلب الله منه أن يكون: مغفور الخطايا: ”طوبى لرجل لا يحسب له الرب خطية ولا في روحه غشّ“ (مزمور 2:32). فالذي لا يحسب له الرب خطية، يطلبه الرب. مرؤوساً من المسيح: ”ولكن أريد أن تعلموا أن رأس كل رجل هو المسيح“(1كورنثوس 3:11). فالرأس هو مدير الحياة، هو مركز الحركة في الحياة، هو الأول والآخر، الألف والياء؛ وهكذا يريد الله الإنسان أن يكون رأسه المسيح. سائراً مع الله: ”كان نوح رجلاً باراً كاملاً في أجياله، وسار نوح مع الله“ (تكوين 9:6). ولو لم يسر نوح مع الله لما سجل له الوحي هذه الميّزة، ”بارّاً وكاملاً في أجياله“. والحق أن البر والكمال لا ينتجان إلا عن السير مع الله. لذا يُطلب من الإنسان أن يسير مع الله. مطيعا: ”شاهد الزور يهلك. والرجل السامع للحق يتكلم“ (أمثال 18:21). فالسماع للحق معناه الطاعة له. والله يطلب الطاعة لأن الطاعة عنده أفضل من الذبيحة. مجتهداً في عمله: ”أرأيت رجلاً مجتهداً في عمله؟ أمام الملوك يقف، لا يقف أمام الرعاع“ (أمثال 29:22). الاجتهاد من المتطلبات المهمة، وهو من الأمور الضرورية في حقل الخدمة. وقد جاء في الكتاب المقدس: ”ملعون من يعمل عمل الرب برخاء“. غير عاثر في كلامه: ”إن كان أحد لا يعثر في الكلام فذاك رجل كامل قادر أن يلجم كل الجسد أيضاً“ (يعقوب 2:3). ولأن كثرة الكلام لا تخلو من معصية، يجب أن يكون المؤمن غير عاثر في الكلام، لاجماً لسانه إذ أن من يلجم لسانه يكون كاملاً ويلجم جسده. ولا بد أن كبح جماح الجسد وقمعه ضروريان. مستعداً: ”كل رجل سيفه على فخذه من هول الليل“ (نشيد 8:3). فالليل في ادلهمام مطبق، والحرب على أشدّها مع أبالسة الجحيم. لهذا يُطلب من المؤمن أن يكون مستعداً في أية لحظة لأن الحالة تدعو ليس فقط أن يضع كل رجل سيفه على فخذه بل في يده. قد أبطل ما للطفل: ”ولكن لما صرت رجلاً أبطلت ما للطفل“ (1كورنثوس 11:13). يقول قائل: إن أبا الرجل هو الطفل (أي الرجل نفسه طفلاً). أما الله فيطلب من الرجل أن يبطل كل ما هو للطفل. من هنا كان الفارق بين الطفولة والبلوغ. مصلياً: ”فأريد أن يصلي الرجال في كل مكان رافعين أيادي طاهرة...“ فالصلاة عامل مهم في النموّ الروحي. فيه روح الله: ”رجل فيه روح الآلهة القدوسين“ (دانيآل 11:5). هكذا قيل عن دانيآل. لقد كان ذا نيِّرة وفطنة وحكمة فاستطاع أن يقف وحده وقفة الرجل. يطلب الله في الرجل أن يكون مملوءاً بالروح القدس، ونتيجة لذلك، يحصد ثمر الروح؛ وأما ثمر الروح القدس فهو ”محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح، إيمان، وداعة، تعفّف“. طلب الله في القديم رجلاً وهو يطلب اليوم رجالاً ونساء! وممن؟”من بينهم“!أي من بين بنيه. فيا أبناء الله، إنه يطلب من بيننا رجالاً ونساء! ففي الأمس، طلب فما وجد، طلب رجلاً! واليوم، إنه لا يزال يطلب! فهل يجد؟... ولمَ لا ؟! فلتكن صلاتنا: ”يا رب... اجعلني شخصاً حسب قلبك“. يسوع المسيح يحبكم دوماً بيدو... |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الغفران نعمة يعطيها الله للقلب المستعد ❤️ |
المسيح المستعد أن يحتمل الآلام |
الهجاء الأصبعي للحروف العربية |
يا بخت المستعد |
من مسكنك المستعد |