رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
[ت] موسوعة الكتاب المقدس تابور جبلٌ ذو سفح شديد الانحدار، ارتفاعه 550 مً، يقوم في سهل يرزعيل. في ذلك المكان حشد باراق جيشه في أيام القضاة. قضاة 4؛ مزمور 89: 12؛ هوشع 5: 1 |
19 - 02 - 2013, 04:54 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: [ت] موسوعة الكتاب المقدس
تارح أبو إبراهيم. انطلق من أور مع إبراهيم للذهاب إلى كنعان، إلا أنه بدلاً من ذلك استقر في حاران، وفيها توفي. تكوين 11: 27- 32 |
||||
19 - 02 - 2013, 04:55 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: [ت] موسوعة الكتاب المقدس
تاريخ شعب العهد القديم
كان في الشرق الأدنى قبل السنة 3000 ق م مركزان حضاريان مستقلان، وكان لكل منهما حضارته وفنونه ونظام كتابته. أحدهما كان في بلاد ما بين النهرين، أي الأراضي المحيطة بنهري دجلة والفرات، وهي جزءٌ من "الهلال الخصيب". أما الثاني فكان في مصر. وقد بدأت قصة البشرية في عدن، وموقعها في مكانٍ ما مِما بين النهرين. وكان مسقط رأس إبراهيم هو مدينة أور في جنوب ما بين النهرين. وقد استقر بعض قومه في حاران شمالاً فيما واصل الفر مع الباقين نحو كنعان. إذاً كان عالم أجداد بني إسرائيل الأولين يشهد مملكتين غنيتين وقويتين في سهول مصر وما بين النهرين. وكان في الأراضي الواقعة بين تينك المملكتين عدة مدنٍ مسورة وممالك صغيرة. في حمى تلك المعاقل عاش المستوطنون الذين عملوا في زراعة الأراضي المحيطة بهم. ولكن تواجدت أيضاً عشائر بدوية تنتقل من مكانٍ إلى آخر طلباً للمرعى الجيد. وما كان إبراهيم وأسرته إلا واحدة من عدة مجموعات تترحل في المنطقة. كيف كانت حالة كنعان لما وصل إبراهيم إلى شكيم ليضرب خيامه؟ كان السهل الساحلي ووادي الأردن، حيث المراعي الخصبة والأرض الصالحة للزراعة، قد صارا مأهولين. وقد بدا ذلك جذاباً في نظر لوطٍ ابن أخي إبراهيم، فارتحل من على التلال وحل قرب سدوم. ولكن الحياة هناك كان لها أخطارها. فكان لوط واحداً من الكثيرين الذين شملتهم المعاناة لما حاول بعض الملوك المتمردين أن يتخلصوا من نير سادتهم البعيدين (تكوين 14). غالباً ما حل الجوع والقحط بأرض كنعان. فكان طبيعياً أن ينزل البدو إلى مصر الخصيبة. ومرةً كان إبراهيم بينهم (تكوين 12). وفي ما بعد اضطرت مجاعةٌ أخرى إخوة يوسف بن يعقوب حفيد إبراهيم، أن يذهبوا إلى مصر لشراء حنطة. وسرعان ما انتقلت أسرة يعقوب كلها (بنوه الاثنا عشر وعيالهم) إلى مصر حيث استقروا في جاسان الواقعة في دلتا النيل الشرقية. الخروج: أقام بنو إسرائيل، أي شعبُ يعقوب، في مصر طيلة 400 سنة. وكانوا في تلك المدة الطويلة قد أصبحوا شعباً كثير العدد. ورأى المصريون، الذين حكمتهم آنذاك سلالةٌ من الملوك أقلُ مودةً، أن بني إسرائيل خطرٌ عليهم. فشددوا عليهم الخناق وأرغموهم أن يعملوا كعبيدٍ في مصانع اللبن. وتقليلاً لعدد العبرانيين، كان أطفالهم المولودون حديثاً يُلقون في النيل. فصرخ الشعب إلى الله، فأرسل إليهم موسى قائداً. ولم يكن بدٌّ من حصول ضربات رهيبة قبل إذعان ملك مصر وسماحه للعبرانيين بمغادرة بلاده. لكنه في آخر دقيقة غير رأيه وأرسل جيشه يطاردهم. ولكن بني إسرائيل نجو منه عبر "بحر القصب" وصاروا في سيناء. وهكذا ابتدأ "الخروج". راجع الخروج. خروج 1- 14 |
||||
19 - 02 - 2013, 04:56 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: [ت] موسوعة الكتاب المقدس
فتح كنعان
وُلي يشوع قيادة الشعب عند دخولهم الأرض عبر الأردن. وكانت أمامهم مدينة أريحا الحصينة، ولم يمتلكوا بعد شيئاً من الأرض الموعودة. وكنعان آنذاك مقسمةٌ إلى عدد كبير من الدويلات المستقلة التي تتركز كل منها في مدينة محصنة لها حاكمها. استولى يشوع على أريحا وألقى الرعب في قلوب الكنعانيين. ثم سقطت عاي في المحاولة الثانية. وسارع أهل جبعون إلى المسالمة، فحصلوا بخدعة على معاهدة أمانٍ، الأمر الذي أفضى إلى المرحلة الثانية من الحرب. فأحرز يشوع سلسلة انتصارات في الجنوب، ثم توجه شمالاً لهزم ملك تحالف حاصور. وقد بقي الفلسطيون في مدنهم على السهل الساحلي. وظلت مدنٌ داخلية عديدة تحت سيطرة الكنعانيين. ولكن بني إسرائيل استطاعوا أن يسكنوا في الأماكن الأخرى. قُسِمت الأرض بين الأسباط بالقرعة. فاستقر سبطان ونصف شرقي الأردن. وتقاسم الباقون أرض كنعان. أما اللاويون فلم يكن لهم نصيبٌ في الأرض، إلا أنهم وهبوا مدناً معينة يقيمون فيها. وأفرزت ست مدنٍ مدن ملجإ يفر إليها من يقتل سهواً وينجو من الانتقام. |
||||
19 - 02 - 2013, 04:58 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: [ت] موسوعة الكتاب المقدس
سفر يشوع القضاة:استقرت الأسباط في الأراضي التي كانت من نصيبها. وإذا الشعب الآن منتشرٌ في بقاع متباعدة، تحيط به الأعداء. وبعد موت يشوع، بدا يبدو مستحيلاً فتح البلد كله. وشيئاً فشياً زاغت أبصار الشعب عن حماية الله لهم. فأخذوا يتوددون إلى الشعوب المحيطة بهم وإلى آلهتها، طلباً للسلام. إذ ذاك استغل أعداؤهم ضعفهم الظاهر، فحدث ما يروي سفر القضاة أخباره المحزنة. ملوك الشعب الأولون:فقد عادت الأمم المحيطة بهم إلى شن الهجمات عليهم: ملك ما بين النهرين من الشمال؛ الموآبيون والعمونيون من عبر الأردن؛ المديانيون من الشرق. كذلك استعاد الكنعانيون في حاصور القوة الكافية لشن هجمة ثانية على المستوطنين. ومن الأراضي الساحلية ضغط الفلسطيون عليهم وأجبروهم على الانكفاء إلى المعاقل الجبلية. وكما فعل الشعب مراتٍ عديدةً خلال تاريخهم، صرخوا الله طلباً للعون عند الحاجة. فحقق لهم كل قاضٍ فترة سلامٍ موقتة على الأقل. واشهر هؤلاء القضاة المحاربين: دبورة وباراق وجدعون ويفتاح وشمشون. كان آخر القضاة وأعظمهم هو صموئيل- النبي ومنصب الملوك. فلما شاخ صموئيل طلب الشعب أن يكون لهم ملك يحاكمهم كسائر الشعوب. فأنذرهم صموئيل بأن وجود ملك يعني تجنيداً إجبارياً وعمل سخرة