رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل كذب السيد المسيح حقا ؟ (الرد على مسلم ) ابراهيم القبطي ، Mostaneeer ، Al Kharek الإجابة باختصار : لا ، فهو رب الكمال والطهارة ، لا يكذب ولا يحلل الكذب كما حلله رسول المسلمين الكاذب محمد أما الإجابة بالتفصيل هي كما يلي : تطالعنا قصة من الوحي بحسب بشارة يوحنا ص 7 هذا محتواها بحسب النص المستلم وَكَانَ يَسُوعُ يَتَرَدَّدُ بَعْدَ هَذَا فِي الْجَلِيلِ لأَنَّهُ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَتَرَدَّدَ فِي الْيَهُودِيَّةِ لأَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ. (تهديد اليهود) وَكَانَ عِيدُ الْيَهُودِ عِيدُ الْمَظَالِّ قَرِيباً ، فَقَالَ لَهُ إِخْوَتُهُ: «انْتَقِلْ مِنْ هُنَا وَاذْهَبْ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ لِكَيْ يَرَى تلاَمِيذُكَ أَيْضاً أَعْمَالَكَ الَّتِي تَعْمَلُ ، لأَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَعْمَلُ شَيْئاً فِي الْخَفَاءِ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ علاَنِيَةً. إِنْ كُنْتَ تَعْمَلُ هَذِهِ الأَشْيَاءَ فَأَظْهِرْ نَفْسَكَ لِلْعَالَمِ». لأَنَّ إِخْوَتَهُ أَيْضاً لَمْ يَكُونُوا يُؤْمِنُونَ بِهِ. (محاولة من اخوته في تعجيل المواجهة) فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «إِنَّ وَقْتِي لَمْ يَحْضُرْ بَعْدُ وَأَمَّا وَقْتُكُمْ فَفِي كُلِّ حِينٍ حَاضِرٌ. لاَ يَقْدِرُ الْعَالَمُ أَنْ يُبْغِضَكُمْ وَلَكِنَّهُ يُبْغِضُنِي أَنَا لأَنِّي أَشْهَدُ عَلَيْهِ أَنَّ أَعْمَالَهُ شِرِّيرَةٌ. اِصْعَدُوا أَنْتُمْ إِلَى هَذَا الْعِيدِ. أَنَا لَسْتُ أَصْعَدُ بَعْدُ إِلَى هَذَا الْعِيدِ لأَنَّ وَقْتِي لَمْ يُكْمَلْ بَعْدُ». قَالَ لَهُمْ هَذَا وَمَكَثَ فِي الْجَلِيلِ. وَلَمَّا كَانَ إِخْوَتُهُ قَدْ صَعِدُوا حِينَئِذٍ صَعِدَ هُوَ أَيْضاً إِلَى الْعِيدِ لاَ ظَاهِراً بَلْ كَأَنَّهُ فِي الْخَفَاءِ. فَكَانَ الْيَهُودُ يَطْلُبُونَهُ فِي الْعِيدِ وَيَقُولُونَ: «أَيْنَ ذَاكَ؟» وَكَانَ فِي الْجُمُوعِ مُنَاجَاةٌ كَثِيرَةٌ مِنْ نَحْوِهِ. بَعْضُهُمْ يَقُولُونَ: «إِنَّهُ صَالِحٌ». وَآخَرُونَ يَقُولُونَ: «لاَ بَلْ يُضِلُّ الشَّعْبَ». وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَتَكَلَّمُ عَنْهُ جِهَاراً لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ. وَلَمَّا كَانَ الْعِيدُ قَدِ انْتَصَفَ صَعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْهَيْكَلِ وَكَانَ يُعَلِّمُ. فهل كذب المسيح على أخوته ؟ لا لم يكذب ، لأن من القصة المروية بوحي الروح القدس يتضح أن أخوة المسيح لم يكونوا مؤمنين به ، وفي نوع من التحدي رغبوا في أن يصعد معهم إلى أورشليم في عيد المظال ليعلم جهارا حتى يضعونه في مواجهة مع رؤساء اليهود وكهنتهم فكان رد المسيح الأساسي من بداءته : (وقتي لم يحضر بعد) ، ليس آنيا ، ليس في حينها My time is not yet come (KJV) ὁ καιρὸς ὁ ἐμὸς οὔπω πάρεστιν (TR) ο καιρος ο εμος ουπω παρεστιν (WH) إذن من سياق النص ، نفي الصعود معهم مخصص بزمن محدد لا نفي نهائي بالصعود إلى العيد (1) أي أن وقت المواجهة مع قيادات اليهود لم يأت بعد ، وفي سياق هذا الرفض الآني ، تحدد