رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
والأدلة على القيامة مع الجسد هُوَذَا سِرٌّ أَقُولُهُ لَكُمْ؟ ١كورنثوس ١٥ إن الجسد الذي قام فيه المسيح، هو نفس الجسد الذي مات على الصليب والأدلة على ذلك متعددة: 1.حين ظهر يسوع لتلاميذه خافوا منه لأنهم ظنوه روحاً، قال لهم مطمئناً: «اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ. جُسُّونِي وَٱنْظُرُوا، فَإِنَّ ٱلرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي» (لوقا ٢٤: ٣٩). 2.بقاء آثار المسامير التي نفذت في يديه وقدميه وأثر الحربة في جنبه. وقد تأكد التلاميذ من وجود أثر الجراح حين قال يسوع لتوما: «هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِناً» (يوحنا ٢٠: ٢٧). 3.تناوله الطعام مع تلاميذه بعد القيامة. إذا يخبرنا الإنجيل أن المسيح المقام لكي يزيل الشك من نفوس تلاميذه، قال لهم: «أَعِنْدَكُمْ هٰهُنَا طَعَامٌ؟» فَنَاوَلُوهُ جُزْءاً مِنْ سَمَكٍ مَشْوِيٍّ، وَشَيْئاً مِنْ شَهْدِ عَسَلٍ. فَأَخَذَ وَأَكَلَ قُدَّامَهُمْ» (لوقا ٢٤: ٤١-٤٣). ولما كانت قيامة المسيح هي نموذج قيامة الذين هم له فالأجساد التي سيقومون فيها ستكون مشابهة لقيامته، وفقاً للقول الرسولي: «فَإِنَّ سِيرَتَنَا نَحْنُ هِيَ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ، ٱلَّتِي مِنْهَا أَيْضاً نَنْتَظِرُ مُخَلِّصاً هُوَ ٱلرَّبُّ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ، ٱلَّذِي سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ» (فيلبي ٣: ٢٠ و٢١). «هُوَذَا سِرٌّ أَقُولُهُ لَكُمْ: لاَ نَرْقُدُ كُلُّنَا، وَلٰكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ، فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، عِنْدَ ٱلْبُوقِ ٱلأَخِيرِ. فَإِنَّهُ سَيُبَوَّقُ، فَيُقَامُ ٱلأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ، وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ. لأَنَّ هٰذَا ٱلْفَاسِدَ لاَ بُدَّ أَنْ يَلْبَسَ عَدَمَ فَسَادٍ، وَهٰذَا ٱلْمَائِتَ يَلْبَسُ عَدَمَ مَوْتٍ» (١كورنثوس ١٥: ٥١-٥٣). لاحظ أن الرسول لم يقل هذه الروح التي انفصلت عن الجسد لا بد أن تلبس عدم فساد وعدم الموت، بل قال المائت أي الجسد. مما يؤكد أن القيامة ستكون في الأجساد. إلا أن هذه الأجساد ستصير إلى حالة غير قابلة للفناء. إن الذي يتأمل بعمق في تعليم الرسول بولس، يدرك أن هذا الرسول الملهم لم يتحدث عن القيامة كعقيدة تسملها من أسلافه، أو كفكرة تصورها واستعان بها لدعم الرسالة المسيحية، التي كان يكرز بها. بل كتب عنها مسوقاً بالروح القدس، ومعقباً على تعليم الرب يسوع. وقد اتخذ حجتها العظمى من قيامة الرب، الذي قام من بين الأموات وصار باكورة الراقدين. وقد حرص الرسول المغبوط على أن يذكر لنا شهادة الذين عاينوا يسوع بعد قيامته ولمسوه وأكلوا معه. 1.ظهر لصفا أي بطرس، الذي أنكره، وقد ظهر له لكي يرمم دعوته التي غربلها الشيطان، ويعيد له اعتباره كرسول. 2.الظهور لجماعة الرسل ثم لخمسماية أخ، الأمر الذي من شأنه أن يزيل ضباب الشك عن الأعين. لأن هذا العدد العديد من شهود العيان يكفي لإثبات أمر كهذا، ولو بدا غريباً في نظر الناس. 3.الظهور الخاص للمتردد يعقوب، الملقب بأخي الرب. فقد كان هذا الرسول في البداية متردداً، غير مؤمن بأن يسوع هو المسيا المنتظر. ولكنه بعد القيامة وظهور الرب له آمن وصار من أعمدة الكنيسة. فإن كانت قيامة المسيح قد تأكدت على هذا النحو وبشهادة هذا العدد الكبير من شهود العيان. فلا عجب أن يرى فيها الرسول بولس صورة القيامة العامة ومثالها. ثم يقول: « إِنْ كَانَ ٱلْمَسِيحُ يُكْرَزُ بِهِ أَنَّهُ قَامَ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ، فَكَيْفَ يَقُولُ قَوْمٌ بَيْنَكُمْ إِنْ لَيْسَ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ؟ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ فَلاَ يَكُونُ ٱلْمَسِيحُ قَدْ قَامَ!» (١كورنثوس ١٥: ١٢ و١٣). وفي رسالته إلى التسالونيكيين قال: «ثُمَّ لاَ أُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا ٱلإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ ٱلرَّاقِدِينَ، لِكَيْ لاَ تَحْزَنُوا كَٱلْبَاقِينَ ٱلَّذِينَ لاَ رَجَاءَ لَهُمْ. لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَامَ، فَكَذٰلِكَ ٱلرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ سَيُحْضِرُهُمُ ٱللّٰهُ أَيْضاً مَعَهُ» (١تسالونيكي ٤: ١٣ و١٤). وكأني بالرسول يقول لنا إن الذي يثبت قيامة المسيح يثبت إمكان القيامة العامة. وإن كل ما يعترض به على القيامة العامة يعترض به على قيامة المسيح. لأنه مات كسائر الناس ودُفن وبقي في القبر إلى اليوم الثالث. وكل ما أصاب الموتى أصابه، لأنه كان إنساناً حقاً، كما كان إلهاً حقاً. وفي يقيني أيها العزيز أن قيامة المؤمنين تتأيد بقيامة المسيح. لأن قيامته هي ختم قدرته على فداء شعبه. وفداؤهم يستلزم فداء أجسادهم. لأنه يوجد بين المسيح وشعبه اتحاد شرعي ذو فاعلية كما هو مكتوب: «وَلٰكِنِ ٱلآنَ قَدْ قَامَ ٱلْمَسِيحُ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ ٱلرَّاقِدِينَ. فَإِنَّهُ إِذِ ٱلْمَوْتُ بِإِنْسَانٍ، بِإِنْسَانٍ أَيْضاً قِيَامَةُ ٱلأَمْوَاتِ. لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ ٱلْجَمِيعُ هٰكَذَا فِي ٱلْمَسِيحِ سَيُحْيَا ٱلْجَمِيعُّ» (١كورنثوس ٢٠-٢٢). ومفاد هذه الآيات أن قيامة المسيح نموذج لقيامة شعبه. لأن العلاقة بينه وبينهم في الحياة كالعلاقة القائمة بين آدم ونسله في الموت. وإن ما أخذ منا بإنسان يُرد لنا بإنسان. وفي تعبير آخر أن اتحادنا بآدم بالطبيعة والعهد علة موتنا، واتحادنا بالمسيح علة حياتنا ولا مراء في ذلك، لأن المسيح رأس المؤمنين ونائبهم، ولأنه رب الحياة والبر وقيامته باكورة قيامتهم. يسوع المسيح يحب الجميع بيدو.. |
|