وظلماً. لكنهم أصروا. وأخيرا فعل صموئيل كطلبهم. المملكتان:كان أول ملكٍ شابٌ طويل القامة ووسيمٌ هو شاول، من سبط بنيامين. وسار كل شيء حسناً في بادئ الأمر. لكن السلطة لعبت برأس شاول فبدأ يتجاهل وصايا الله الصريحة. ومن جراء عصيان شاول، لم يورث ابنه يوناثان العرش. ولكن بدلاً من ذلك، أرسل الله صموئيل- وشاول حيٌ بعد- ليمسح داود ملكاً ثانياً على الشعب. وإذ داود كان ما يزال راعياً صغير في السن، قتل جُليات البطل الفلسطي. فثارت غيرة شاول عليه بسبب محبة الشعب له، ولذا اضطر أن يعيش طريداً عدة سنين والخطر يحدق بحياته. ثم قتل شاول ويوناثان في معركةٍ ضد الفلسطيين، فتولى داود المُلك. وحد داود المملكة، واستولى على أورشليم، معقل اليبوسيين، وجعلها عاصمة مملكته. وكان ملكاً محارباً، اقضى عمره في توسيع رقعة المملكة وطرد الأعداء. فكانت الترِكة التي خلفها لسليمان ابنه هي السلام والأمان. أراد داود أن يبني هيكلاً لله في أورشليم، ولكن كان عليه أن يقنع فقط بجمع المواد اللازمة للبناء. فكان لسليمان أن يبني الهيكل، وعدة مبانٍ أخرى جميلة. ولما كان مُلك سليمان موطداً وآمناً، ازدهرت تجارته. وكانت حكمته اسطورية، واتسع بلاطه للحضارة والفن. وقد كان مُلك سليمان عهد بني إسرائيل الذهبي. 1صموئيل 8-1 ملوك 11 قويت المملكة وازدادت غنى تحت حكم الملك سليمان، ولكن الشعب عانوا الظلم إذ أُثقلت كواهلهم بالضرائب الباهظة وأعمال السخرة. ولما اعتلى العرش رحبعام بن سليمان توسلوا إليه أن يخفف أثقالهم، فأبى. إذ ذاك تمردت الأسباط العشرة في الشمال، وأنشأوا مملكة جديدة، عرفت بمملكة إسرائيل. وكان يربعام الأول أول ملك لها، وقد حكم من عاصمته في شكيم. أما في الجنوب، فقد ملك رحبعام على مملكة يهوذا (سبطي يهوذا وبنيامين) في أورشليم العاصمة. قيام القوى الشمالية:وكان على يربعام أيضاً أن يقيم مركز عبادة جديداً للملكة الشمالية بعد انفصالها عن أورشليم. فاختار دان في الشمال، وبيت إيل التي كانت مركزاً مهماً في أثناء حياة صموئيل. ولكن سرعان ما صارت الممارسات الوثنية جزءاً من تلك العبادة. وقد صنف المؤرخون الذين كتبوا أسفار الملوك وأخبار الأيام الملوك بين "صالح" و "شرير" تبعاً لإصلاحهم الديني أو تركهم الممارسات الوثنية على حالها. وكان عزيا وحزقيا اثنين من ملوك يهوذا المصلحين. وسجل آخاب ملك إسرائيل هو الأكثر سواداً. فقد قاوم، هو وزوجته إيزابل، النبي إيليا واضطهدا عباد الله. وما تزال آثار قصره، بيت العاج، في السامرة باقية إلى اليوم. وتفيد الحوليات الآشورية المدونة أن أخآب أتى بعشرة آلف رجل وألفي مركبة إلى معركة قرقر، حيث انضم إلى القوات المصرية لمقاومة الملك الآشوري شلمنأسر (853 ق م). كانت مملكتا إسرائيل ويهوذا، بموقعهما الاستراتيجي بين قوتي مصر وبلاد ما بين النهرين، عرضةً للغزو بكل سهولة وقد نجح داود وسليمان، جزئياً لأن أية واحدة من الأمم الكبرى المجاورة لم تكن، في أثناء حياتهما، قويةً بحيث تتمكن من غزوهما إبان ملكهما. ولكن بعد انقسام المملكة، شكلت الأمم المجاورة مباشرةً- آرام وعمون وموآب- مصدر قلقٍ وخطر دائم لملوك إسرائيل ويهوذا المتعاقبين. على أن الأمر الحاسم في هذه المسألة كان قيام القوى الكبرى في الشمال الشرقي. الغزو والسبي:سبق للإمبراطورية الآشورية أن شهدت فترة عز مبكرة تحت حكم تغلات فلاسر الأول. ولكن العدوان الرهيب الذي كان يخشى من الآشوريين أكثر الكل بلغ ذروته في الفترة ما بين 880 و612 ق م. وكانت الإمبراطورية الأشورية تتركز في ثلاث مدن عظمى: أشور وكالح ونينوى. ومنذ منتصف القرن التاسع ق م، في أيام أخآب ملك إسرائيل، هاجم ملوك أشور ويهوذا مراراً وتكراراً. وسرعان ما صار ياهو ملك إسرائيل يؤدي الجزية لشلمنأسر الثالث ملك أشور. وبعد ذلك بمئة سنة طلب آحاز ملك يهوذا إلى تغلاث فلاسر الثالث ملك أشور أن يساعده لمحاربة أرام وإسرائيل (أشعياء 7؛ 2 ملوك 16). فكان له ذلك وهزمهما كلتيهما، ولكن كان على مملكة يهوذا- مقابل تلك المساعدة- أن تصير تابعةً للأشوريين وخاضعة لهم. ولما رفضت مملكة إسرائيل دفع الجزية السنوية، استولى ملك أشور التالي على السامرة، وسبى الشعب، ودمر المملكة الشمالية (722- 721 ق م؛ 2 ملوك 17). ويعيد ذلك هزم الأشوريون مصر. وسنة 701 ق م حاصر الملك القوي سنحاريب أورشليم، ولكن المدينة نجت بفضل ثقة الملك حزقيا بالله (2 ملوك 19). كان على الأشوريين أن يخوضوا معارك عديدة للدفاع عن إمبراطوريتهم. وفي القرن التالي استقلت عدة أقاليم. ودامت المملكة إلى أن سقطت أشور بأيدي الماديين عام 614 ق م، ودمر الماديون والبابليون نينوى عام 612. كما ان أشور في الكتاب المقدس تمثل الطُغيان، كذلك تمثل بابل القوة. فإن نابوبولاسر، حاكم المنطقة المحيطة بالخليج العربي، حرر بابل من الأشوريين، وفي 626 ق م نصب ملكاً، ومضى يحرز الانتصارات على الأشوريين. ولما جاءت سنة 612 ق م استولى البابليون والماديون على نينوى العاصمة. ولم يقنعوا بالاستيلاء على أشور وحدها، بل نهضوا لفتح الإمبراطورية الأشورية كلها. العودة إلى أورشليم:انكفأ الأشوريون إلى حاران، ولكنهم سرعان ما طردوا منها. وإذ أدرك المصريون أن بلادهم قد تصير في خطر، زحفوا شمالاً لمساندة الأشوريّين. واعترض يوشيا ملك يهوذا الجيش المصري في مجدو، فكانت معركة قُتِل فيها، وصارت مملكة يهوذا خاضعة لمصر (2 ملوك 23: 29). وبعد ذلك بأربع سنين، في 605 ق م، تلقى المصريون- في معركة كركميث- الهزيمة على يد الملك نبوخذنصر قائد الجيش البابلي (إرميا 46: 1 و2). وكانت الإمبراطورية البابلية آخذةً في الانتشار. فأصبح يهوياقيم ملك يهوذا واحداً من الملوك العديدين الذين بات عليهم أن يؤدوا الجزية لنبوخذنصر. وبعد معركة عنيفة مع البابليين في 601 ق م، شجع المصريون يهوذا على التمرد. وأرسل نبوخذنصر جيشاً لسحق التمرد في 597 ق م، بُعيد تسلم يهوياكين المُلك. فاستسلمت يهوذا، وسبي إلى بابل المُلك