رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
محمد أبو طور يكتب: إلي الرئيس وأهله: لّا تَمُنُّوا علينا زهدكم تورط نجل الرئيس وورط أبيه في شبهة استغلال نفوذ أو محاباة ، فحسب الروايات الرسمية الوزارية وتعليقات النجل ، أنه زار - بالصدفة - صديقاً له يعمل في شركة تابعة للشركة القابضة للمطارات (قطاع الأعمال العام)، فرأى - بالصدفة برضه - إعلان وظائف داخلي ، فسارع بالتقدم ، وتم اختباره وقبوله ، مما دعا رئيس الشركة القابضة للبكاء تأثرا بأن ابن الرئيس يتقدم كأي مواطن عادى بدون حراسة ليشغل وظيفة - يا دوبك - مرتبها الأساسي 900 جنيه غير البدلات طبعا. ولما قامت الدنيا ، خرج علينا المحروس يقول : " تقدمت للاختبار للوظيفة وأنا أعلم أنني سوف أُهاجم وستنال مني الشائعات والأكاذيب كما نالت من أبي وأسرتي منذ توليه المسؤولية.. وللعلم مرتب الوظيفة ليس بالآلاف ولكنه تسعمائة جنيه شهريا ، ومع هذا اخترت ألا أكمل تقديم أوراقي لهذه الوظيفة.. ويبقى السؤال كيف يمكنني أن أحصل على وظيفة في بلدي الحبيبة مصر؟". ولأن الأسرة الحاكمة عشقت البريق الإعلامي وسقطت فى شرك غوايته ، فلم تشأ أن تسكت وتصمت عملا بالحكمة الشهيرة (عدى يا ليلة) ، فأدلى أخو المحروس بالتصريح التالي : "رفضت العمل كمستشار قانوني بمقابل 80 ألف دولار في الشركة التي أعمل بها والمملوكة لمجموعة من رجال الأعمال ، لقطع الطريق على من يروجون لاستغلال أسرة الرئيس مرسي لمنصبه كرئيس للجمهورية. يا حلاوة... وحضرتك كنت عايز توافق على وظيفة... زى كده... بمبلغ... أد كده... ليه إن شاء الله؟!! ده حتى... ولو لم تكن ابن الرئيس ، فدفع مبلغ مثل هذا مقابل خبراتك القانونية - الحديثة - يثير تساؤلات فى نفسك قبل غيرك عن شرعية العمل الموكل لك. ثم انبرت لجان الإخوان الإليكترونية ، وجحافل من التابعين و المغيبين للدفاع عن الأسرة الرئاسية ، الشريفة ، العفيفة ، الطاهرة الزاهدة ، وشاهدنا عبارات علي شاكلة : " مرسى رفض نقل مقر إقامته للقصر الجمهوري ، بيدفع رسوم عمرته من جيبه ، لم يستلم راتبه حتى الآن ، ابنه متغرب فى الإحساء بمرتب 5000ريال ، زوجته بتلبس زى الناس العادية ، ابنه جاب فى الثانوية 70% ، ساكن فى بيت بالطوب الأحمر مش عارف يدهن واجهته ، يأكل من نفس أكل الحرس ومع الحرس ، بيشيل جزمته بإيده فى صلاة الجمعة ، ساكن فى شقة إيجار ، وكل هذا عنوان لزهده هو وأسرته." إلي الرئيس وأسرته وأنجاله وجماعته وتابعيه ومحبيه : "أتركوا الورع الكاذب من فضلكم". فقد روى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، أنه رأى رجلا في السوق يحمل تمرة وينادي عليها صارخا : "لقد وجدت تمرة فمن صاحبها" ؟ ... ولما رأى عمر أنه يفعل ذلك تظاهراً بالورع , علاه بالدرة وقال له : دعك من هذا الورع الكاذب !. وقال سفيان الثوري: سيأتي أقوام يخشعون رياء وسمعة، وهم كالذئاب الضواري، غايتهم الدنيا، وجمع الدراهم من الحلال والحرام. (السيوطي : الأمر بالإتباع والنهي عن الابتداع ص 20) وقد قسّم بعض العلماء الورع إلى ثلاث مراتب فقالوا: واجب : وهو الإحجام عن المحرمات وهذا للناس كافة. الوقوف عن الشبهات : ويفعله عدد أقل من الناس. الكفّ عن كثير من المباحات : والاقتصار على أقل الضرورات : وذلك للنبيين والصديقين والشهداء والصالحين. ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " الواجبات والمستحبات لا يصلح فيها زهد ولا ورع ، وأما المحرمات والمكروهات فيصلح فيها الزهد والورع " . وقال رحمه الله أيضا: " أما الورع فإنه الإمساك عما يضر- عن المحرمات- أو قد يضر- الشبهات -، فتدخل فيه المحرمات والشبهات لأنها قد تضر ، فإنه من اتقى الشبهات فقد استبرأ لعرضه ودينه ، ومن وقع في الشبهات ، وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه ، وأما الورع عما لا مضرة فيه أو فيه مضرة مرجوحة لما تقترن به من جلب منفعة راجحة أو دفع مضرة أخرى راجحة فجهل وظلم ، وذلك يتضمن ثلاثة أقسام لا يُتورع عنها: المنافع المكافئة والراجحة والخالصة، كالمباح المحض أو المستحب أو الواجب ، فإن الورع عنها ضلالة ." إلي الرئيس وأسرته : " لن أحكى لكم عن - الحاكم - عمر بن الخطاب ماذا فعل مع أهله وأقاربه ، فأنتم أعلم به مني. ولكني سأقول لكم " لّا تَمُنُّوا علينا زهدكم ، بَلِ الشعب يَمُنُّ عليكم أَن جاء بكم من غيابة المجتمع لتتَبَوّءُوا سدة الحكم إِن كنتم مدركين لذلك." |
|