رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صوت الروح القدس The Holy Spirit Voice الأصوات في القيادة بالروح ثالثا: صوت الروح القدس "وبينما بطرس متفكر في الرؤيا قال له الروح القدس هو ذا ثلثة رجال يطلبونك" (أعمال 19:10). إن الله يقودنا من خلال الصوت الخافت. ولكنه يقودنا أيضا من خلال صوت روح الله الذي يتكلم إلينا. وهذه هي الطريقة الثالثة التي يقودنا بها الروح. فالطريقة الأولى هي الشهادة الداخلية، والثانية هي ذلك الصوت الخافت. أما الطريقة الثالثة فهي عن طريق صوت الروح القدس الذي هو أكثر سلطانا وقوة. هناك إختلافا واضحا بين صوت الروح القدس الذي يتكلم لأرواحنا وبين صوت أرواحنا الخافت الذي يتكلم إلينا. فعندما يتكلم الروح القدس داخلك، فإن ذلك الصوت يكون أكثر سلطانا وقوة. وقد يحدث أحيانا أنك تسمع صوتا واضحا جدا لدرجة أنك تلتفت حولك لترى من يتكلم. إن الصوت قد يكون مسموعا حتى تظن أن شخصا ما خلفك يقول لك شيئا وسرعان ما تدرك أن هذا الصوت هو بداخلك. تذكر صموئيل في العهد القديم، ذلك الولد الصغير الذي سمع صوتا يناديه قائلا: "صموئيل، صموئيل"؟ لقد ظنّ أن عالي الكاهن يناديه. فركض إليه ليعرف ماذا يريد. فقال عالي: "كلا، إنني لم أناديك". فرجع صموئيل إلى مضجعه. ثم سمع الصوت مرة ثانية يقول له: "صموئيل، صموئيل". فركض ثانية إلى عالي فقال له ما قاله في المرة الأولى. وهكذا تكرر نفس الأمر للمرة الثالثة. وأخيرا فهم عالي ما كان يحدث فقال: "إذا دعاك الرب ثانية فجاوبه". فلما عاد الرب وكلمه. أجاب صموئيل ذلك الصوت، فتكلم له الله عن أمور أخرى بأكثر تفصيلا (1 صموئيل 3). إن كل الطرق التي يقودنا الله بها هي طرق خارقة للطبيعة؛ رغم أن البعض منها ليس منظورا. منذ أكثر من خمسين عاماً في الخدمة اكتشف أن الله عندما كان يتحرك بطريقة منظورة - وعندما كان يتكلم إليّ بصوت مسموع - فإن هذا كان يعني أن هناك زوبعة قادمة. ولكن لو أنه لا يتكلم إليّ في مثل هذه الظروف بطريقة منظورة لكانت حياتي قد تزعزعت. وبالنسبة إلى الكنيسة الأخيرة التي كنت راعيا لها - على سبيل المثال - فقد سمعت أن الإبراشية كانت مفتوحة، فرتبت أن أعظ هناك أحد أيام الأربعاء مساءا. وقبل أن أذهب هناك للوعظ بقترة من الوقت، قمت بنهضة في المدينة "هيوستون" لمدة ثلثة أسابيع. وفي أثناء تلك النهضة، كنت أجتمع كل يوم في الكنيسة مع الراعي وأخوه (الذي كان واعظا)، للصلاة من أجل خدمات المساء. وكان كل منهما يسألني قائلاً: "ألم تُصلّ بعد من أجل الكنيسة؟" وأخيراً، صليت من أجل هذا الأمر. قلت للرب: "سأذهب إلى تلك الكنيسة في الإثنين القادم وسأعظ يوم الأربعاء. لا أعرف إن كنت تريدني أن أخدم هناك أم لا. لا أعرف إن كنت أريد أن أكون لها راعيا أم لا. ولكنني سأفعل ما يحسن في عيننك". هذا كل ما قلته. ثم سمعا صوتا يتكلم