وكثيرون من وجهاء البلد. فلم تقتصر سياسة الغزاة على الفتك والنهب، بل تعدت ذلك إلى إضعاف البلدان المغلوبة ومنع حصول تمردات أخرى بترحيل خيرة المواطنين (2 ملوك 24: 10- 17). ورغم ذلك، فبعد مرور عشر سنوات، استنجد بالمصريين صدقيا الملك الصوري الذي عينه نبوخذنصر على عرش يهوذا. فغزا البابليون يهوذا وحاصروا أورشليم. ودام الحصار ثمانية عشر شهراً. أخيراً أُحدثت ثغرةٌ في السور. وفي 586 ق م سقطت المدينة. وقُبض على الملك صدقيا وقُلعت عيناه. ثم حُمِلت إلى بابل أشياء ثمينة بما فيها نفائس الهيكل. وهدمت المدينة والهيكل ورحل المواطنون. وإنما الفقراء جداً تُركوا للاعتناء بالأراضي (2 ملوك 25: 1- 21) راجع السبي. ظهرت بابل كقوة كلية القدرة في النصف الأول من القرن السادس ق م. ولكن الأنبياء تحدثوا عن الله الذي يحسب الملوك عبيداً عنده، ويستطيع أن يستخدم حتى القوى الوثنية لإتمام مقاصده. قام كورش الفارسي بتوحيد مملكتي مادي وفارس إلى الشرق من بابل. وفتح بلداناً وصلت إلى الهند في أقصى الشرق. ثم هاجم بابل. فسقطت المدينة بيده في 539 ق م واستولى على الإمبراطورية كلها. وقد وسع ملوك الفرس حدودهم إلى مدى أبعد من الإمبراطوريات السابقة. إذ استولوا على. مصر وكامل المنطقة التي هي تركيا اليوم. ولما سقطت بابل، بدأ كورش يعيد تنظيم الإمبراطورية. فقسمها إلى ولايات يحكم كلاً منها حاكمٌ يدعى مرزباناً. وكان المرازبة الفرس عموماً، ولكن كان دونهم رؤساء محليون يتمتعون بسلطة محدودة. وقد شجع مختلف الشعوب على المحافظة على عوائدهم وأديانهم. وكجزءٍ من هذه السياسة، أرجع كورش اليهود إلى أورشليم لإصلاح المدينة وترميم الهيكل، كما يروي لنا ذلك سفرا عزرا ونحميا. وقد استقر اليهود أيضاً في عدة أجزاء أخرى من الإمبراطورية. حتى إنه في سوسة (شوشن)، إحدى عواصم الفرس، جعل ملكٌ متأخر، هو أحشويروش (زركسيس) الأول، يهوديةً ملكةً له، كما هو مدونٌ في سفر أستير. وقد أصبح "الشتات"، أي اليهود القاطنون في البلدان الأخرى، عظيم الشأن فيما بعد، في أزمنة العهد الجديد. ولأن هؤلاء اليهود كانوا بعيدين عن الهيكل، ابتكروا المجامع المحلية كمراكز للتعليم والعبادة. وعلى هذه الصورة انتشرت الكنائس المسيحية انتشاراً سريعاً. وقد توسعت حدود الإمبراطورية نحو الغرب أيضاً، على يد داريوس الأول (522- 486 ق م) برسيبوليس العاصمة العظيمة الجديدة وفاتح الهند الغربية. وفي 513 استولى على مكدونية في شمال اليونان. وعام 490 هزم اليونان الفرس في ماراثون، فأُعد المسرح لبعضٍ من أعظم قصص التراث اليوناني. فأحشويروش الأول (486- 465) غزا اليونان، بل احتل أثينا أيضاً، لكنه هزم في معركة سلاميس البحرية. وتواصل النزاع على يد كل من أرتحششتا وداريوس الثاني والملوك الذين جاءوا من بعد وظلت مصاير الفرس واليونان ومادي ومصر في مد وجزر حتى سنة 333 ق م، حين عبر العسكري اليوناني الاسكندر المكدوني الهيلسبونت ليبدأ مسيرته الصاعقة. كان الاسكندر في الثانية والعشرين فقط لما انطلق في حملته التي اجتاحت العالم القديم. "فحرر" مصر من نير الفرس (وأسس ميناء الإسكندرية) ثم زحف شرقاً، إلى قلب الإمبراطورية الفارسية. وواصل مسيرته حتى الهند، قاهراً كل من وقف في وجهه، ومؤسساً دول ومدنٍ يونانيةً حيثما ذهب. فاستحق لقبه "الاسكندر الكبير". ومات 323 ق م، وهو في الثالثة والثلاثين فقط. وفي أعقاب موته انقسمت الإمبراطورية اليونانية الكبيرة بين أربعة من قواده. فسيطر السلوقيون على فلسطين، وكان مركزهم في سورية. وحكم البطالمة مصر، وكان مركزهم في الإسكندرية. على أن العالم اليوناني، أو"الهيليني"، بقي موجوداً ككيانٍ موحد، لغته المشتركة هي اليونانية، وله نمطٌ عامٌ من المدينة. هذه الخلفية قامت بدورٍ حيوي في الأحداث التي ستلي، أعني أحداث العهد الجديد. الشعب العبراني في العهد الجديد: لما بدأت أزمنة العهد الجديد، كان الشعب العبراني قد عاش تحت الاحتلال الأجنبي قرابة 500 سنة بعد العودة إلى فلسطين. وتحت الحكم اليوناني أدوا الجزية لبطليموس حاكم مصر، وتبنوا اليونانية باعتبارها لغة الإمبراطورية. وفي السنة 198 ق م هزم انطيوخس الكبير، حاكم سورية السلوقي، البطالمة واستولى على فلسطين. ولكنه هو بدوره هُزم على أيدي الرومان في ماغنيزيا عام 190 ق م. فرض الرومان على المملكة السلوقية ضرائب باهظة، مما حمل هؤلاء أن يغتنموا بدورهم أية فرصة لنهب المدن والهياكل. وتذرع انطيوخس أبيفانس بمقاومة اليهود الأوفياء، "الحسيديم" أو "الأتقياء"، لينهب هيكل أورشليم. وفي ما بعد بنى مركزاً يونانياً وثنياً في قلب المدينة، وأقام في الهيكل مذبحاً لزفس (جوبيتر) قُدمت عليه خنازير (وهي محرمة بحسب شريعة اليهود) كذبائح. هذه الإهانة الأخيرة أفضت إلى الثورة المكابية. ونجح اليهود في تحرير أنفسهم زمناً، واستطاعوا أن يطهِّروا الهيكل ويعيدوا تكريسه عام 165 ق م. وأعلن رئيس الكهنة أرسطوبولس نفسه ملكاً عام 104 ق م، وكان أحد أفراد الأسرة الحسمونية التي تزعمت الثورة. ولكن لم يمض طويل وقتٍ حتى أتاحت المنافسات بين اليهود فرصة للرومان كي يتدخلوا. وهكذا أُعدم آخر رئيس كهنةٍ وملكٍ في 37 ق م. أصبحت اليهودية خاضعة لروما تحت حكم والي إقليم سورية. ولكن اليهود مُنحوا الحرية ليمارسوا دينهم، وكان لهم حاكمهم الخاص من 37 حتى 4 ق م، وهو يهوديٌّ أدومي الأصل يدعى هيرودس. ورغم مشاريع هيرودس الكبير العمرانية العظيمة- بما فيها هيكل جديد في أورشليم- فقد كرهه اليهود، وهو يُذكر عموماً بطغيانه وقسوته. تلك كانت خلفية ولادة يسوع. ويدون لوقا حقيقة ولادته في زمن أوغسطس، الإمبراطور الروماني الأول. وقد خلفه طيباربوس عام 14م. وفِعلة هيرودس بقتل جميع الصبيان في بيت لحم تتوافق تماماً مع ما نعرفه عنه من التاريخ. ولما مات انقسمت مملكته بين ثلاثة من أبنائه. وقد ملك أحدهم بطريقة رديئة جداً حتى عزله الرومان وعينوا والياً على اليهودية. وقد كان بنطيوس بيلاطس الذي