|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
فالله الآن يأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا متغاضياً عن أزمنة الجهل ( أع 17: 30 ) قابلت مرة طالباً قال لي إنه من المبكر جداً أن يرجع إلى الرب، كان يريد أن يصرف وقتاً أطول ليمتع نفسه بملذات العالم، واستطرد يقول: إن اللص على الصليب قد خلص لكن بعد أن فعل كل ما أراد، ولم يتب إلا في اللحظة الأخيرة، لكن من جهتي فأنا غض. قلت له: حسناً، فماذا تريد أن تفعل؟ قال: أن أنتظر أربعين سنة أخرى أتنعم بالحياة، ثم بعد ذلك أتوب. قلت له: دعنا نصلي. أجاب: كلا، لا أستطيع أن أصلي قلت له: بل تستطيع أن تصلي وتُخبر الرب بكل ما قلته لي الآن، فهو صديق الخطاة غير التائبين نظيرك. أجاب: كلا، لا أقدر أن أقول ذلك له. قلت: ولِمَ لا؟ قال: لا أقدر. أجبته: من الخير لك أن تكون صادقاً مع نفسك، ومهما كان في قلبك، تعال أخبره به وهو سيساعدك. وأخيراً صلى الشاب، وأخبر الرب أنه لم يكن يريد أن يتوب أو يخلص، لكنه عرف أنه محتاج إلى المخلص، ثم صرخ إلى الرب طالباً معونته، وقاده الرب للتوبة وقام من الصلاة إنساناً مخلَّصاً. في السنوات الأولى من القرن التاسع عشر، كانت تعيش في انجلترا إمرأة كان أبواها كلاهما مؤمنين، وظل أبواها سنين عديدة يطلبان لها الخلاص، كانت المرأة تنتقل من مكان إلى مكان تستمع إلى هذا الواعظ وذاك، وكانت تتردد على الكنائس والاجتماعات بحثاً عن الخلاص لكن بلا جدوى، ويوماً ما دخلت إلى اجتماع صغير وكان اليأس قد استبد بها، وأخذت مكانها في مؤخرة الاجتماع، كان المتكلم شيخاً متقدماً في الأيام، وفجأة، في منتصف العظة، توقف عن الكلام وأشار بيده إلى السيدة وهو يقول: أنتِ يا سيدتي التي تجلسين في الخلف، في استطاعتك أن تخلصي الآن، لست بحاجة أن تفعلي شيئاً. وفي الحال أضاء النور في قلبها وغمرها السلام والفرح، ورجعت، شارلوت إليوت إلى بيتها وكتبت الترنيمة المشهورة التي تقول: كما أنا وليس لي عذر لديك ووعدك القائل أن آتي إليك إلا الدم المسفوك عني من يديك آتي أنا يا حَمَل الله الوديع وإننا نتجاسر أن نقول اليوم لكل إنسان إنه يستطيع أن يأتي إلى الرب كما هو ويخلص. |
|