بكل وضوح، قفزت، ونظرت خلفي. ظننت حقاً أن أحد الوعاظ كان قد سمعني وأنا أصلي تلك الصلاة فقصد أن يمزح معي. لأن هذا الصوت كان واضحاً ومسموعاً جداً بالنسبة لي. قال هذا الصوت: "أنت ثاني راعي لتلك الكنيسة. وهذه ستكون آخر كنيسة تقوم برعايتها". (تستطيع أن تترجم تلك العبارة بمختلف الطرق! فقد تعطي فرصة لإبليس أن يقول لك سوف تموت، أو أنك ستُهزم. ولكن في الحقيقة كان المقصود من ذلك هو أن خدمتي ستتغير إلى حقل ومجال أوسع). وفي هذا الوقت وصل كل من الراعي وأخوه، وسألاني مرة أخرى كعادتهما: "ألم تُصلّ بعد أجل الكنيسة"؟ قلت: "هل ترقبان وتنتظران الراعي الآتي للكنيسة"؟ "آه، لو كنت تعرف تلك الكنيسة كما نعرفها نحن. لما كنت تقول هذا. فالكنيسة منقسمة إلى قسمين: قسم يؤيد والآخر يرفض. وأي راع سوف ينتخب من ثلثي الكنيسة فقط. وسنكون أمناء معك إذا قلنا أن الكنيسة لن تنتخبك راعياً لها". "لا أعلم أي شيء عن هذا، ولكنني أعلم أنني سأكون الراعي التالي لها". "حسناً، أنت لا تعرف الكنيسة كما نعرفها نحن". قلت: "كلا. ولكنني أعرف يسوع، وأعرف روح الله. وأعرف ما قاله لي". وبعدما وعظت للمرة الأولى، عرفت لماذا كان يتحرك الله بطريقة منظوره. كانت كل كلمة أقولها ترجم إليّ مرة أخرى، بالضبط كما ترجع كرة المطاط ثانية إلى الحائط. كان الوضع صعباً للغاية. ظننت أنني سأعظ ليلة واحدة، ولكنهم رتبوا لي أن أعظ لعدة ليال. في كل ليلة كنت أنتقل أنا وزوجتي وأطفالي إلى مكان مختلف للمبيت. : كنّا نقضي ليلة في منزل أحد الشمامسة: "ثم نذهب إلى منزل شماس آخر في الليلة التالية وهكذا. قال لنا أحد الشمامسة: "إذا مكثتم معي كل الوقت، فإن الآخرين يغارون ويظنون أنني في صفك، فيمتنعون عن انتخابك". تركنا كل ممتلكاتنا في السيارة. وكنّا نُخرج كل ليلة ما يكفينا لليوم التالي. كل يوم وأنا أستيقظ من الفراش كنت أقول لزوجتي: "لو لم يكن الله قد تكلم إليّ بطريقة واضحة ومسموعة، ولكنت أخذتك وأطفالي، وركبنا السيارة، وتركنا المكان دون أن أقول كلمة لأي شخص". بحسب الجسد كنت أريد أن أترك المكان.. وبحسب ذهني وفكري كنت أريد كذلك أن أترك المكان.. ولكن روحي كانت تقويني لأنني سمعت الله يتكلم إليّ بوضوح. قاموا بالإنتخاب، وحصلت على كل الأصوات. قال لي الجميع: "هذه هي أعظم معجزة في العصر - وهو أن يحصل أحد على هذا النوع من التصويت من هذه الكنيسة". كنت أعلم كل الوقت إنني سأحصل على التصويت. لأن روح الله قال لي ذلك. الحكم بالكلمة "إمتحنوا كل شيء…" (1 تسالونكي 21:5). تذكّر دائما أن تعليم الكتاب المقدس يقول أن روح الله وكلمة الله دائما في توافق. فكل ما يتكلم به روح الله إليك، دائما سيكون في توافق مع كلمته. فالناس قد سمعوا "أصواتا" وحصلوا على كل أنواع "الرؤى". لك أن تتخيل. فإن بعضا من الناس يدعون أنهم يسمعون صوتا. يمكنك، بل