حكم بالموت على يسوع، والياً من 26 حتى 36 م. حاول المجلس اليهودي الأعلى، السنهدريم أو السنهدرين، أن يظل على وفاقٍ مع الرومان حفاظاً على مقامه الخاص. واستغل آخرون، كالعشارين (جباة الضرائب) المكروهين، الاحتلال الروماني ليملأوا جيوبهم. وكان كثيرون يتطلعون إلى اليوم الذي فيه يُنقذون ويُحررون. وشأنهم شأن سمعان الشيخ الذي كان في الهيكل لما جاء بيسوع الطفل أبواه، كانوا ينتظرن خلاص الشعب. فكان على يسوع أن يحذر المناداة به علناً أنه المسيا المحرر، لئلا يُثير آمال الشعب بأنه سيتزعم ثورةً على الرومان. وكانت روح المقاومة أقوى حالاً لدى الغيارى (مجموعة فدائية)، هذه الروح التي أفضت أخيراً إلى أحداث الحرب اليهودية الرهيبة وخراب أورشليم سنة 70 م. ولكن زمن خراب الهيكل اليهودي وتبديد العبرانيين كان أيضاً زمن بداءةٍ جديدة. فبعد موت الرب يسوع وقيامته، اتضح لأتباعه أن مملكته الروحية الجديدة ليست لليهود وحدهم بل لجميع المؤمنين به. وكان ذلك فرصةً لبداءةٍ جديدة كلياً لجميع الذين يستفيدون من الوعود المعطاة لإبراهيم والمؤسسة على الإيمان. وتضمن ذلك التحرير من الخطية والذنب والناموسية التافهة التي بُنيت على الشريعة اليهودية. فاليهودي والأممي (غير اليهودي) على السواء يمكن أن يبدأا حياة جديدة مملوءة بروح الله. وكان لدينامية هذه الرسالة أن تقلب الإمبراطورية الرومانية رأساً على عقب وتغير العالم. |
||||
19 - 02 - 2013, 04:58 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: [ت] موسوعة الكتاب المقدس
سفر يشوع القضاة:استقرت الأسباط في الأراضي التي كانت من نصيبها. وإذا الشعب الآن منتشرٌ في بقاع متباعدة، تحيط به الأعداء. وبعد موت يشوع، بدا يبدو مستحيلاً فتح البلد كله. وشيئاً فشياً زاغت أبصار الشعب عن حماية الله لهم. فأخذوا يتوددون إلى الشعوب المحيطة بهم وإلى آلهتها، طلباً للسلام. إذ ذاك استغل أعداؤهم ضعفهم الظاهر، فحدث ما يروي سفر القضاة أخباره المحزنة. ملوك الشعب الأولون:فقد عادت الأمم المحيطة بهم إلى شن الهجمات عليهم: ملك ما بين النهرين من الشمال؛ الموآبيون والعمونيون من عبر الأردن؛ المديانيون من الشرق. كذلك استعاد الكنعانيون في حاصور القوة الكافية لشن هجمة ثانية على المستوطنين. ومن الأراضي الساحلية ضغط الفلسطيون عليهم وأجبروهم على الانكفاء إلى المعاقل الجبلية. وكما فعل الشعب مراتٍ عديدةً خلال تاريخهم، صرخوا الله طلباً للعون عند الحاجة. فحقق لهم كل قاضٍ فترة سلامٍ موقتة على الأقل. واشهر هؤلاء القضاة المحاربين: دبورة وباراق وجدعون ويفتاح وشمشون. كان آخر القضاة وأعظمهم هو صموئيل- النبي ومنصب الملوك. فلما شاخ صموئيل طلب الشعب أن يكون لهم ملك يحاكمهم كسائر الشعوب. فأنذرهم صموئيل بأن وجود ملك يعني تجنيداً إجبارياً وعمل سخرة وظلماً. لكنهم أصروا. وأخيرا فعل صموئيل كطلبهم. المملكتان:كان أول ملكٍ شابٌ طويل القامة ووسيمٌ هو شاول، من سبط بنيامين. وسار كل شيء حسناً في بادئ الأمر. لكن السلطة لعبت برأس شاول فبدأ يتجاهل وصايا الله الصريحة. ومن جراء عصيان شاول، لم يورث ابنه يوناثان العرش. ولكن بدلاً من ذلك، أرسل الله صموئيل- وشاول حيٌ بعد- ليمسح داود ملكاً ثانياً على الشعب. وإذ داود كان ما يزال راعياً صغير في السن، قتل جُليات البطل الفلسطي. فثارت غيرة شاول عليه بسبب محبة الشعب له، ولذا اضطر أن يعيش طريداً عدة سنين والخطر يحدق بحياته. ثم قتل شاول ويوناثان في معركةٍ ضد الفلسطيين، فتولى داود المُلك. وحد داود المملكة، واستولى على أورشليم، معقل اليبوسيين، وجعلها عاصمة مملكته. وكان ملكاً محارباً، اقضى عمره في توسيع رقعة المملكة وطرد الأعداء. فكانت الترِكة التي خلفها لسليمان ابنه هي السلام والأمان. أراد داود أن يبني هيكلاً لله في أورشليم، ولكن كان عليه أن يقنع فقط بجمع المواد اللازمة للبناء. فكان لسليمان أن يبني الهيكل، وعدة مبانٍ أخرى جميلة. ولما كان مُلك سليمان موطداً وآمناً، ازدهرت تجارته. وكانت حكمته اسطورية، واتسع بلاطه للحضارة والفن. وقد كان مُلك سليمان عهد بني إسرائيل الذهبي. 1صموئيل 8-1 ملوك 11 قويت المملكة وازدادت غنى تحت حكم الملك سليمان، ولكن الشعب عانوا الظلم إذ أُثقلت كواهلهم بالضرائب الباهظة وأعمال السخرة. ولما اعتلى العرش رحبعام بن سليمان توسلوا إليه أن يخفف أثقالهم، فأبى. إذ ذاك تمردت الأسباط العشرة في الشمال، وأنشأوا مملكة جديدة، عرفت بمملكة إسرائيل. وكان يربعام الأول أول ملك لها، وقد حكم من عاصمته في شكيم. أما في الجنوب، فقد ملك رحبعام على مملكة يهوذا (سبطي يهوذا وبنيامين) في أورشليم العاصمة. قيام القوى الشمالية:وكان على يربعام أيضاً أن يقيم مركز عبادة جديداً للملكة الشمالية بعد انفصالها عن أورشليم. فاختار دان في الشمال، وبيت إيل التي كانت مركزاً مهماً في أثناء حياة صموئيل. ولكن سرعان ما صارت الممارسات الوثنية جزءاً من تلك العبادة. وقد صنف المؤرخون الذين كتبوا أسفار الملوك وأخبار الأيام الملوك بين "صالح" و "شرير" تبعاً لإصلاحهم الديني أو تركهم الممارسات الوثنية على حالها. وكان عزيا وحزقيا اثنين من ملوك يهوذا المصلحين. وسجل آخاب ملك إسرائيل هو الأكثر سواداً. فقد قاوم، هو وزوجته إيزابل، النبي إيليا واضطهدا عباد الله. وما تزال آثار قصره، بيت العاج، في السامرة باقية إلى اليوم. وتفيد الحوليات الآشورية المدونة أن أخآب أتى بعشرة آلف رجل وألفي مركبة إلى معركة قرقر، حيث انضم إلى القوات المصرية لمقاومة الملك الآشوري شلمنأسر (853 ق م). كانت مملكتا إسرائيل ويهوذا، بموقعهما الاستراتيجي بين قوتي مصر وبلاد ما بين النهرين، عرضةً للغزو بكل سهولة وقد نجح داود وسليمان، جزئياً لأن أية واحدة من الأمم الكبرى المجاورة لم تكن، في أثناء حياتهما، قويةً بحيث تتمكن من غزوهما إبان ملكهما. ولكن بعد انقسام المملكة، شكلت الأمم المجاورة مباشرةً- آرام وعمون وموآب- مصدر