رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بمناسبه صوم يونان كيف اصوم
كيف أصوم + قيل أنه كان في الصعيد راهب قد بلغ من التقشف مبلغا عظيما ، ظافرا علي صلوات وطلبات وسهر ، ومالكا عدم القنية الي أبعد غاية ، يفني جسده بالأصوام والأتعاب . هذا كان قد بدأ جهاده بأن كان يتنازل كل عشية ملء راحته قطينية مبلولة وكفي . وصار يتدرج الي أن أصبح يتناول ذلك القدر يوما بعد يوم ، وهكذا حتي استطاع بعد مدة أن يأكله مرة واحدة كل أسبوع مساء الأحد أو يأكل مما اتفق له من الحشائش النباتنية ، ومكث علي هذه الحال مدة من الزمان ، فحسده الشيطان وأراد أن يرميه في الكبرياء ، فوسوس له بأنه قد سلك في النسك مسلكا لم يبلغه أحد من البشر ، وأنه يجب أن يجترح الآيات كي يزداد نشاطه ، ويري الناس العجدائب فيمجدوا الله ، لأن الرب نفسه ايضا قال : " ليري الناس أعمالكم الحسنة فيمجدوا أباكم الذي في السموات " . فسأل الرب من أجل هذا الأمر وإذا لم يشأ الاله المتعطف أن يظلم تعبه ، فقد ألهمه فكرا بأن الرسول يقول : " لسنا كفأة أن نري رأيا من أنفسنا " . وقال : " أن كان ذلك السيد لم يجد نفسه كفئا لان يري رأيا من ذاته ، فكم بي يجب علي أنا الشقي أن أقول هذا القول ، أقول أذن وأمضي إلي فلان المتوحد ، ومهما قال لي أقبله كمرسل لي من قبل الله " . وكان ذلك المتوحد راهباً كبيراً وقد نجح في عمل المشورة ، حتي استطاع أن يفيد من يسأله . فقام للوقت ومضي اليه ، فلما دخل قلايته رأي المتوحد قردين جالسين علي كتفيه ، ممسكين عنقه بسلسلة ، وكان منهما يرهقه جذبا اليه ، فلما شاهد هذا المنظر عرف السبب اذ كان متفقها جدا . وأنه تنهد باكيا بسكون ومن بعد الصلاة وما جرت بع العادة من السلام ، جلسا مدة ساعة صامتين لأنه هكذا كانت عبادة الآباء الذين هناك ، ثم فتح الراهب القادم فاه قائلا : " أيها الأب ، انفعني وأردني مرشدا للخلاص . لا تردني يا أبي ني موقن بفضلك وقد ألزمت قبول مشورتك " . فأجاب الشيخ : " أني أخشي أنك لا تسمع مني ، ولذلك أفضل أن أمتنع من ذلك " فحقق وأكد له أنه قبل مجيئه قد عاهد نفسه قائلا : " مهما قلت لي اقبله كما من فم الله " . فقال الشيخ : " خذ هذه النقود وأمض الي المدينة وابتع عشر خبزات وقسط نبيذ وعشر أرطال لحم وعد بها الي " . فحزن الأخ لذلك جدا ، لكنه علي كل حال أخذ ما أعطاه له مضي كئيبا ، وفي طريقه جاءته الأفكار قائلة : " أي شيء يقصده هذا الشيخ وكيف أستطيع أنا أن أبتاع هذه الأشياء وكيف أحملها . وما هي موقفي من العلمانيين مما يضطرني الي أن أذوب خجلا " وهكذا سأل واحدا فابتاع له الخبز ، وآخر ابتاع له النبيذ ، ولما جاء دور اللحم قال : " يا ويلي كيف أحصل علي اللحم ، سواء أبتغيه أنا بيدي أم كلفت آخر " ، ثم كلف رجلا علمانيا فأبتاع له اللحم ، وحمل الجميع وجاء بها الي الشيخ مفكررا . فقال له الشيخ : " أطبخ اللحم وطجنه " ففعل ذلك معبسا . فقال له الشيخ :" لا تنسي ما عاهدتني به أنك سوف تفعل جميع ما أشر به عليك ، فخذ هذه الأشياء جميعها ، وأمضي الي قلايتك ، وصل وتناول خبزة واحدة وشربة واحدة من النبيذ ورطل لحم في كل يوم عند المساء . ومن بعد عشرة ايام عد الي : . فلم يتجاسر علي أن يرد له جوابا . وهكذا أخذ كل ما اعطاه ومضي حزينا باكيا قائلا في نفسه : " من أي درجة في الصوم هبطت ، وفي أي حالة حصلت " ثم قال لنفسه : " أن لم أفعل ما أمرني به أكون قد خالفت الله ، لأني قد عاهدته أنه مهما قال لي أفعله