كل ما قاله المسيح بعدها ، لأن وقت صعوده والمواجهة ليس بعد (ليست الآن) ثم أوضح المسيح تفصيلا لهم (اِصْعَدُوا أَنْتُمْ إِلَى هَذَا الْعِيدِ. أَنَا لَسْتُ أَصْعَدُ بَعْدُ إِلَى هَذَا الْعِيدِ لأَنَّ وَقْتِي لَمْ يُكْمَلْ بَعْدُ) وفي بعض المخطوطات القليلة الأحدث (اِصْعَدُوا أَنْتُمْ إِلَى هَذَا الْعِيدِ. أَنَا لَسْتُ أَصْعَدُ إِلَى هَذَا الْعِيدِ لأَنَّ وَقْتِي لَمْ يُكْمَلْ بَعْدُ) من ثم نتساءل عدة اسئلة أولا : ما هي القراءة الأصح ؟ ثانيا: نقد النقد النصي ثالثا: هل يختلف المعنى بين القراءتين؟ رابعا : هل دلس المسلمون في طرحهم لهذا الموضوع ؟ خامسا : اسقاط الشبهة من أساسها ومن كلام طارحها ————————— أولا : ما هي القراءة الأصح ؟ القراءة الأصح طبقا لأقدم لشهادة أقدم المخطوطات وأدقها هي (οὔπω -ليس بعد) ، والتي يشهد لها: 1) مخطوطات وفيرة نسرد منها ما يقرب من 45 مخطوطةيونانية أهمها وأقدمها P66، P75 p66, p75, B, E, F, G, H, L, N, T, W, X, Δ, Θ, Ψ, 070, 0105, 0141, 0180, 0250, f1, f13, 28, 33, 157, 180, 205, 597, 700, 892, 1006, 1010, 1195, 1216, 1230, 1243, 1253, 1292, 1342, 1344, 1354, 1424, 1505, 1646, 2148 أما قراءة : (οὐκ-لا) فتشهد لها مخطوطات محدودة لا تتعدى المذكور ادناه لعل أقدمها هي السينائية ، وكما أوضحنا من قبل أن خطاطين السينائية א لم يتقنوا النسخ كما يجب א , D, K, Π, 1071, 1079, 1241, 1242, 546, 672, 673, 813, 950 لهذا اتفق النص المستلم : TR في النص(ليس بعد) ὑμεῖς ἀνάβητε εἰς τὴν ἑορτήν ταύτην· ἐγὼ οὔπω ἀναβαίνω εἰς τὴν ἑορτὴν ταύτην, ὅτι ὁ καιρὸς ὁ ἐμὸς οὔπω πεπλήρωται مع النص النقدي لوستكوت وهورت WH ὑμεῖς ἀνάβητε εἰς τὴν ἑορτήν· ἐγὼ οὔπωἀναβαίνω εἰς τὴν ἑορτὴν ταύτην, ὅτι ὁἐμὸς καιρὸς οὔπω πεπλήρωται. مع النص البيزنطي (نص الأغلبية)= ليس بعد υμεις αναβητε εις την εορτην ταυτην εγω ουπω αναβαινω εις την εορτην ταυτην οτι ο καιρος ο εμος ουπω πεπληρωται 2) شهادة الآباء : كما في شهادة يوحنا الذهبي الفم (من القرن الرابع) – ليس بعد “Go ye up to the feast: I go not up yet.” To show that He said these things not as needing them, or desiring to be flattered by them, but permitting them to do what pertained to Jews. “How then,” says some one, “went He up after saying, ‘I go not up’?” He said not, once for all, “I go not up,” but, “now,” that is, “not with you.”(Chrysostom: Homily 48 on the Gospel of John 7: 8) وشهادة تاتيان (من القرن الثاني) في الدياتسرون As for you, go ye up unto this feast: but I go not up now to this feast; for my time has not yet been completed. He said this, and remained behind in Galilee. (Tatian: The Diatessaron, Section 28) فما هو السبب المرجح لهذا الاختلاف في المخطوطات القليلة السبب على الأرجح هو ما يسمونه في النقد النصي homoioarcton حيث تتشابه أوائل الكلمات بعض الحروف ، كما في οὔπω (ليس بعد) و οὐκ (لا) فيخطئ الناسخ بوضع الكلمة الأكثر ذيوعا بدلا من الكلمة الأقل ذيوعا إذن شهادة الآباء والمخطوطات وحتى بعض النصوص النقدية والمنطق تحسم القضية لصالح القراءة ليس بعد = οὔπω ————————- ثانيا: نقد النقد النصي: بني بعض علماء النقد النصي رفضهم –على استحياء- للنص الصحيح οὔπωليس بناء على أية أدلة داخلية للنص كما يزعم أحد الجهلة من المسلمين ، بل بناء على أمور ظنية لا دليل عليها لا من النص داخله أو خارجه لأنهم وضعوا الظن قاعدة للقياس ، وظنهم يقول : بأن القراءة الأصعب هي القراءة الأصح ، على أساس أن القراءة الأسهل وضعها النساخ لاحقا لتسهيل القراءة أو تحسين النص وهذا لا يحوي أي دليل مادي او حقيقي حول صحة نص ما ؟ فلا نملك دليلا واحدا على أن الخطأ متعمد ؟ ولا نملك دليلا على نية الناسخ ؟ بل ولا نملك دليلا على أن أقدم الشواهد المتاحة أيدت οὐκ ضد οὔπω بل أن الأرجح أن يكون الخطأ هجائي لا متعمد ، وهذا يعضده المخطوطات الأقدم والأكثر دقة ولهذا لم تتفق كل الطبعات النقدية على هذا الزعم ، ومنهم النص النقدي لـ Westcott/Hort فالتطرف في الشك ضد الادلة الخارجية والشهادة الآبائية غير مبرر والمثال الصارخ هنا ما قاله العالم بروس متزجر (1) : The reading οὔπω was introduced at an early date (it is attested by p66, 75) in order to alleviate the inconsistency between ver. 8 and ver. 10. ولكن مقولة متزجر لا يسندها أي شواهد أقدم قبل البرديتين 66 ، 75 مما يسقط الحكم في أمور الظن لا اليقين، ويعضض قراءة (ليس بعد) ————————- ثالثا: هل يختلف المعنى بين القراءتين ؟ وهل أحدهما تلقي بالكذب على السيد المسيح حقا ؟ لو فرضنا جدلا أن القراءة الأقل ذيوعا οὐκ هي الصحيحة ، فهل حقا يمكن لهذه القراءة أن تسقط الكذب على الحق ذاته الذي قال (أنا هو الطريق والحق والحياة) لا بالطبع ، لعدة أسباب 1- يلجا الانسان عادة الي الكذب عندما يستفيد من هذا الكذب ، كأن يكسب اموالا او مكانة او لتبرير خطا ما , المهم انه سيكسب من كذبته ولهذا يلجأ اليه !! فالسؤال إذن ما الذي يدفع السيد المسيح (حاشاه) للكذب ؟ الاجابة : لا شئ ، فلم يستفد السيد المسيح من كلامه مع اخوته اي شيء يذكر . ولم يكن يخاف منهم ليكذب عليهم ، فلا مبرر لكذبه (حاشا) اذن مفهوم قول المسيح هنا من السياق انه لن يصعد الي العيد بنفس فكر اخوته وهو اعلان نفسه للعالم , فاجاب عليهم السيد المسيح بانه لن يصعد لإعلان نفسه لان وقته “لم يكمل بعد ” وعندما كمل الوقت صعد السيد المسيح الي اورشليم في عيد الفصح في الاسبوع الاخير من حياته علي الارض واعلن نفسه كملك للعالم في احد الشعانين وانتهي الامر بموته وقيامته , وهذا هو مفهوم وقته الذي لم يكن قد حان بعد و الذي قصده السيد المسيح في رده علي اخوته في عيد المظال . وهذا ما جاء التفسير الآبائي عليه 2- لأن النص المعني هنا محصور بين فقرتين ،كلاهما يحددان زمنية الحوار ويخصصانه الاولى : فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «إِنَّ وَقْتِي لَمْ يَحْضُرْ بَعْدُ (οὔπω ) وَأَمَّا وَقْتُكُمْ فَفِي كُلِّ حِينٍ حَاضِرٌ …»(ع 6) والثانية : آخر الآية الثامنة ذاتها «… لأَنَّ وَقْتِي لَمْ يُكْمَلْ بَعْدُ (οὔπω ) » (ع 8) فكونه ينفي صعوده للعيد ، هذا لا يؤخذ على إطلاقه ، بل في سياق التحديد الزمني بأن (وقته لم يكمل بعد) وبهذا فصعوده اللاحق للعيد ، يرتبط بزوال هذا التحديد الزمني (وَقْتِي لَمْ يَحْضُرْ بَعْدُ) و بعدم إعلانه عن نفسه (إلا في الوقت الذي يحدده هو) وبهذا تنتفي شبهة الكذب في القراءتين … 2- أن الزمن