قلقٍ وخطر دائم لملوك إسرائيل ويهوذا المتعاقبين. على أن الأمر الحاسم في هذه المسألة كان قيام القوى الكبرى في الشمال الشرقي. الغزو والسبي:سبق للإمبراطورية الآشورية أن شهدت فترة عز مبكرة تحت حكم تغلات فلاسر الأول. ولكن العدوان الرهيب الذي كان يخشى من الآشوريين أكثر الكل بلغ ذروته في الفترة ما بين 880 و612 ق م. وكانت الإمبراطورية الأشورية تتركز في ثلاث مدن عظمى: أشور وكالح ونينوى. ومنذ منتصف القرن التاسع ق م، في أيام أخآب ملك إسرائيل، هاجم ملوك أشور ويهوذا مراراً وتكراراً. وسرعان ما صار ياهو ملك إسرائيل يؤدي الجزية لشلمنأسر الثالث ملك أشور. وبعد ذلك بمئة سنة طلب آحاز ملك يهوذا إلى تغلاث فلاسر الثالث ملك أشور أن يساعده لمحاربة أرام وإسرائيل (أشعياء 7؛ 2 ملوك 16). فكان له ذلك وهزمهما كلتيهما، ولكن كان على مملكة يهوذا- مقابل تلك المساعدة- أن تصير تابعةً للأشوريين وخاضعة لهم. ولما رفضت مملكة إسرائيل دفع الجزية السنوية، استولى ملك أشور التالي على السامرة، وسبى الشعب، ودمر المملكة الشمالية (722- 721 ق م؛ 2 ملوك 17). ويعيد ذلك هزم الأشوريون مصر. وسنة 701 ق م حاصر الملك القوي سنحاريب أورشليم، ولكن المدينة نجت بفضل ثقة الملك حزقيا بالله (2 ملوك 19). كان على الأشوريين أن يخوضوا معارك عديدة للدفاع عن إمبراطوريتهم. وفي القرن التالي استقلت عدة أقاليم. ودامت المملكة إلى أن سقطت أشور بأيدي الماديين عام 614 ق م، ودمر الماديون والبابليون نينوى عام 612. كما ان أشور في الكتاب المقدس تمثل الطُغيان، كذلك تمثل بابل القوة. فإن نابوبولاسر، حاكم المنطقة المحيطة بالخليج العربي، حرر بابل من الأشوريين، وفي 626 ق م نصب ملكاً، ومضى يحرز الانتصارات على الأشوريين. ولما جاءت سنة 612 ق م استولى البابليون والماديون على نينوى العاصمة. ولم يقنعوا بالاستيلاء على أشور وحدها، بل نهضوا لفتح الإمبراطورية الأشورية كلها. العودة إلى أورشليم:انكفأ الأشوريون إلى حاران، ولكنهم سرعان ما طردوا منها. وإذ أدرك المصريون أن بلادهم قد تصير في خطر، زحفوا شمالاً لمساندة الأشوريّين. واعترض يوشيا ملك يهوذا الجيش المصري في مجدو، فكانت معركة قُتِل فيها، وصارت مملكة يهوذا خاضعة لمصر (2 ملوك 23: 29). وبعد ذلك بأربع سنين، في 605 ق م، تلقى المصريون- في معركة كركميث- الهزيمة على يد الملك نبوخذنصر قائد الجيش البابلي (إرميا 46: 1 و2). وكانت الإمبراطورية البابلية آخذةً في الانتشار. فأصبح يهوياقيم ملك يهوذا واحداً من الملوك العديدين الذين بات عليهم أن يؤدوا الجزية لنبوخذنصر. وبعد معركة عنيفة مع البابليين في 601 ق م، شجع المصريون يهوذا على التمرد. وأرسل نبوخذنصر جيشاً لسحق التمرد في 597 ق م، بُعيد تسلم يهوياكين المُلك. فاستسلمت يهوذا، وسبي إلى بابل المُلك وكثيرون من وجهاء البلد. فلم تقتصر سياسة الغزاة على الفتك والنهب، بل تعدت ذلك إلى إضعاف البلدان المغلوبة ومنع حصول تمردات أخرى بترحيل خيرة المواطنين (2 ملوك 24: 10- 17). ورغم ذلك، فبعد مرور عشر سنوات، استنجد بالمصريين صدقيا الملك الصوري الذي عينه نبوخذنصر على عرش يهوذا. فغزا البابليون يهوذا وحاصروا أورشليم. ودام الحصار ثمانية عشر شهراً. أخيراً أُحدثت ثغرةٌ في السور. وفي 586 ق م سقطت المدينة. وقُبض على الملك صدقيا وقُلعت عيناه. ثم حُمِلت إلى بابل أشياء ثمينة بما فيها نفائس الهيكل. وهدمت المدينة والهيكل ورحل المواطنون. وإنما الفقراء جداً تُركوا للاعتناء بالأراضي (2 ملوك 25: 1- 21) راجع السبي. ظهرت بابل كقوة كلية القدرة في النصف الأول من القرن السادس ق م. ولكن الأنبياء تحدثوا عن الله الذي يحسب الملوك عبيداً عنده، ويستطيع أن يستخدم حتى القوى الوثنية لإتمام مقاصده. قام كورش الفارسي بتوحيد مملكتي مادي وفارس إلى الشرق من بابل. وفتح بلداناً وصلت إلى الهند في أقصى الشرق. ثم هاجم بابل. فسقطت المدينة بيده في 539 ق م واستولى على الإمبراطورية كلها. وقد وسع ملوك الفرس حدودهم إلى مدى أبعد من الإمبراطوريات السابقة. إذ استولوا على. مصر وكامل المنطقة التي هي تركيا اليوم. ولما سقطت بابل، بدأ كورش يعيد تنظيم الإمبراطورية. فقسمها إلى ولايات يحكم كلاً منها حاكمٌ يدعى مرزباناً. وكان المرازبة الفرس عموماً، ولكن كان دونهم رؤساء محليون يتمتعون بسلطة محدودة. وقد شجع مختلف الشعوب على المحافظة على عوائدهم وأديانهم. وكجزءٍ من هذه السياسة، أرجع كورش اليهود إلى أورشليم لإصلاح المدينة وترميم الهيكل، كما يروي لنا ذلك سفرا عزرا ونحميا. وقد استقر اليهود أيضاً في عدة أجزاء أخرى من الإمبراطورية. حتى إنه في سوسة (شوشن)، إحدى عواصم الفرس، جعل ملكٌ متأخر، هو أحشويروش (زركسيس) الأول، يهوديةً ملكةً له، كما هو مدونٌ في سفر أستير. وقد أصبح "الشتات"، أي اليهود القاطنون في البلدان الأخرى، عظيم الشأن فيما بعد، في أزمنة العهد الجديد. ولأن هؤلاء اليهود كانوا بعيدين عن الهيكل، ابتكروا المجامع المحلية كمراكز للتعليم والعبادة. وعلى هذه الصورة انتشرت الكنائس المسيحية انتشاراً سريعاً. وقد توسعت حدود الإمبراطورية نحو الغرب أيضاً، على يد داريوس الأول (522- 486 ق م) برسيبوليس العاصمة العظيمة الجديدة وفاتح الهند الغربية. وفي 513 استولى على مكدونية في شمال اليونان. وعام 490 هزم اليونان الفرس في ماراثون، فأُعد المسرح لبعضٍ من أعظم قصص التراث اليوناني. فأحشويروش الأول (486- 465) غزا اليونان، بل احتل أثينا أيضاً، لكنه هزم في معركة سلاميس البحرية. وتواصل النزاع على يد كل من أرتحششتا وداريوس الثاني والملوك الذين جاءوا من بعد وظلت مصاير الفرس واليونان ومادي ومصر في مد وجزر حتى سنة 333 ق م، حين عبر العسكري اليوناني الاسكندر المكدوني الهيلسبونت ليبدأ مسيرته الصاعقة. كان الاسكندر في الثانية والعشرين فقط لما انطلق في حملته التي اجتاحت العالم القديم. "فحرر" مصر من نير الفرس (وأسس ميناء الإسكندرية) ثم