† (يا قليل الإيمان، لماذا شككت؟) (مت 14: 31).†
† (يا قليل الإيمان، لماذا شككت؟) (مت 14: 31).†
إن الرب يوبخ على هذا الشك قائلًا "يا قليل الإيمان، لماذا شككت" (متى 14: 31). وهنا يربط بين الشك وقلة الإيمان. لأن الإنسان القوى الإيمان لا يمكن مطلقًا أن يشك في محبة الله ورعايته. ولكن الضيقات الكثيرة المستمرة، قد تضغط على القلب أحيانًا فيقول: "لماذا يا رب تقف بعيدًا، لماذا تختفي في أزمنة الضيق"
(مز 10: 1).
أنه عتاب، وليس ضعف في الإيمان. وقد يبدو للمرتل أن الرب يقف بعيدًا. ولكنه يرقب بكل حب، وبكل حرص على سلامة أولاده. كالنسر الذي يعلم فراخه الطيران، وكالأب الذي يعلم ابنه العوم. يتركه قليلًا ليتدرب ويكسب خبرة. ويرقبه بكل حرص فإن رأى خطرًا يحيق به، يسرع إلى حمله وإنقاذه. هناك أيضًا مثال الأم التي تعلم ابنها المشي. فتتركه ليقوم ويسقط وتشتد عظامه وتقوى عضلاته ويتعلم. أما إن كانت في كل صرخة منه، تسرع وتحمله على كتفها فإنها بهذا ستضره. لأنه لن يتعلم، ولن تقوى عظامه كما ينبغي..
إن أزمنة الضيق، هى مدرسة لنا، نتدرب فيها على الصلاة والتمسك بالله. ونتدرب فيها على الإيمان، ونرى فيها كيف أن الله يعمل، وبقوة.
إن الإيمان القوى يمنح الصلاة قوة.
وقوة الصلاة مع قوة الإيمان، تعملان معا.
بقوة الإيمان مشى بطرس على الماء. ولما ضعف إيمانه بدأ يغرق. فأنقذه الرب ووبخه قائلا:
(يا قليل الإيمان، لماذا شككت؟) (مت 14: 31)
الإيمان القوى يستطيع أن يصنع المعجزات. يكفى قول الكتاب:
(كل شيء مستطاع للمؤمن) (مر 9: 23)
عندما تهب فينا ريح الهواجس والضجر فتعطل صلاتنا ليس لنا سوى الصراخ مثل بطرس مستنجدين "يارب نجني"، فيكون لنا ما حدث له "31 ففي الحال مد يسوع يده وأمسك به وقال له يا قليل الإيمان لماذا شككت"، فمن بعد صلاة متعبة وتوسل حار، تنحدر نعمة الله علينا فتتبدد كل تلك التخيلات التي تعيق صلاتنا، وشيئاً فشيئاً وبالجهاد المتواصل نقتني الصلاة النقية .