الوالد الحقيقي
بحسب تعبير الذهبي الفم :
” الوالد الذي لا يقود اولاده الى ابيهم السماوي هو بالاحرى قاتل”
لاجل هذا ايها الاباء الاعزاء:
فعلى الوالد الذي يحب عائلته طبقا للتعاليم الكتاب المقدس ،
انما عليه ان يهتم اولا بتأمين الحاجة الروحية لعائلته ،
فيجعلها متصلة بالأب الحقيقي اي الله اتصالا وثيقا،
وهو يدرك ان سعادة عائلته يجب ان تبنى على اساس من العلاقة الابوية الحقيقية بالله ،
ويكون هذا اعتراف عملي بالمكانة الاولى في حياتهم العائلية .
الواجب الاسمى على الأب المسيحي،الوالد،
هو ان يهتم بقداسة عائلته ومثاله على ذلك هو المسيح
الذي ضحى بنفسه من اجل عائلته الكبيرة
اي الكنيسة لكي يقدسها .
لا يكفي للوالد ان يقود افرد اسرته الى الحياة المسيحية
فتنتهي مسؤوليته
بل عليه ايضا ان يبذل كل ما في وسعه ليجعلها مستحقة للحصول على بركة الله الكاملة في الكنيسة .
وايضا ان يبذل كل ما في وسعه لا لتبقى فقط
بل لتصير ثابتة وكاملة في القداسة .
ايها الوالدون : عليكم ان تدركوا ما دعاكم الله اليه
لتكونوا رأسا روحيا لعائلاتكم،
فكما كان المسيح مسؤول عن العناية بالكنيسة العائلة الكبيرة ونموها ،
كذلك انتم مسؤولون عن العناية الروحية بعائلاتكم وبنموها ،
هذا يعني عليكم ان تمشوا امامها في طريق الصليب ،
فهذا اصدق المثل لمعنى التضحية بالذات .
لذلك رب الاسرة المسيحية اي الوالد لا يعمل لاجل الجاه والمال ولا بكثرة البنون بل يعمل لتكوين اسرة نموذجية،
يعمل لعائلة لتكون ايقونة تشرح فعل الروح القدس.
ايضا يعمل الوالد قبل كل شيء تعليم وتسليم الايمان للعائلة ،
اي تسليمهم الحياة التي تقودهم الى الله الآب ،
وان يقدم التعليم والاعتماد على اب روحي للعائلة كمعلم للايمان ،
وان يكون الوالد بقرب ابنائه ليس من حيث السكن
فقط بل بتعليمهم حياة الفضائل وتدربيهم عليها وايضا تدريبهم على التسبيح والمزامير
ويؤمن لهم المعشر الجيد وهكذا يسعى الوالد
إلى تكوين بيتا ملوكيا للسيد
ويمنع اللصوص من سرقة الوديعة التي فيها .
هكذا يساهم الوالد المسيحي في تكوين الكنيسة البيتية القائمة
على المحبة والتفاهم وزرع مخافة الله التي هي بدء الحكمة ،
فيكون المسيح في وسطهم وتتحول العائلة كلها الى فردوس صغير
ويقول لسان حال الوالد انا واهل بيتي نعبد الرب ،
آمين
منقول