زحف شرقاً، إلى قلب الإمبراطورية الفارسية. وواصل مسيرته حتى الهند، قاهراً كل من وقف في وجهه، ومؤسساً دول ومدنٍ يونانيةً حيثما ذهب. فاستحق لقبه "الاسكندر الكبير". ومات 323 ق م، وهو في الثالثة والثلاثين فقط. وفي أعقاب موته انقسمت الإمبراطورية اليونانية الكبيرة بين أربعة من قواده. فسيطر السلوقيون على فلسطين، وكان مركزهم في سورية. وحكم البطالمة مصر، وكان مركزهم في الإسكندرية. على أن العالم اليوناني، أو"الهيليني"، بقي موجوداً ككيانٍ موحد، لغته المشتركة هي اليونانية، وله نمطٌ عامٌ من المدينة. هذه الخلفية قامت بدورٍ حيوي في الأحداث التي ستلي، أعني أحداث العهد الجديد. الشعب العبراني في العهد الجديد: لما بدأت أزمنة العهد الجديد، كان الشعب العبراني قد عاش تحت الاحتلال الأجنبي قرابة 500 سنة بعد العودة إلى فلسطين. وتحت الحكم اليوناني أدوا الجزية لبطليموس حاكم مصر، وتبنوا اليونانية باعتبارها لغة الإمبراطورية. وفي السنة 198 ق م هزم انطيوخس الكبير، حاكم سورية السلوقي، البطالمة واستولى على فلسطين. ولكنه هو بدوره هُزم على أيدي الرومان في ماغنيزيا عام 190 ق م. فرض الرومان على المملكة السلوقية ضرائب باهظة، مما حمل هؤلاء أن يغتنموا بدورهم أية فرصة لنهب المدن والهياكل. وتذرع انطيوخس أبيفانس بمقاومة اليهود الأوفياء، "الحسيديم" أو "الأتقياء"، لينهب هيكل أورشليم. وفي ما بعد بنى مركزاً يونانياً وثنياً في قلب المدينة، وأقام في الهيكل مذبحاً لزفس (جوبيتر) قُدمت عليه خنازير (وهي محرمة بحسب شريعة اليهود) كذبائح. هذه الإهانة الأخيرة أفضت إلى الثورة المكابية. ونجح اليهود في تحرير أنفسهم زمناً، واستطاعوا أن يطهِّروا الهيكل ويعيدوا تكريسه عام 165 ق م. وأعلن رئيس الكهنة أرسطوبولس نفسه ملكاً عام 104 ق م، وكان أحد أفراد الأسرة الحسمونية التي تزعمت الثورة. ولكن لم يمض طويل وقتٍ حتى أتاحت المنافسات بين اليهود فرصة للرومان كي يتدخلوا. وهكذا أُعدم آخر رئيس كهنةٍ وملكٍ في 37 ق م. أصبحت اليهودية خاضعة لروما تحت حكم والي إقليم سورية. ولكن اليهود مُنحوا الحرية ليمارسوا دينهم، وكان لهم حاكمهم الخاص من 37 حتى 4 ق م، وهو يهوديٌّ أدومي الأصل يدعى هيرودس. ورغم مشاريع هيرودس الكبير العمرانية العظيمة- بما فيها هيكل جديد في أورشليم- فقد كرهه اليهود، وهو يُذكر عموماً بطغيانه وقسوته. تلك كانت خلفية ولادة يسوع. ويدون لوقا حقيقة ولادته في زمن أوغسطس، الإمبراطور الروماني الأول. وقد خلفه طيباربوس عام 14م. وفِعلة هيرودس بقتل جميع الصبيان في بيت لحم تتوافق تماماً مع ما نعرفه عنه من التاريخ. ولما مات انقسمت مملكته بين ثلاثة من أبنائه. وقد ملك أحدهم بطريقة رديئة جداً حتى عزله الرومان وعينوا والياً على اليهودية. وقد كان بنطيوس بيلاطس الذي حكم بالموت على يسوع، والياً من 26 حتى 36 م. حاول المجلس اليهودي الأعلى، السنهدريم أو السنهدرين، أن يظل على وفاقٍ مع الرومان حفاظاً على مقامه الخاص. واستغل آخرون، كالعشارين (جباة الضرائب) المكروهين، الاحتلال الروماني ليملأوا جيوبهم. وكان كثيرون يتطلعون إلى اليوم الذي فيه يُنقذون ويُحررون. وشأنهم شأن سمعان الشيخ الذي كان في الهيكل لما جاء بيسوع الطفل أبواه، كانوا ينتظرن خلاص الشعب. فكان على يسوع أن يحذر المناداة به علناً أنه المسيا المحرر، لئلا يُثير آمال الشعب بأنه سيتزعم ثورةً على الرومان. وكانت روح المقاومة أقوى حالاً لدى الغيارى (مجموعة فدائية)، هذه الروح التي أفضت أخيراً إلى أحداث الحرب اليهودية الرهيبة وخراب أورشليم سنة 70 م. ولكن زمن خراب الهيكل اليهودي وتبديد العبرانيين كان أيضاً زمن بداءةٍ جديدة. فبعد موت الرب يسوع وقيامته، اتضح لأتباعه أن مملكته الروحية الجديدة ليست لليهود وحدهم بل لجميع المؤمنين به. وكان ذلك فرصةً لبداءةٍ جديدة كلياً لجميع الذين يستفيدون من الوعود المعطاة لإبراهيم والمؤسسة على الإيمان. وتضمن ذلك التحرير من الخطية والذنب والناموسية التافهة التي بُنيت على الشريعة اليهودية. فاليهودي والأممي (غير اليهودي) على السواء يمكن أن يبدأا حياة جديدة مملوءة بروح الله. وكان لدينامية هذه الرسالة أن تقلب الإمبراطورية الرومانية رأساً على عقب وتغير العالم. |
||||
19 - 02 - 2013, 05:00 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: [ت] موسوعة الكتاب المقدس
التبرير
لا يستطيع الإنسان أن يفعل شيئاً ليُصلح وضعه أمام الله (أي يتبرر). فإن الخطية تفصلنا عن الله القدوس. ومهما حاولنا أن نكون "صالحين" لا يمكننا أن نُفلت من قبضتها. فإذا كان للإنسان أن يتبرر أمام الله، لا يمكن أن يتم ذلك إلا بعملٍ من الله، أعني "بالنعمة". ذلك هو لبُّ عقيدة "التبرير". فإن الله يقبلنا أولاداً له إن نحن قبلنا موت المسيح على الصليب لأجلنا. فالمسيح كان بلا خطية، ولكن لأجلنا جعله الله يحمل وزر خطيتنا، لكي يتسنى لنا من طريق الإتحاد به أن نشترك في بر الله. فهو أخذ على نفسه حكم خطايانا لكي نُعفى نحن. والله الآن ينظر إلى المسيحي المؤمن باعتباره "في المسيح"- أي شخصاً جديداً مغفور الخطايا من جراء موت المسيح وقيامته، وقد وهِبَ أيضاً قوة ليُطيع الله. فالمؤمن إذاً قد "تبرر" (أي اعتُبر بريئاً وأُعلن كذلك) "بنعمة الله" (إحسانه إلى الإنسان بعكس ما يستحقه) على أساس موت المسيح وقيامته. ولا ينال الإنسان الصفح والصلح (التبرير) إلا بواسطة الإيمان. 2 كورنثوس 5: 21؛ رومية 3: 24؛ 5: 1، 9 |
||||
19 - 02 - 2013, 05:01 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: [ت] موسوعة الكتاب المقدس
التثنية