المضارع للفعل أصعد ἀναβαίνω First Person Present Active Indicative Singular في يو 7: 8 يخصص زمن الرفض بالآنية ، ولا يخص المستقبل ، فالمسيح حرفيا لم يقل ” لن أصعد” فنفي صعوده المستقبلي أيضا ، بل قال “لا أصعد ” والمعنى في سياقه “لا أصعد الآن” 3- كلمة عيد في اليونانية ( ἑορτή ) لم تأت بمعني أيام عيد المظال بأكمله ، بل يوم عيد (a feast day) ، مما يوضح أن المسيح لم يكن يعني كل أيام العيد بل اليوم الحاضر الذي سأله فيه أخوته ———————- رابعا : هل دلس المسلمون في طرحهم لهذا الموضوع ؟ الإجابة نعم للأسباب التالية : 1) يدعي المسلم فيقول أن أسباب اختيار القراءة (لا) οὐκ وجود مخطوطات وترجمات قديمة كثيرة في صالح قراءة (οὐκ – لا) التي تجعل يسوع كاذب وهذا عار من الصحة ، فكما رأينا المخطوطات اليونانية التي تحو هذا الخطأ النسخي محدودة ليست كثيرة ، بينما الترجمات القليلة لا تحمل نفس ثقل الأصل اليوناني وهي في أغلبها أيضا لصالح οὔπω ، ولهذا فهو طرح محمل بأغراض إسلامية لا يتبع أي أصول اكاديمية 2) يدعي المسلم أيضا فيقول أن οὐκ (لا) يعضدها دعم لا حدود له من قِبل الأدلة الداخلية لصالح قراءة (οὐκ – لا) التي تجعل يسوع كاذب ! فما هي الأدلة الداخلية ؟ . ولا يذكر لنا إلا القياس الظنى الدلالة بان القراءة الأصعب هي الأصح ، ثم يعيد صياغته عدة مرات مرارا وتكرارا ، ليخلق من الصغير كبيرا ، وليشتت الحقيقة بأنه لا يملك إلا الظن وقد حوله إلى يقين ، وهو الظن الوحيد الذي اعتمد عليه النقد النصي في نفي وفرة المخطوطات والشواهد الآبائية ، فأين هذا الدعم الذي لا حدود له ، وأين هي الأدلة (جمعا) الداخلية ؟ 3) حوّل المسلم الشك الأكاديمي إلى يقين بأن οὐκ (لا) هي النص الأصلي فبقدرة قادرة يتحول الشك الأكاديمي العلمي الذي جعل بعض علماء النقد النصي يضعون الرمز {C} كدلالة على عدم يقينهم ، إلى يقين إسلامي بالتحريف وباسقاط الكذب على السيد المسيح ، وهذا هو الفرق بين من أكاديمية العلوم الغربية التي تشك في كل شئ حتى تصل إلى اليقين ، وبين عقلية المسلم اليعفورية الضامرة التي تستعمل نصوص النقد الأكاديمي كما القرآن ، وكما تخترع اعجازات لنصوص قرآن مهلل ، وتمجد محمد بكل فسقه وفجوره ولا أخلاقيته ، بالمثل فهم يمجدون أي نقد علمي يقوم على الشك ليسقطوا على رب الكون يقينا بالكذب ربما لو كانوا قد سمحوا بمزيد من الحرية داخل الدول الإسلامية في نقد النص القرآني والشك في أصوله ، كما حاول نصر حامد أبو زيد أو طه حسين ، لما شاهدنا مثل هذه العقليات الدوجمائية ، والتي تحول نصوص الشك العلمي إلى قرآن جديد يهلل له المسلمين دون نقد أو بحث 4) يعلم المسلم أن النص اكاديميا موضع شك ، وإن كان كما اوضحنا شك غير مبرر خلقته قواعد ظنية ، لهذا يحاول أن يدلس بذكر أنصاف حقائق مثلا عندما يستشهد بالعالم الألماني فيلند فيلكر ينقل عنه مقولة ” من الممكن أن يكون الناسخ قد غير (οὐκ – لا) إلى (οὔπω – ليس بعد) من أجل إزالة التناقض بين العدد الثامن والعدد العاشر.” وهذه نصف الحقيقة فمقولة فيلكر كاملة ومن مصدره (2) It is possible that scribes changed οὐκinto οὔπωto remove the inconsistency between verse 8 and verse 10. It is also possible that οὔπωhas been changed into οὐκto improve style, because there is one more οὔπωlater in the verse وترجمتها : من المحتمل أن يكون النساخ قد غيروا οὐκ إلى οὔπω لإزالة التعارض بين العدد 8 والعدد 10 ، لكنه من المحتمل أيضا أأن تكون كلمة οὔπω (ليس بعد) قد تغيرت إلى οὐκ (لا) لتحسين الأسلوب الكتابي لوجود كلمة οὔπω مرة أخرى في نفس العدد فأين النصف الثاني من كلام فيلكر والذي يذكر فيه الرأي الآخر العكسي ؟ لا تعليل إلا في التدليس وهو عادة اشتهر بها حتى رسولهم والصحابة 5) يحاول المسلم أخيرا ان يتطرق إلى احتمال أنه لو الأصل كلمة οὔπω(ليس بعد) ، فلا بديل من اتهام الناسخ بتشويه صورة المسيح ، ووصفه بالكذب ، وحقيقة نحن لا نعلم على أية فرضية يستقيم ما يقوله ، إلا على فرضية التلاعب والتدليس بل أن هذا مردود عليه بأن المعنى لم يتغير حتى في οὐκ(لا) ، ولكننا في المقابل نستعجب من كون المسلم الملدس يستحل وصف المسيح يقينا بالكذب ، ويتحرج –محاباه لمن يسميه الناقد- من وصف الناسخ بالكذب فيقول القراءة التي تجعل يسوع كاذب هي الأصل ؟ نعم هذا أهون بكثير من أن يقول الناقد أن هناك نساخ أفسدوا في المخطوطات عمداً وأرادوا وهم في كامل قواهم العقلية تشويه صورة يسوع وجعله يكسر وصية من أهم الوصايا ألا وهي لا تكذب ! أي منطق مغلوط هذا ، ومن أعلن له أن النقد النصي يعصم أي أحد ، العلم قاعدته الشك والتحليل والنقد ، أما يقينه هو كمسلم بكذب يسوع المسيح هو ما يتعارض مع الشك النقدي وحتى مع وضوح الدليل بان عصمة الكتاب المقدس تفوق عصمة الرحمن إلهه ، بل حتى مع عصمة المسيح في قرآنه —————————- خامسا وأخيرا آن لنا أن نسقط الشبهة المطروحة من كلام المسلم الملدس نفسه 1) يقول المسلم : والمفاجأة هي أن هذه المخطوطات التي تحتوي على أفضل نص يوناني بالنسبة لنص يوحنا 7: 8 في صالح قراءة (οὔπω – ليس بعد) التي لا تجعل يسوع كاذب ! ونحن نشكره على هذا التصريح ، وهذا يكفينا ، فقد نطق بالحق مغصوبا ، وإن كان قد حاول ان يحرفه عن مواضعه لاحقا في بقية مقاله بالتهليل لأمور الظن لا الأدلة 2) يقول المسلم أيضا : ولكن لماذا في نهاية الأمر يفضل الناقد الأدلة الداخليه على أفضل الشواهد اليونانية ؟ الإجابة ببساطة هي من أجل رفع تهمة التخريب المتعمد من على مخطوطات العهد الجديد ! ما هذا الكلام الخطير ؟ نعم , هذه هي الحقيقة , فإن كل الناقد المسيحي يؤمن أن جميع الأخطاء الموجودة في المخطوطات وجميع التغييرات التي تمت في نسخ الكتاب كانت بنية حسنة , أي من أجل تصحيح ما يظنه هو خطأ وليس من أجل الإفساد المتعمد . وعلى الرغم من اعتراضنا على فكرة التشوية المتعمد ولنا أسبابنا المنطقية والموثقة ، إلا أننا مرة أخرى نحن نشكره على هذا التصريح ، فمدلول كلامه وعلى قدر فهمه يشير إلى أن الأصل هو οὔπω (ليس بعد) ، وأن οὐκ (لا) ما هي محاولة لإفساد متعمد للنص ، ونحن نتفق معه في أن الأصل οὔπω ، وأن الخطأ هو مجرد خطأ في النسخ بلا تعمد ، ولم يؤثر في المعنى لوجود سياق يوضح معنى النص على عكس أخطاء مخطوطات المصحف (3) التي تفسد المعني لعدم وجود سياق واضح في القرآن يمكن استنتاج المعنى منه 3) أخيرا لنرى كيف حكم المسلم على ما يظنه كذب في حق السيد المسيح (حاشا) ؟ يقول المسلم : يسوع ما زال مخادعاً لإخوته وللذين في أورشليم الذين يريدون قتله . ومن الناحية الأخلاقية يجوز الكذب على من يحاولون اغتيالك وهنا الضربة القاصمة للموضوع الإسلامي بأكمله فبعد الهراءات اليعفورية ، والقفز فوق الحقائق ، وتحويل الشك الأكاديمي إلى يقين إسلامي ، يصل المسلم إلى مربط البراق ، أي الحمار الإسلامي المقدس ذاته فكذب المسيح -الذي جاهد المسلم في اثباته وفشل – جائز في عرف المسلم وهنا نتساءل ، فلما صراخك إذن وانت لا ترى غضاضة في الكذب ؟ بل نحن نستعجب من إثارة موضوع يفضح فيه المسلم دينيه المهلهل وإجازة رسوله للكذب في ثلاث (4) فبأي حق يناقش المسلم الكذب ، ودينه يجيز الكذب بل وبأي حق يسقط لا أخلاقية رسوله على طهارة رب المجد السيد المسيح ثم بأي حق يتهم المسيح رب محمد بالكذب ، بينما محمده كان يسكن في قاع الرذيلة ومن أسافل الكذابين (5) ربما يحاول المسلم جاهدا أن يرتق ثوب الإسلام الكاشف لعورة نبيه بأن يسقط الكذب زورا على السيد المسيح ليجعل الرؤوس تتساوى ، وهيهات أن تتساوي الرؤوس بين رب الكون المحب في تجسده ، وبين نبي العرب الزاني في ضلالته ——————————— الهوامش : (1) راجع تفسير الآباء للقمص تادرس يعقوب ، والذي يتخطى كلمة (بعد) فيوضح المعنى اللحظي لكلام المسيح في أيا من الحالتين “… جاءت إجابة السيد المسيح في دفاعه عن أسلوب اختفائه في الجليل كل هذه المدة هي أنه لا يريد أن يسبق الأحداث … يقول القديس يوحنا الذهبي الفم إنه قال بأنه لا يذهب إلى العيد في تلك اللحظات (الآن)، أي يذهب معهم. لم يرد أن يذهب معهم في ذلك الوقت لكي يصلب إذ لم تكن ساعة الصلب قد حلت. عالج القديس أغسطينوس ما يُثار من البعض، لأن السيد المسيح قال لاخوته أنه لا يصعد إلى العيد وتركهم يذهبون دونه إلى أورشليم، لكنه عاد فذهب. يوضح القديس بأن السيد لم يقل أنه لا يصعد إلى العيد وإنما “اليوم”. لما كان العيد يحتفل به إلى أيامٍ كثيرةٍ، بقى في الجليل ذلك اليوم ثم صعد إلى أورشليم بعد ذلك.” (1) A textual commentary on the Greek New Testament, second edition by Bruce M. Metzger – John 7:8 (2) A Textual Commentary on the Greek Gospels Vol. 4 John by Wieland Willker – P 180 (3) راجع على سبيل المثال لا الحصر تحريف الرسم القرآني : مصحف ابن البواب تحريف الرسم القرآني : مخطوطة من القرن العاشر هـ تحريف الرسم القرآني: بداوة الإملاء تحريف الرسم القرآني : ولد الرحمن تحريف الرسم القرآني : مخطوطة قرآنية من القرن 2-3 الهجري (4) كما في صحيح مسلم (6799) – حَدَّثَنِى حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِى حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّ أُمَّهُ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عُقْبَةَ بْنِ أَبِى مُعَيْطٍ وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ اللاَّتِى بَايَعْنَ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ يَقُولُ « لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِى يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ وَيَقُولُ خَيْرًا وَيَنْمِى خَيْرًا ». قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَلَمْ أَسْمَعْ يُرَخَّصُ فِى شَىْءٍ مِمَّا يَقُولُ النَّاسُ كَذِبٌ إِلاَّ فِى ثَلاَثٍ الْحَرْبُ وَالإِصْلاَحُ بَيْنَ النَّاسِ وَحَدِيثُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَحَدِيثُ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا |
|