|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رسائل أمريكية ساخنة على خلفية تعتيم إجباري على ما يجري في مصر من الواضح أن هناك اتفاقا ضمنيا بين القوى الكبرى على فرض حالة من التعتيم الإجباري على الأحداث التي تجري في مصر بعد أن بدأ "العصيان المدني" في مدينة بور سعيد وانتشرت العدوى في بعض المدن والمحافظات الأخرى. بل وأخذت الأمور منحى مثيرا للتساؤلات، حيث اعتمد العديد من وسائل الإعلام الأجنبية رواية أن "الرئيس محمد مرسي غير مواعيد الانتخابات التشريعية بناء على طلب الأقباط الذين تتزامن أعيادهم مع بدايتها". والطريف أن الأقباط لم يطلبوا مثل هذا الطلب لا من الرئيس ولا من أي أحد آخر. هذا مجرد مثال بسيط يكشف عن تجاهل متعمد، أو تعتيم إجباري على ما يجري في مصر، ومحاولات لتحسين وجه الإخوان تمهيدا لفرض ما يسمى بـ "الحوار الوطني" أو "المصالحة الوطنية"! وعلى الرغم من التحذيرات والمخاطر والمخاوف التي أبدتها قوى المعارضة المصرية، سواء منفردة أو مجتمعة في جبهة الإنقاذ، إلا أن الرئيس المصري محمد مرسي أصدر مرسوما بمواعيد الانتخابات التشريعية في ظل حالة من الانقسام السياسي والاجتماعي والديني، وفي ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والتشريعية. ما يفرض على الجميع الإقرار بالأمر الواقع ويضعهم مباشرة في مواجهة هذا الأمر الواقع. مصادر كثيرة تحدثت عن أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، يقوم بضغوط على جميع القوى السياسية المصرية، للجلوس إلى طاولة الحوار. وأنه أجرى اتصالات عبر السفارة الأمريكية بمؤسسة الرئاسة ومكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين، وعدد من قيادات الجبهة الوطنية للإنقاذ (الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، والدكتور عصام الحداد، مساعد رئيس الجمهورية للشئون الخارجية، والمهندس خيرت الشاطر، النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان، والدكتور محمد البرادعي، رئيس حزب الدستور، وعمرو موسى، رئيس المؤتمر الشعبى، والدكتور السيد البدوي، رئيس حزب الوفد). المعلومات تتضمن أيضا أن كيري أبلغ جميع الأطراف أن الولايات المتحدة لم تعد تتحمل حالة عدم الاستقرار في مصر، والتي تنعكس على المنطقة وتسمح للعناصر الجهادية بتشكيل خلايا نائمة لها بالمنطقة، الأمر الذي من شأنه تهديد دول المنطقة والمصالح الأمريكية! هذا التحذير يصدر من وزير خارجية الولايات المتحدة، وكأن واشنطن لم تكن تعرف منذ البداية أن أجهزتها الأمنية تساعد على ذلك، وأن استخباراتها واستخبارات دول حلف الناتو أغمضت عينيها عن عودة المجاهدين إلى تونس وليبيا ومصر وسورية منذ عامين! وزير الخارجية الأمريكي تعهد لجميع الأطراف بأن تدعم الإدارة الأمريكية قرض صندوق النقد الدولي لمصر، وكذلك ممارسة الضغوط على دول الخليج، لضخ استثمارات في السوق المصرية لإنعاش حالة الاقتصاد المتردية، إذا ما توافقت الأطراف على بلورة خريطة طريق للخروج من الأزمة السياسية، التي تعصف بالبلاد. وأن الإدارة الأمريكية ستبحث مع دول حلف "الناتو" سبل دعم مصر اقتصاديًا، في حالة تحقيق مصر الاستقرار السياسي المصاحب لحالة من الديمقراطية الصحية. وأكد لجميع الأطراف أن الاستقرار السياسي في مصر لن يتحقق إلا بتوافق الجميع على خريطة سياسية خلال المرحلة المقبلة. وهذا الطرح لا يختلف كثيرا عن طرح الرئيس مرسي بإقرار الأمر الواقع. المثير هنا أن الكاتب الأمريكي توماس فريدمان كشف عن حديث دار بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس المصري محمد مرسي لـتشكيل حكومة "وحدة وطنية". كل ذلك يسبق زيارة جون كيري للقاهرة، والتي من المتوقع، حسب فريدمان، أنها ستحمل "رسالة كبرى من أمريكا لمرسي والمعارضة". وفي ما يخص الأول، ستتضمن الرسالة "تشكيل حكومة شاملة، أما الرسالة الموجهة للمعارضة فستكون دعوة لـ "المشاركة في الانتخابات، وتحدي السلطة والتدخل في السياسة المصرية بشكل أكبر". وأوضح فريدمان أن واشنطن تدعم السلطة الشرعية المنتخبة، وأنها ليست متحيزة لأي حزب سواء كان إسلاميًا أو ليبراليًا، والمهم لديها مبدأ الحرية والانتخابات العادلة. إن الولايات المتحدة تتحدث عن "مصالحة وطنية" و"حوار وطني" في مصر. وفي الوقت نفسه تتهم الجميع بأنهم يساهمون في الإضرار بالمصالح الأمريكية. وتتحدث أيضا عن ديمقراطية تكرس لحلفائها الإخوان، ثم تعد بأنهار اللبن والعسل من صندوق النقد الدولي ودول الخليج وأعضاء حلف الناتو!! إذن، تتلاقى الآن رغبة الولايات المتحدة والإخوان المسلمين وبعض دول الخليج وحلف الناتو وعدد من الدول الكبرى الأخرى في إقرار الأمر الواقع في مصر وإجراء حوار وطني، دعا إليه بالفعل الرئيس مرسي وكأن لا شيء يجري في مصر. كل ذلك يتزامن مع حملة التعتيم التي أشرنا إليها أعلاه، أو تشويه ما يجري. غير أن ما يجري قد يتطور قريبا إلى حالة نوعية جديدة ستجبر الجميع على الإصغاء لصوت الشارع المصري الذي أصبح الآن في مواجهة ليس فقط الإخوان والسلفيين والجماعات الجهادية، بل وأيضا في مواجهة دول بأكملها تسعى لرسم خريطة جديدة للمنطقة، ودول أخرى تسعى لتحقيق مصالح رخيصة وقصيرة النظر عبر تغيير مواقفها واعتماد منطق نظري حول الشرف والنزاهة وحرية الشعوب في تقرير مصيرها، بينما تفضل التعامل في الغرف المغلقة للحصول على ما تلقيه لها الولايات المتحدة من فتات!! |
|