يتألف سفر التثنية من مجموعة خطابات ألقاها موسى على بني إسرائيل في سهول موآب قُبيل دخولهم أرض كنعان. يعني اسم السفر "تكرار الشريعة". لكنه في الواقع تلاوة جديدة للشرائع التي أعطاها الله في سيناء (والمدونة في الخروج واللاويين والعدد)، مع تطبيق هذه الشرائع على الحياة المستقرة في أرض كنعان. يستعيد موسى في سياق خطاباته أحداث الأربعين سنةً الماضية. وهو يعيد الوصايا العشر مشدِّداً عليها، ويُعين يشوع خلفاً له في قيادة بني إسرائيل. الموضوع الأساسي في التثنية هو أن الله قد أنقذ شعبه وباركه. فعليهم دائماً أن يذكروا ذلك وأن يحبوا الله ويطيعوه. وفي سفر التثنية وردت الكلمات التي دعاها الرب يسوع الوصية الأولى والعُظمى، وهي "تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك" (تثنية 6: 4 و5؛ متى 22: 37 و38). |
||||
19 - 02 - 2013, 05:03 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: [ت] موسوعة الكتاب المقدس
التجارة ومعاملاتها
بيع الأراضي: من أقدم الصفقات التجارية المدونة في التوراة شراء إبراهيم لحقلٍ ومغارة من عفرون الحثي. ومنذ استقر العبرانيون في كنعان أصبح شراء الأراضي وبيعها غير محبذ. فقد تمسك كل رجل بأرضه كأمانة وضعها الله في عهدته. فالأرض ليست للإنسان، وكل أسرة حصلت على قطعة أرض كميراثٍ خاص بها. لذلك وجب أن تظل الأرض جزءاً من ممتلكات الأسرة. التجارة المحلية:وبالتالي، جرى العمل بقوانين تتعلق "بفكاك" الأرض، قضت بأنه إذا افتقر أحدٌ بحيث اضطر إلى بيع أرضه فمن الواجب أن يشتريها أحد أقربائه الأدنَين. وكان هنالك أيضاً التشريع المتعلق بسنوات "اليوبيل"، وقد قضى بأنه كلما أتت السنة الخمسون يجب أن تعاد جميع الأراضي إلى مالكيها الأصليين. ولسنا نعلم إلى أي مدى وفي أية أزمنة من التاريخ طُبقت هذه القوانين فعلاً. ولكن من المؤكد أن هذا القانون لم يطبق في زمن الملوك. فإن أخآب الملك دبر مقتل نابوت، أحد رعاياه، ليستولي على كرمٍ كان له. وكان الأغنياء يشترون أراضي الفقراء الذين لم يكونوا قادرين على سد ديونهم. وقد درجت عادات قديمة في مجال شراء الأراضي. وفي سفر راعوث أن البائع يخلع نعله ويعطيه للشاري (مزمور 60: 8). وربما كان في ذلك رمزٌ إلى الامتلاك بوضع القدم في الأرض. ولما اشترى إرميا حقلاً، عُمِل صك ملكية وحُفِظت نسخة منه في إناء من خزف (ليكون في مأمن). تكوين 23؛ لاويين 25: 8- 34؛ 1 ملوك 21: 1- 16؛ أشعياء 5: 8؛ راعوث 4: 7 و8؛ إرميا 23: 6- 15. كان فلاحو العبرانيين فقراء. وقد أنتجوا على العموم ما يكفي لتلبية حاجات أُسرهم فقط، وكانوا يحتاجون إلى أشياء قليلة لم يكونوا يستطيعون صنعها بأنفسهم فضلاً عن الخزف والأدوات المعدنية والأسلحة. وكان السفر والانتقال صعبين. فقد استعملت الحمير لنقل الأحمال وكانت العربات صغيرة- إن وجدت. ولذا ظلت التجارة المحلية بسيطةً زمناً طويلاً على الأرجح. ولكن ساحات الأسواق تطورت بالتدريج حول أبواب المدن أو في مداخلها. فهنالك بيعت المنتوجات الزراعية والغنم والمعزى. وهُناك عرض الحدادون والخزافون مصنوعاتهم، وأقام التجار الأجنبيون منصات البيع. التجارة الدولية:أدت إلى انهماك العبرانيين في التجارة الدولية، ولا سيما في أيام الملوك، ثلاثة عوامل: الطرق التجارية البرية:الأول كان ازدهار "الصناعات" التي تحتاج إلى مواد أولية مستوردة. وأهم هذه صناعة الثياب وشغل المعادن. والثاني كان استيلاء العبرانيين على أراضٍ جديدة واقعة على طرق التجارة الدولية. والثالث كان اهتمام الملوك أنفسهم باصطناع الثروة وشراء البضائع الثمينة الفاخرة. وربما كانت حقيقة كون التجار يُعرفون بين العامة باسم "الكنعانيين" تعكس لنا انزواء العبرانيين زمناً طويلاً في الجبال وعدم انهماكهم في التجارة مع الخارج. ويتحدث النبي أشعياء عن صور التي منها تجار مكرمون في الأرض (23: 8). ولكن هوشع يعلن قائلاً: "مثل الكنعاني في يده موازين الغش، يحب أن يظلم" (12: 7). تقع فلسطين عند ملتقى آسيا الصغرى (تركيا وسورية) ومصر والعربية. وقد استغل العبرانيون هذا الواقع، وإن كان رجال البدو في الصحراء هم الذين كانوا يحملون البضائع على قوافل الجِمال. الطرق التجارية البحرية:وكان التجار يسافرون من آسيا الصغرى عبر جبال طوروس، غربي الصحراء السورية، مروراً بحلب وحماة ودمشق، إلى فلسطين. ومن بلاد ما بين النهرين كانوا يسلكون طريقاً في شمال الصحراء السورية مروراً بحاران وحلب، ثم جنوباً إلى فلسطين. ومن العربية يسيرون بمحاذاة شاطئ البحر الأحمر فالعقبة، ثم يتجهون إما شمالاً إلى دمشق مروراً بموآب وجلعاد إلى الشمال الغربي من أورشليم، وإما غرباً إلى مرفإ غزة. سيطر الفينيقيون على الملاحة حتى زمن الرومان. وقد أبحر الفينيقيون إلى غرب المتوسط حتى وصلوا ربما إلى بريطانيا، ونشّطوا خطّاً ساحليّاً من لبنان إلى مصر، متوقفين في مواضع مثل أوغاريت وجبيل وصيدون وصور وعكا وقيصرية ويافا والموانئ الواقعة على الساحل الفلسطيني. ومع مرور الزمن، أُنشئت الأرصفة والعنابر ووسِّعت. وقد وُجد أيضاً خطٌّ عبر البحر الأحمر وساحل إفريقيا الشرقي، إلا أن التجارة على هذا الخط كانت تفور ثم تغور. مشروعات ملكية:عقد بعض ملوك إسرائيل تحالفات مع البلدان المجاورة، ولا سيما صور. وربما تم ذلك بقصد إنعاش التجارة وتوفير السلم معاً. فكانت صور آنذاك قد أصبحت أعظم قوة بحرية في المتوسط، ولها مستعمرات وموانئ على سواحله. في أزمنة العهد الجديد:يبدو أن سليمان عمل كوسيط بين بلدان شتّى. والظاهر أنه استورد الخيول من كيليكياً والمركبات من مصر ثم صدرها جميعاً إلى سورية. ولما زارت ملكة سبأ سليمان. ربما كانت مشاركةً في وفد تجاري من جنوب العربية (حيث كان يُنتج اللُّبان). ولما حصن سليمان تدمر، ربما كان ذلك لتسهيل عبور التجار في الصحراء السورية. وقد طلب سليمان مساعدة الفينيقيين لبناء السفن في عصيون جابر، عند رأس خليج العقبة. وبعد تزويد الأسطول بالرجال، أبحر إلى "أُوفير" (ربما على ساحل أفريقيا الشمالي الغربي). وفي ما بعد حاول يهوشافاط ملك يهوذا إحياء هذا الأسطول التجاري بالاشتراك مع ملكي إسرائيل وصور، إلا أن السفن تحطمت في عاصفة شديدة. ويبدو أن الملوك درجوا على محاولة تأمين حقهم في فتح أسواق لهم في البلدان الأجنبية