يجب عليك أن تحكم على هذه الأمور. فأنت تستطيع أن تحكم على مدى صحة الإختبارات الروحية وذلك في ضوء كلمة الله. منذ عدة سنوات كنا ـعظ في "كاليفورنيا"، وذلك عندما دعتني سيدة ما أنا وراعي الكنيسة وزوجته إلى منزلها للعشاء. وعندما ذهبنا إلى هناك قالت: "يا أخ هيجين، أريد أن أخبرك عن رؤيتي - أو ما أعلنا لي الرب". وقبل أن تفتح فمها لتتكلم، شعرت بشهادة روحي الداخلية أن هناك أمرا غير صحيحا. ولكن تحت إلحاحها وإصرارها وافقت أن أستمع إليها. لقد دعتنا إلى منزلها الجميل العشاء والآن ها هي تريد أن تعطي لنا "إعلانها" الخاص. بدأت تحكي الأمر كله واستمرت في الحديث لمدة عشر دقائق حتى أوقفتها لأنني لم أستطع أن أحتمل أكثر من هذا. قلت لها: "دقيقة من فضلك. ها هو الكتاب المقدس على المائدة بجانب المقعد، خذيه". ثم أعطيتها إصحاحا وآية من العهد الجديد وقلت لها أن تقرأها. قرأتها. ثم أعطيتها آية أخرى من الإنجيل وقرأتها. ثم أشرت لها إلى بضعة آيات أخرى. وكانت كل هذه الآيات التي قرأتها تتناقض وما كانت تقوله. قلت لها: "أنظري، إنني لا أستطيع إذا أن أقبل ما تقولينه. لأنه لا يتوافق مع الكلمات الكتاب. وبالتالي فإن هذا لا يمكن أن يكون روح الله". "ولكن، يا أخ هيجين، لقد رأيت هذا الإعلان وأنا أصلي على المنبر". قلت: "لا يهم، حتى ولو كنت تلين من على قبة الكنيسة. فإن هذا الأمر لا يزال غير صحيحا. لأنه لا يتوافق مع كلمة الله". "نعم، ولكنني أعلم أن الله أعطاني هذا". قلت: "كلا، إنه لم يُعطك. هذه هي كلمة الله، وما تقولينه أنت إنما يتعارض تعارضا شديدا مع تلك الكلمة. فهل تستطيعين إيجاد آية تساند وتعضد ما تقولينه"؟ فقالت: "كلا، ولكنني أعلم إنني سمعت هذا الصوت يتحدث إليّ". قلت لها: "لقد أعطيتك خمسة آيات، وبشيء من التفكير أستطيع أن أقدم لك عشرين آية أخرى تتعارض لما تقولينه". قالت: "حسنا، سواء كانت هذه هي كلمات الإنجيل أو لم تكن، فأنا أعلم أن الله قد تكلّم إليّ وسوف أتمسك بما قاله". وعندما غادرنا المكان قال لي الراعي: "لم أرد أن أقول لك شيئاً عن هذه السيدة من قبل، ولكن كانت هذه السيدة قديسة تقية لله، مشتعلة بالنار للرب. كانت بركة لكل الكنيسة. ولكنها طردت أخيرا من كنيسة خمسينية بالمدينة بسبب إصرارها في إقناع كل شخص بتلك الرؤية" نحن لا نبحث عن أصوات. ويجب أن لا نتبع أصوات. بل يجب علينا هو أن نتبع كلمة الله. كنت أعظ في أحد الإجتماعات بولاية "أريجون" في صيف 1954. وبعد الإنتهاء من إحدى الخدمات الأولى، كنت أضع يديّ على أولئك الواقفين في صف طويل للصلاة. وقبل البدء في الصلاة، كنت أسال كل واحد منهم على حدة عن السبب الذي من أجله تقدم إلى الأمام. ثم جاء الدور على سيدة كان زوجها يسندها بين ذراعيه فقال: "لقد جئنا من أجل شفاء زوجتي". وقال لي أنها تعاني من إضطراب في الذهب. لم