كما من فم الله والأن يارب ، أنظر الي شقاوتي وارحمني وأغفر لي خطيئتي لأني مضطر أن أعمل خلاف هواي : . وجاء الي قلايته باكيا ، وتمم ما قاله له الشيخ ، وانعكف علي الصلاة انعكافا بليغا ، وكان اذا ما اكل ، يبل الخبز بدموعه قائلا : " يا الله قد أهملت وخذلت من يدك " فلما رأي الله حزنه وبكاءه ومسكنته ، عزي قلبه وكشف له السبب ، فشكر الله واعترف بالقول النبوي : " أن كل بر الانسان مثل خرقة الطامث ، وأيضاً " لأن يبن الرب البيت فباطلا يتعب البناؤن وان لم يحرس الرب المدينة فباطلا يسهر اس " . وهكذا عاد الي الشيخ منهوك الجسم موعوكا أكثر مما كان وهو يطوي الأسابيع صائما . فلما رآه الشيخ متذللا متمسكا قبله بفرح بوجه طلق ، وصليا وجلسا صامتين مدة ساعة ، ثم قال الشيخ : يا ولدي ، أن الله المحب للبشر قد تعاهدك ، ولم يمكن العدو من الاستيلاء عليك ، لأنه من عاداته دائما خدعة من يسلك مسلك الفضيلة بوجوه تتبين أنها واجبة ، ويسوقهم بها الي مرض الكبرياء ويأمرهم أن يخوضوا في خوض عظيم من الفضائل حتي – من هذه الوجهة – يهبطهم هبوطا عظيما ، لآنه ليس عند الله شيء مرزول مثل مرض الكبرياء . ولا ثمة فضيلة تساوي التواضع ، فتأمل الأمرين من مثل الفريسي والعشار ، لأن بعض الشيوخ يقولون أن بعض الافراطات من أعمال الشياطين ، فاسلك طريقا ملوكية كما قال الكتاب ، ولا تمل يمنة ولا يسرة ، اتبع التوسط في الأمور . في كل عشية يكون اغتذاؤك وان دعت الضرورة لمرض أو عارض يعرض ، فاسلك للوقت بحسب ما تقتضيه الحال ، كذلك أن أقتضي الأمر حل الساعة المحدودة فلا تحزن ، وأن اقتضي أن تتناول في يوم غير مطلق ، فتناوله ، لسنا تحت ناموس بل تحت نعمة . فماذا أكلت فلا تمتليء بل اقتصر سيما من الأطعمة الحنجرانية ، وأحب دائما ما كان دونا ، وأحفظ قلبك لأن النبي يقول : " ضحية الله روح منسحقة ، والله لا يرذل القلب المتواضع المنكسر " . وقد قال أيضاً : " تواضعت فخلصني الرب : والرب يقول بلسان أشعياء النبي : " الي من أنظر ، الا الي الوديع الخائف من كلامي : . فألق يابني أتكالك علي الرب واسلك طريقك بسلام وهو يفعل لك الخير / ويخرج عدلك كضوء وحكمك كالظهيرة . وبعد ان دعم الأخ بأقوال كثيرة ، اخلي سبيله مسرورا بالرب ، واذ كأن يمضي ترنك قائلا : " خائفوك وعارفو شهادتك ليروني ، وأدبا أدبني الرب وإلي الموت لم يسلمني ، ويؤدبني الصديق برحمة ويوبخني : وقال لنفسه " أرجعي يا نفسي الي موضع راحتك لأن الرب قد أحسن اليك " وبقية القول . وهكذا جاء الي قلايته ، وأمضي بقية عمره حسب مشورة الشيخ . ( د ) عنصر الخفاء في الصوم علمت في بعض القلالي أغابي وتفسيرها " المحبة " ، وتقال بلغة القبط ( افراشي ) ، وتفسيرها " الفرح " ، وجلسوا يأكلون ، وكان بينهم أخه لا يأكل طبيخا ، فقال أحد الأخوة للخادم : " أن ههنا أخا لا يأكل طبيخا قط ، وهو يريد قليلا من الماء والملح ، فأعلي الخادم ه ونادي خادما آخر : " أن الأخ فلان لا يأكل طبيخاً ، فأحضر له قليلا من الماء والملح ". فقام أحد الشيوخ من المائدة وقال له : " لقد كان خير لك لو جلست في قلايتك وأكلت لحما من ان تصدر عنك هذه الغضبة هكذا علي رؤوس الملأ منقوووووووول |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الحان بمناسبه صوم يونان |
يونان النبي | وقد كان يونان أحد أنبياء إسرائيل (يونان 1:1) |
شوف رسالتك اليوم من البابا شنوده بمناسبه صوم يونان 25|2|2013 |
بمناسبه العيد |
بمناسبه حل البرلمان |