لبيع منتوجاتهم الخاصة. فقد كان لأخآب الملك هذا الحق في دمشق. ازدهرت الأمة في أيام بعض الملوك وتدفقت الثروات إلى داخل البلد. لكن الأنبياء نظروا إلى هذا الوضع نظرة عدم رضى شديد. فالرخاء مجلبةٌ للتباهي والفساد والدين والاستعباد. وبينما الأغنياء يزدادون غنى، أخذ الفقراء يزدادون فقراً. وما هو أسوأ من هذا أن الواردات لم تقتصر على البضائع المادية بل تعدتها إلى الديانات الأجنبية أيضاً. حزقيال 27؛ 1 ملوك 5؛ 9: 11؛ 10: 28 و29؛ 2 أخبار 9: 28؛ 1 ملوك 10: 1- 13؛ 2 أخبار 20: 35- 37؛ 1 ملوك 22: 48 و49؛ 20: 34. يسَّر "السلام الروماني" سبل التجارة، وخصوصاً بعد تطهير بومبي للبحار من القراصنة. وفي فلسطين كانت مهنة التاجر تُحترم كثيراً، وقد تعاطى التجارة حتى الكهنة، وتزايدت الواردات والصادرات. الدفع:سيطر الأنباط على طرق التجارة البرية. وكان عاصمة هؤلاء هي البترا (في الأردن اليوم). وقد كانت قوافل الجمال طويلة في الغالب، فتعرضت دائماً لخطر اللصوص. ويبدو أن هذا الواقع ساد خصوصاً المنطقة المحيطة بأورشليم، مع أن الملك هيرودس اتخذ إجراءاتٍ للحد منه. وتبين الوثائق أنه على رغم موقع أورشليم النائي بين الجبال، كانت تُباع فيها صنوفٌ من البضائع الفاخرة لا تقل عن 118 صنفاً متنوعاً. وكان فيها سبع أسواق مختلفة. وقد دفع عارضو البضاعة في السوق ضرائب باهظة، وكانت الأسعار غالية. ونشطت تجارةٌ قوية بالبضائع المطلوبة للعبادة في الهيكل، ولا سيما الحيوانات المعدة للذبائح. وقد اعترض المسيح دون ممارسة هذه التجارة في دار الهيكل الخارجية- وهو المكان الوحيد الذي كان يُسمح بدخول غير اليهود إليه. وربما كان الهيكل أهم عامل من عوامل التجارة في أورشليم. فقد كان على كل يهودي أن يؤدي مبلغاً لخزينة الهيكل، الأمر الذي ساهم، ولا شك، في دفع أثمان الواردات. وقد وضع الرابيون اليهود (معلمو الدين عندهم) قوانين صارمة لعقد الصفقات التجارية، وكان عندهم مراقبون في السوق للتثبت من العمل بها. وكان واجباً أن تُنظَّف المعايير والأوزان بصورة منتظمة. وتمتع المشترون بحق رفع الشكاوى. ولم تكن أية فوائد تُفرض على المواطنين اليهود، فيما كان ممكناً رهن الممتلكات الشخصية لضمان وفاء القروض. ولكن لم يكن مسموحاً بيع الأشياء الضرورية، كالعبادة والمحراث وحجر الطحن، إذا تعذر على المقترض سد الدين. هذه القوانين لها جذورها في شريعة العهد القديم، ولكن معاصري المسيح شددوا عليها بطريقة خاصة. لوقا 10: 30- 37؛ لاويين 19: 35 و36؛ تثنية 25: 13- 16 كانت التجارة تتم في الأزمنة القديمة بالمقايضة أو المبادلة. والكلمة المستعملة أصلاً في تكوين 33: 19 ويشوع 24: 32 ("قسيطة") تعني حرفياً "رأس ماشية". فلا شك أن تسعير البضاعة كان يتم أساساً وفقاً لما تساويه من المواشي. وسرعان ما جرى استعمال الذهب والفضة لهذه الغاية، ولكن قطع النقد لم تستعمل قبل القرن السابع ق م. والشاقل كان وزنة معينة من الذهب أو الفضة قبل أن يصير قطعة نقد. وهكذا استلزمت التجارة حمل كميات كبيرة من المعادن، وكان وزن القوالب وفحصها ضرورياً عند التجار. وليس لدينا دليل يثبت وجود مصارف عند العبرانيين قبل زمن السبي، مع أنها كانت موجودة فعلاً في ما بين النهرين. التجربة:ولما جاء القرن الأول للميلاد كانت تتداول عملة محلية ونشط العمل المصرفي النظامي. وقد استدعت المتاجرة بين البلدان ذات العملات المختلفة رواج خدمات الصيارفة. يسمح الله بتجريب أولاده أو امتحانهم. وامتحان كهذا يُظهر قيمة محبتهم له. وكل امتحانٍ يفوزون به يقويهم ويدفعهم إلى الأمام. والكلمة "تجربة" تستعمل غالباً للإشارة إلى نشاط الشيطان في السعي إلى حمل الناس على ارتكاب الخطية. وأظهرُ مثلٍ على ذلك تجربة المسيح. والمثل الأقدم على ذلك هو ما جرى لآدم وحواء. فقد جرت الحية المرأة تدريجياً إلى الشك والارتياب في مشيئة الله. ومن ثم رأت المرأة الثمرة، وأدركت قيمتها، ورغبت فيها، وتبين لها ما قد تحمله إليها، فأخذت منها في الأخير. يُطلب من المسيحيين المؤمنين أن يكونوا على أهبة الاستعداد للصمود في وجه التجربة. ولهم أيضاً وعد الله بأنه لن يدعهم يُجربون فوق طاقتهم. وهو تعالى يمدنا بالقوة للاحتمال. راجع أيضاً الشيطان، الخطية. تكوين 3؛ خروج 20: 20؛ تثنية 8: 1- 6؛ متى 4؛ 6: 13؛ 1 كورنثوس 10: 11- 13؛ أفسس 6: 10- 18؛ عبرانيين 2: 18؛ يعقوب 1: 12- 16؛ 1 بطرس 1: 6- 9؛ 4: 12- 19 |
||||
19 - 02 - 2013, 05:04 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: [ت] موسوعة الكتاب المقدس
التجلّي
وقعت حادثة التجلي عند نقطة تحولٍ في حياة ربنا يسوع. فإن بطرس كان قد اعترف تواً بأن يسوع هو المسيح، ومضى الرب يعلم تلاميذه ما يتعلق بموته وقيامته. ثم صعد المسيح إلى جبلٍ عالٍ (يُظنُّ أنه حرمون بحسب التقليد) مع بطرس ويعقوب ويوحنا. وهناك شاهدوا المسيح متجلياً بمجدٍ سماوي، وظهر إيليا وموسى وتحدثا معه. وصار في ختام هذا الحدث صوتٌ من السماء، شبيهٌ بالذي صار عند معمودية المسيح، قال: "هذا هو ابني الحبيب، له اسمعوا". مثل موسى وإيليا جُزأي العهد القديم الرئيسيين، أي الناموس والأنبياء. وقد برهن حضورهما أن كل شيء قد تم في المسيح. وأراد بطرس نصب خيام لجعل هذا الاختبار يستمر. ولكن هذا لم يكن المقصود بالحادثة. فإن التجلي أيد السبيل الذي اختاره المسيح. وقد أشار إلى المجد الذي سيكون له ذات يوم. ولكن قبل ذلك لم يكن بُدٌّ من أن يموت على الصليب. ذلك كان موضوع المحادثة مع موسى وإيليا: "خروج" المسيح. غير أن التلاميذ لم يفهموا ذلك إلا بعد القيامة. متى 17: 1_ 8؛ مرقس 9: 2- 8؛ لوقا 9: 28- 36 |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
موسوعة الكتاب المقدس الإصدار الرابع أكبر موسوعة عربية مسيحية |
موسوعة الكتاب المقدس الإصدار الرابع أكبر موسوعة عربية مسيحية |
[ن] موسوعة الكتاب المقدس |
[ح] موسوعة الكتاب المقدس |
[ج] موسوعة الكتاب المقدس |