أكن أعرف أن هذه السيدة كانت مدرسة سابقة من مدرسي مدارس الأحد بهذه الكنيسة، وأن زوجها كان شماسا بالكنيسة. ولكن عندما وضعت يديّ علينها، عرفت كل شيء عن تلك السيدة في برهة من الوقت كما تظهر الصورة على شاشة التليفزيون، وذلك عن طريق الموهبة الروحية التي تسمى بكلام العلم (1 كورنثوس 8:12). رأيت هذه السيدة في خيمة كبيرة للإجتماعات بإحدى مدن "أويجون" الكبيرة. ورأيتها وهي تجلس وسط الآلاف من الناس. لقد سمعت المبشر وهو يقول كيف تكلّم الله إليه بصوت مسموع ودعاه إلى الخدمة. إنني لا أشك في هذا. ولكن هذه السيدة لم تدرك، كيف أن هذا المبشر لم يسأل الله أن يتحدث إليه بهذه الطريقة. إن الله فعل هذا الأمر من تلقاء ذاته. ليس لنا الحق في أن نسأل الله ليكلمنا بصوت مسموع. فإذا كان الله قد قال لنا ذلك بصراحة في كلمته، لكان من حقنا جميعاً أن نطلب هذا. ولكن هذا المبشر لم يتوقع قط أن يتكلم الله إليه بهذه الطريقة - ولكن إن أراد الله أن يفعل ذلك، فهو يستطيع، وقد رأى أن ذلك مناسباً في هذه الحالة. كان هذب هذه السيدة صحيحا حتى سمعت ما قاله هذا المبشر. ولكن منذ أن بدأت تطلب من الله أن يتكلم إليها بصوت مسموع، بدأ الشيطان يتدخل. بدأت تسمع أصواتاً، دفعتها للجنون. وها هي الآن على وشك أن تأخذ ثانية لمستشفى الأمراض العقلية. لقد رأيت هذا أيضا بالروح: أن زوجها أخذها إلى نفس المبشر لتحريرها. ولكنها لم تحصل على أي تحرير. وها هو زوجها يلوم المبشر. ثم أخذها زوجها إلى مبشر آخر في منصب قيادي. ولكنها لم تتحرر، فغضب الزوج من هذا المبشر أيضاً. فعرفت أنا لن تتحرر بوضع يديّ عليها، ومن ثم سيغضب زوجها مني أنا أيضاً. فرفعت يدي مِن عليها. قلت للرجل: "خذ زوجتك إلى مكتب الراعي، وانتظر هناك. وسأتكلم معك بعدما انتهينا من صلاة الشفاء، ذهبت أنا والراعي إلى حجرة المكتب معاً. قلت لهما: "قبل كل شيء، إنني لم أت إلى "أوريجون" من قبل، ولم أر أيا منكما قبلاً. ولا أعرف ما إذا كان الراعي يعرفكما أم لا". قال الراعي: "إن هذا الزوج هو أحد الشمامسة بالكنيسة". قلت: "حسناً، إن الراعي سيقول لكما أنه لم يخبرني بشيء". ثم أخبرتهما بكل ما رأيته. قلت: "والآن، سأقول ل لماذا لم أصل لزوجتك. لأنها تريد أن تسمع هذه الأصوات". ثم قلت: "إنها ليست مصابة في ذهنها بالدرجة التي بها لا تستطيع فهم ما أقوله". فتكلمت الزوجة قائلاة: "إنني أعلم بالضبط كل ما تقوله". فقلت: "أيها الأخت، لن تتحرري أبداً إلا أردتِ أنت أن تتحررين. فكلما أردتِ الحياة بهذه الطريقة، وكلما إزداد إصرارك على سماع تلك الأصوات، فلسوف تسمعينها دائما". قالت: "إنني أريد سماع تلك الأصوات". طالما أراد الخاطئ أن يحيا في الخطية، فسيتركه الله هكذا. ولكنه إذا أراد أن يتغير، فسوف يتقابل الله معه ويُحرره. ورغم أن الشخص قد يكون مؤمنا، إلا أن هذا لا