شرائع الطعام
في العهد القديم شرائع صارمة متعلقة بالطعام، ما يحب أن يؤكل وما لا يجب. وكانت القاعدة العامة أن الحيوانات التي تجترُّ وتشقُ ظلفاً مباحةٌ للأكل. وبذا كان الخنزير محرماً. ومن السمك سُمح بأكل ما له حراشف وزعانف فقط. ومن الطيور مُنع أكل أنوعٍ كثيرة ولا سيما الجوارح. كذلك نصت الشريعة على ضرورة سفح كامل دم الحيوان قبل طبخ لحمه، وعلى عدم جواز الأكل من لحم حيوانٍ مطبوخٍ بلبن أُمِّه.
بسبب مثل هذه القوانين لم يكن اليهودي يستطيع أن يتناول الطعام في بيت شخصٍ غير يهودي، حيث لا تُراعى شريعة الطعام. وقد أدى ذلك إلى انقسامٍ بين المسيحيين اليهود الأصل وأولئك الذين من أصلٍ غير يهودي في أزمنة العهد الجديد. فكان واجباً أن يُعلِّم بولس مؤمني كورنثوس ما يختصُ بحريتهم المسيحية في هذا المجال. وفي زمن العهد الجديد أيضاً لم يكن يُسمح للأسرة التي تتبع تعاليم الفريسيين بأن تشتري أو تأكل لحماً كان قد ذُبح في هيكل وثني كقربان. وما كان يُسمح لهم بأن يشتروا أي طعامٍ من عند غير اليهود على مدى ثلاثة أيامٍ قبل أي عيد وثني.
أما ما ورد في الشريعة بشأن الطعام، فلم يُفسر فيها. وربما كانت هذه هي الطريقة الإلهية لوقاية الشعب صحياً؛ ومنهم من يرى أن المقصود من هذه التشريعات هو تجنيب معاملة الحيوانات بعنف، كسلق الجدي بلبن أُمَّه وقطع جزء من حيوان حي للأكل دون سفح دم الحيوان كلِّه. ولعل هذه التشريعات أُعطيت لأسباب "دينية" صرف. وهذا يقيناً سبب تحريم الأكل من لحمٍ قُدم إلى وثَن. وربما كان سلق الجدي بلبن أمه ممارسةً دينية عند الكنعانيين وجب على العبرانيين أن يتجنبوها. فلا يمكننا دائماً أن نجزم في كل حالة هل السبب هو واحدٌ من هذه الأسباب أو هي جميعاً. راجع أيضاً الطعام.
لاويين 11؛ 17: 10- 16