تحية إلى كنيسة الله الآب

[Mary Naeem]

تحية إلى كنيسة الله الآب

وابنه الحبيب يسوع المسيح

• تحية في دم الحمل القائم كأنه مذبوح عن يمن العظمة في الأعالي، إلى كنيسة الله الآب وابنه الحبيب يسوع المسيح، الغريبة عن روح شرّ فساد العالم الحاضر الشرير، المتشبعة بالرحمة الإلهية والثابتة في محبة الله المسكوبة بغنى فيض الروح، المفعمة بالبهجة في آلام ربنا يسوع وسر قيامته المجيدة، الغنية بجميع العطايا والمواهب الإلهية والبهية ببهاء مجد الله، المنتظرة عريسها الذي سيأتي قريباً على سحب المجد ليُمجدها ويشع نورها الأصيل بمنظر بهي عظيم امام الملائكة والناس، التي هي شهادة عمله والمنارة المقدسة التي تُهدي الجميع لنور الحياة والحق.

أن قلبي يشتعل بروح النعمة والحب الذي يُثبتني غُصن حي مُثمر في كنيسة الله الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية، ويشركني في مجد آلامها المُعزية بروح قيامة يسوع من الأموات، والمشددة لإيماني بالسيد الرب القائم بمجد وبهاء عظيم عن يمين العظمة في الأعالي، فأصير كاملاً لا بقدرة أعمالي ولا بمجهودي لأني كسقط الأجنة ليس في ذاتي أحسب إني شيئاً قط، إذ ليس لي قوة أو حياة أو جمال خاص بذاتي، لأني شوهت جمال خلقتي على صورة بهاء المجد الفائق الذي للثالوث القدوس، ولوثت قلبي – بحريتي – بالخطية المُميتة للنفس واستهنت بقدوس إسرائيل الذي خلصني بوافر محبته واتضاعه العجيب ...

بل إني كامل بقوة الله ونعمته وكمال نصرته التي تشع في كنيسته المقدسة التي كلها بهاء بكساء مجد برّ مخلصها الصالح، التي تتشح به فتزداد جمالاً يسطع منها كشمس النهار ويزداد إشراق عبر الزمان وتقدم الأيام، إذ أنها ممجده بمجد الشهادة الحية لله القدوس بدم أبناءها الأطهار في المسيح يسوع، هذا الذي سُفك باسم رب الحياة والنصرة الأبدية، لأجل حسد الأشرار الغير محتملين برّ الله بيسوع المسيح إلى كل وعلى كل الذين يؤمنون ...

• آه أيها القدوس البار، الإله الحي المُحيي نفوسنا وجابلها على صورة بهاء مجدك وصلاحك الفائق، كم هي شهوتي أن تغيب عيني عن هذا العالم الحاضر المنظور لتنفتح على العالم الغير منظور وإشراق نور وجهك عياناً

• كم أطوق أن أتوارى بعيداً عن هذا العالم، عالم الشرّ بكل فساده بل ومباهجه، لكي أكون قريباً منك وأقوم فيك

• شهوة اشتهيت أن أُحسب مع شهداءك بملء رغبتي ورضاي حباً في شخصك العظيم

• يا إلهي الحي أجعلني حنطتك الخاصة كشهدائك، أُطحن بصليب مجدك لأصبح خبزاً نقياً لك، فماذا ينفعني من ثروات العالم ومجده ورؤية كل بهاء عظمته الزائلة، فليس لي خيرٌ إلا فيك وحدك فقط يا إلهي

• لذلك أتوسل معتمداً على استجابة محبتك، أن تجعلني تلميذ حقيقي لشخصك القدوس بمعرفة قوة قيامتك وشركة آلامك متشبهاً بموتك

• فلا أُريد أن أحيا الآن مثل حياة باقي البشر، فرغبتي أن أحيا بملء قوتك مثل شهداءك القديسين الذين لم يحبوا حياتهم حتى الموت من أجل أن يربحوا شخصك ويوجدوا فيك

• فموتي يوم ميلادي للأبدية، وفرحة قلبي بأعظم لقاء يطلبه إنسان على وجه الأرض، وأن كنت غير مستحق ولست أهلاً للقائك لأن في ذاتي لا يوجد شيء اتكل عليه استطيع به أن استحق لقائك، لكني اتكل على غنى رحمتك وقوة خلاصك وفيض غنى نعمتك وغفرانك، لأنك أنت وحدك الذي أعطيتني برك وثوب الخلاص البهي، وسقيتني اللبن العقلي عديم الغش، وأعطيتني الخبز السماوي الحي لكي أقتات به لأتقوى داخلياً بك

• أنت من لقيتني أولاً ودعوتني كمزدرى وغير موجود ومن أدنياء العالم

• لأني كجاهل اخترتني، ولأني تراب الأرض وآخر جميع الخطاة والفجار قبلتني وغسلتني من وسخ خطاياي وخلقتني من جديد في شخصك العظيم، إذ جددت قلبي وغيرت فكري وكسوتني بنورك البهي

• لذلك لي حق أن أراك على حساب غنى رأفتك يا أروع من أن أوصفك، لأن جمالك البهي لا يوصف، وشده بهاء مجدك لا تُفحص، فأرني بهاء مجد جمالك يا مشتهى الأمم ومجد قديسيك الخفي

• حقاً أخجل من نفسي لأني قاصر على أن أحبك كما ينبغي، ولكني وجدت رحمة في عينيك ولا أفخر إلا بك واعتز بأن اسمك دُعيَّ عليَّ، وطوبى لكل من مات على اسمك يا إلهي القدوس الحي

• حياتي ملكك فعجل بمجيئك أو ذهابي إليك، يا من يليق بك الكرامة والمجد مع أبيك الصالح والروح القدس المُحيي إلى الأبد آمين