يعني أنه يفقد حريته ويكون بلا إرادة، فهو ليس إنساناً آلياً يدفعه الله بزرٍ فيفعل كل ما يريده الله منه بطريقة أوتوماتيكية. فإن الإنسان لا يزال له مطلق الحرية. فكلما أراد الأشياء أن تبقى كما هي، فسيستمر طل شيء على حاله. ولكنه إذا أراد التعاون مع الله، فإن الله سيساعده حتماً. قالت السيدة: "هذه هي الطريقة التي لمستك فيها. ولهذا لم أصلِ لك. فطالما تريدين هذه الطريقة، فلسوف تستمرين هكذا". لا تبحث عن أصوات! "ربما تكون أنواع لغات هذا عددها في العالم وليس شيء بلا معنى" (1 كورنثوس 10:14). علينا أن لا تقبل أي شيء دون أن نختبره أو نمتحنه في ضوء كلمة الله. إنني سعيد إذ قد تعلمت بعض هذه الأشياء في وقت مبكر من حياتي. لقد ذكرت إنني حصلت على شفائي وأنا صبي صغير وذلك من خلال ما قمت به من أفعال بناء على مرقس 22:11-23. لقد وُلدت بقلب مريض مشوه. لم أجر أو ألعب قط كما يفعل سائر الأطفال. كنت كريح الفراش لمدة أربعة أشهر قبل أن أبلغ السادسة عشر من عمري. أصبح كل جسمي عاجزاً مشلولاً بالفعل. كنت في حالة يُرثى لها حتى أصبح وزني 89 رطلاً. وفي ذات يوم، سألت خامس طبيب عن حالتي قائلاً: "هل هناك شيئا ليس على ما يرام في نظري أم في دمي؟ فعندما أخذ "د. ماثيز" عينة دم من أصبعي، لم يكن لونه أحمر على الإطلاق". قال الطبيب: "سأخبرك بالحقيقة، يا ابني. وسوف أفسر لك الأمر بمصطلحات بسيطة. فإن خلايا الدم البيضاء تأكل خلايا الدم الحمراء بصورة أسرع مما يمكنك تكوينها، وبصورة أسرع حتى من تدخل الطب في الأمر. فإذا لم تكن تعاني من حالة القلب، وإذا لم تكن مصاباً بالعجز أو الشلل، فإن مرض الدم هذا وحده يكون كفيلاً بأن يقضي عليك". لم أكن أعرف شيئا عن الشفاء الإلهي. ولم أكن أعرف شخصاً واحداً في هذا العالم يؤمن بالشفاء الإلهي. وعندما اكتشفت هذا الحق في الكتاب المقدس، إعتقدت إنني اكتشفت شيئاً لم يعرفه أحد من قبل. فتصرفت من منطلق كلمة الله وحصلت على الشفاء. إن أفراد عائلتي من النوع الذي يُسمّى بالمسيحيين الشكليين. إنهم مؤمنين أطفال. لقد حصلوا على الخلاص، ولم يتعلموا ما هو أبعد من ذلك. كانوا يجهلون ما يتعلق بالشفاء في كلمة الله. (لقد علمتنا الكنيسة بأن الله يستطيع أن يشفي إذا أراد. وقد علمنا البعض الآخر بأنه لا يريد أن يشفي فحسب، بل إنه لا يستطيع أن يشفي). ولذلك فعندما بدأت ألاحظ أشياء محددة في الإنجيل، وبدأت أتحدث بها لعائلتي، حاولوا إثباط عزيمتي. فتملكني شعوراً قوياً بأن أقضي وقتاً مع الإنجيل وأن أحتفظ بهذه الأمور لنفسي. لم يكن هناك أحد في الحجرة عندما حصلت على شفائي. لقد وقفت وبدأت أسير في الحجرة لمدة يومين قبل أن أخبر أمي. قلت لها: "من فضلك إحضري لي ثياباً، (لم أستهلك أي شيء منذ ستة عشراً سوى ملابس النوم). فإنني سوف أقوم لأتناول طعام الإفطار على المائدة هذا الصباح. "آه، يا ابني، هل تعلم ما تفعل"؟ مضى من الوقت خمسة وأربعون دقيقة وأنا أحاول جاهداً إقناع أمي لتحضر لي الملابس. كنا نسكن مع جدي وجدتي. وقد أخبرت أمي أن لا تخبر باقي أفراد العائلة. إستيقظ جدي مبكراً وجلس على الأرجيحة بالخارج. ثم توجه إلى حجرة الطعام في مؤخرة المنزل، كان ذلك في الساعة السابعة والنصف صباحاً. فحياة جدي تسير وفقاً لجدول منظم دقيق للغاية. كانت حجرة نومي نقع في مقدمة المنزل. وفي السابعة والنصف صباحاً من شهر أغسطس، سمعت صوت حركة تلك الأرجيحة. سمعت خُطى أقدامه وهو يسير متجهاً إلى مؤخرة المنزل. كنت في ذلك الوقت مرتدياً ملابسي، وجالساً على مقعد بحجرتي. أعطيت لهم بعض الوقت ليجلسوا على المائدة. ثم خرجت من حجرتي، ماراً بحجرة أخرى، ومنها إلى حجرة الطعام. لم يتوقعوا هذا. نظر إليّ جدي، ذلك الرجل الذي قلّ ما يتكلم وقال: "هل قام الميت؟ هل قام لعازر؟" قلت: "نعم، الرب أقامني". ثم طلب مني أن أصلي وأطلب بركة الرب على الطعام، فصليت. ثم تناولنا الطعام. لقد تناولنا الطعام سريعاً لأننا لم نتحدث كثيراً، فقد اعتدنا جميعاً أن لا نتكلم على مائدة جدي وخاصة الأطفال الصغار. وبالفعل، انتهينا من الطعام في أقل من خمسة عشر دقيقة. رجعت إلى حجرتي. كانت الساعة الثامنة إلا عشر دقائق. وكنت أعرف أن أمي ستدخل إلى الحجرة في حوالي الثامنة لترتب الفراش. كنت دائماً مستلقياً على الفراش وهي تحممني. لقد غسلتني بالماء منذ يومين، ذلك اليوم الذي حصلت فيه على شفائي. ولكن في صباح يوم الخميس هذا، وبالرغم من أن نبضات قلبي كانت تدق بانتظام، إلا أنني كنت أشعر بضعف بسبب بذل طاقة كبيرة. فكرت في نفسي وقلت: "سأستلقي على الفراش لأسترح حتى تأتي أمي لتنظف الحجرة. ثم أذهب إلى جدي وأجلس معه على الأرجيحة. كنت في أن أذهب إلى المدينة في الساعة العاشرة". تمددت على الفراش ونمت مدة عشرة دقائق. استيقظت فجأة في تنام الثامنة. ظننت أن أمي بالحجرة. ولكن لم تكن هي بل كن شخص ما بالحجرة. لم أره، ولكنني سمعت صوته - كان صوته مسموعاً بالنسبة لي. كان الصوت بطيئا، عميقاً وعلى وتيرة واحدة، وكان يقتبس آيات من الكتاب المقدس. قال: "لأنه ما هي حياتكم؟ إنها بخار يظهر قليلاً ثم يضمحل". ثم توقف الصوت. ثم قال الصوت: "وأنت سوف تموت حتماً اليوم". ليس كل صوت هي صوت الله. كان الصوت الأول الذي سمعته هو صوت الشيطان، ولكنني لم أدرك هذا آنذاك، بل ظننت أن الله هو الذي كان في الحجرة. جلست على الفراش. كانت الأفكار تتوالى إلى ذهني أسرع من طلقات المسدس. كنت أعلم أنه مكتوب في رسالة يعقوب "لأنه ما هي حياتكم. إنها بخار يظهر قليلا ثم يضمحل" (يعقوب 14: 4). كنت أعلم أن هذه الآيات من الكتاب. وكنت أعلم أن الرب أخبر إشياء النبي ليقول لحزقيا: "أوصي بيتك لأنك تموت ولا تعيش" (إشعياء 1:38). إيضاً في شهور الأولى