رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إرميا
عاش النبي إرميا بعد أشعياء بنحو مئة سنة. وقد دُعي ليكون نبياً لله عام 627 ق م ومات بعد 587ق م بزمن. بينما كان إرميا يدون نبوءاته، كانت أشور- الإمبراطورية العظيمة والقوية في الشمال- قد أخذت تنهار، ولاح خطرٌ جديد على مملكة يهوذا من جهة بابل. ظل إرميا أربعين سنة يُنذر الشعب بدينونة الله الآتي عليهم من جراء خطاياهم ولا سيما عبادة الأوثان. وأخيراً تم كلامه. ففي 587 ق م جاء الجيش البابلي، وعلى رأسه نبوخذنصر، فخرّب أورشليم وهيكلها. وسبى نبوخذنصر الشعب. أما إرميا بالذات فقد رفض عرضاً بأن يعيش حياة مرفَّهة في البلاط البابليّ. اضطّرَّ إلى قضاء أيامه الأخيرة في مصر. إن سفر إرميا غير مرتّب وفقاً لتسلسل الأحداث تاريخياً. فهو يُستهلُّ بوصفٍ لدعوة إرميا إلى النبوّة. وتتألف الأصحاحات الخمسة والعشرون الأولى من رسالاتٍ بلغها الله ليهوذا خلال عهود أخر الملوك- يوشيا ويهوآحاز ويهوياقيم ويهوياكين وصدقيّا. أما الأصحاحات 26- 45 فقوامها أحداثٌ في حياة إرميا، ونبوءات إضافية. والأصحاحات 46- 51 تدون رسالات الله إلى بضع أممٍ أجنبية. والأصحاحات الختامية تصف سقوط أورشليم والسبي إلى بابل. لم يكن أرميا شعبياً كثيراً. فقد عُدَّ خائناً لأنه ناشد شعبه أن يستسلموا لبابل. لكنه أحب شعبه وشق عليهم أن ينبئهم بالدينونة. وكان قليل الثقة بالذات، إلا أنه ما لطف قطُّ الرسالة التي أعطاه الله. ومع أنه يُذكرك كمثال على التشاؤم، فقد أتى أيضاً بالرجاء: إذ وعد بأن الله سيعيد شعبه إلى أرضهم بعد زمن السبي القاتم. ويحتوي السفر على غير نوعٍ من الكتابة. ففيه بعض الشعر، وبعض النثر، وأمثال ممثلة، وتاريخ، وسيرةٌ ذاتية. |
|