التي كنت فيها طريح الفراش، وقبل أن أعرف شيئاً عن الشفاء الإلهي، كنت أصلي بالطريقة الوحيدة التي أعرفها. أقرّ الأطباء بأنني سأموت حتماً، وأنا من جهتي قبلت هذا الأمر، ثم صليت قائلاً: "يا رب، دعني أعرف وقت مماتي مسبقاً، حتى أستطيع أن أودّع كل شخص". لذلك عندما سمعت هذا الصوت يتحدث إليّ، فكّرت في نفسي وقلت: "إن الله قد تحرك بهذه الطريقة فوق الطبيعية ليخبرك بأنك ستموت وبذلك يُتيح لك الوقت لتودع كل شخص. إن الشفاء الإلهي هو أمر صحيحاً. لقد شفيت. (فالشيطان لا يستطيع أن يشككني في هذا الأمر. لأنني أخذت كلمة واضحة من الله). إن أسرتك تعلم أنك شفيت. فهم يرون ذلك بأعينهم. ولكن تذكر أن الإنجيل يقول: "وكما وُضع للناس أن يموتوا مرة". وقد أتى الوقت الذي ستموت فيه. فأنت ستموت اليوم". تركت الفراش وبدأت أتجول في الحجرة على أطراف أصابعي (ظننت أن الله كان موجوداً بالمكان) ثم جلست على مقعد بجانب النافذة. مكثت هناك من الساعة الثامنة والنصف حتى الساعة الثانية والنصف ظهراً. منتظراً اللحظة التي سأموت فيها. وفي حوالي الساعة الثانية والنصف، وبينما كنت لا أزال جالساً على ذات الكرسي، شعرت ببعض الكلمات تخرج من داخلي. لم أكن أعرف عندئذ ما أعرفه الآن. ولكنني كنت مولوداً من الروح. والروح القدس كان داخل روحي، وهو ذلك الشخص الذي كتب الكتاب المقدس. فرجال الله كتبوا الكتاب المقدس مسوقين بروح الله. والروح القدس يعرف كل ما هو مكتوب في هذا الكتاب. ولأنه كان موجود فيّ، فروحي بالتالي كانت تعرف بعض الأشياء التي يعرفها الروح القدس. ومن ثم كانت هذه الكلمات تخرج من داخلي وتجيء إلى ذهني على النحو التالي، من طول الأيام أشبعه وأريه خلاصي. لم أستمع إلى تلك الكلمات. ولكنني كنت أشعر بها وهي تخرج من داخلي. إلا أنني كنت في هذا الوقت لا أزال جالساً منتظراً لحظة الموت. وللمرة الثانية، خرجت تلك الكلمات من داخلي وجاءت إلى ذهني، من طول الأيام أشبعه وأريه خلاصي. إلتقطت تلك الكلمات وأخذت أسترجعها في ذهني مرة واثنتين. ثم فكرت قائلاً: "نعم، ولكن الله تحرك بطريقة خارقة للطبيعة ليخبرني بأنني سأموت اليوم". وعندما بدأت أفكر بذهني في تلك الأمور، إختفت تلك الكلمات. وبينما كنت جالساً، جاءت إليّ تلك الكلمات للمرة الثالثة، وشعرت بصوت داخلي يقول، من طول الأيام أشبعه وأريه خلاصي. ثم أخذت تلك الكلمات وبدأت أرددها في ذهني. ثم قلت هامساً: "نعم, ولكن الله تحرك بطريقة خارقة للطبيعة ليخبرني بأنني سأموت اليوم". ومرة أخرى، عندما بدأت أفكر في تلك الأمور، إختفت تلك الكلمات من داخلي. وفي المرة الرابعة، تكلم إليّ الروح القدس بصوت أقوى. قفزت من المقعد إذ شعرت بأن شخصاً ما يتحرك خلفي. قال الروح القدس: "من طول الأيام أشبعه وأريه خلاصي". سألت: "من قال هذا؟" أقصد، من الذي يتحدث إليّ في الحجرة؟ أجاب الصوت وقال: المزمور الحادي والتسعون". كان كتابي المقدس موضوعاً على الأرض أسفل المقعد الذي كنت جالساً عليه طوال اليوم. لم أكن حتى قد التفت إليه. ولكنني أخذته وبدأت أقرأ المزمور الحادي والتسعون، لما وصلت إلى نهايته وجدت بالتأكيد تلك الآياة: من طول الأيام أشبعه وأريه خلاصي. (آية 16). ولكن هل تعتقد أن الشيطان سيستسلم بتلك السرعة؟ كلا، لقد سمعت صوتاً آخر - وقد شعرت وكأن صاحب الصوت يجلس على كتفي - يتحدث إلى أذني وذهني ويقول: "نعم، ولكن هذا كان مكتوباً في العهد القديم لليهود وليس للكنيسة". جلست هناك وبدأت أفكر للحظة. ثم قلت: "إنني أعرف ما سأفعله. سأستعين بالشواهد الكتابية. فإذا وجدت أي شواهد في العهد الجديد تؤيد هذا الأمر، سأعرف عندئذ أن هذه الآية تتعلق بي وبالكنيسة". بدأت بالمزمور الحادي والتسعون من آية "من طول الأيام" ثم قادتني تلك الآية إلى سفر الأمثال. بدأت الكلمة تعطيني إستنارة. بدأت أفهم من سفر الأمثال أن الصوت الأول المسموع هو لا يمكن أن يكون صوت الله. كان الصوت مقتبساً من عبرانيين 27:9 "وكما وُضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة" ولكنني ترجمت هذه الآية بطريقة خاطئة. ولأن إبليس كان يعلم تماماً إنني لا أعرف كلمة الله بشكل أفضل له وقتاً محدداً ليموت فيه". وأنت تسمع الكثير من الناس يقولون ذلك كل الوقت. حتى إن المؤمنين أنفسهم الذين وُلدوا ثانية وامتلأوا بالروح يقولون: "عندما يحين وقت موتك فحتماً ستموت". وهذا ليس صحيحاً، فأنت ليس لك توقيتً معيناً تموت فيه. ثم بدأت أقرأ في سفر الأمثال مراراً وتكراراً عن أنه إذا فعلت أشياء محددة، فستقصر أيامك. وإذا فعلت أشياء أخرى فستطول أيامك على الأرض. علمت أن كلمة الله على حق. علمت أيضاً أن الصوت الذي سمعته رغم إستشهاده بآية من الإنجيل إلا إنه لم يكون صوت الله، لأنه لا يتفق مع كل ما هو مكتوب في كلمة الله. واصلت بحثي في قرائن وشواهد ومراجع أخرى من الكتاب المقدس حتى وصلت إلى أفسس 1:6-3، ثم رسالة بطرس الأولى والثانية. ثم وجدت أن بولس وبطرس قد استشهدا بآيات العهد القديم فيما يختص بطول الحياة (1 بطرس 8:3-12، 2 بطرس 3:1). قفزت من المقعد ممسكاً الإنجيل بيد واحدة وقابضاً عليه بيدي الأخرى. ضربت الأرض برجلي وقلت:"يا إبليس أخرج من هنا. فأنت الذي كنت تتحدث إليّ, أنت الذي كلمتني بذلك الصوت الخارق للطبيعة. أريدك أن تعرف إنني لن أموت اليوم! ولا غداً! ولا بعد أسبوع! ولا بعد شهر! ولا بعد عام! ولا بعد خمسة أعوام. ولا حتى بعد عشرة أعوام! ولا بعد خمسة عشر عاماً! ولا بعد عشرون عاماً! ولا بعد خمس وعشرون عاماً! ولا بعد ثلاثون عاما! ولا بعد أربعون عاماً! ولا بعد خمسون عاماً ولا بعد خمس وخمسون عاماً!" تقول كلمة الله: "من طول الأيام أشبعه" (مزمور 16:91). إنني سوف أعيش حتى أشبع! |
|