رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إذ ظهرت علامات الحمل على فتاة غير متزوجة أرادت أن تبرر موقفها، فادعت أن المتوحد مقاريوس هو الذي اغتصبها. هاجت القرية جدًا على المتوحد، واجتمعت الجماهير حوله التي علقت في عنقه قدورًا قذرة جدًا وآذان جرارٍ مكسورة، وكانوا يسحبونه في الشوارع، ويضربونه، ويسخرون به. جاء شيخ إليهم محاولًا أن يهدئ من الموقف، فصار أقرباء الفتاة يشتمونه، قائلين: "ها هو المتوحد الذي شهدت له بالفضل؛ انظر ماذا فعل" أخيرًا قال والدها: "لن نطلقه حتى يأتينا بضامنٍ يتعهد لنا بالقيام بدفع نفقة ولادتها والإنفاق عليها وعلى طفلها. دعا المتوحد الأخ الذي كان يخدمه وطلب منه أن يضمنه. عاد المتوحد إلى قلايته بين حيٍّ وميتٍ، وكان يقول لنفسه: "كدّ يا مقارة، فها قد صارت لك امرأة، الآن يا مقارة لك امرأة وبنون. فينبغي عليك أن تعمل ليلًا ونهارًا لأجل احتياجاتك واحتياجاتهم". وبالفعل كان يعمل بكل طاقته سلالًا، يبيعها له الأخ الخادم، ويدفع للفتاة الحامل كل ما تطلبه. وإذ جاءت ساعة ولادتها تعسرت أيامًا كثيرة، فقالوا لها: "ما هذا؟ ما هو ذنبك؟ فإنكِ بعد قليل تموتين!" اضطرت أن تعترف قائلة: "إن كل ما أصابني بسبب اتهامي للمتوحد ظلمًا؛ إنه بريء! لكن (فلان) الشاب هو الذي أغواني فسقطت معه في الخطية..." شعر أهل الفتاة بحزنٍ شديدٍ، وانطلقوا نحو المتوحد، وسارت وراءهم الجماهير تعتذر للمتوحد الذي لم يدافع عن نفسه، وتطلب الصفح عنهم، والصلاة لأجلهم. إذ سمع تلميذه الذي يخدمه تهلل جدًا، وأسرع يخبر المتوحد بالخبر! ما أن سمع المتوحد بذلك حتى خرج يجرى بسرعة هاربًا من المجد الباطل إلى الإسقيط، إلى وادي النطرون. لم يهرب القديس مقاريوس من متّهميه ظلمًا، لكنه هرب من مديحهم، فإنه ليس شيء يحطم حياة الإنسان مثل انحنائه لمديح الغير ربما تسأل: كيف أستطيع أن احتمل كلمات الذم ظلمًا؟ يجيب القديس يوحنا ذهبي الفم: "إن اتهمك أحد بقوله لك: يا زانٍ، قل لنفسك؛ حقًا لم أزنِ، لكنه كم مرت عليَّ أفكار شهوة في شبابي. لأحسب هذا الاتهام تأديبًا لي عن هذه الأفكار اسندني يا رب على احتمال كلمات المديح، فبسببها سقط كثيرون! فرِّح قلبي بتعييرات الناس، فأشاركك احتمالك لها! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حبس الهارب محمد علي |
أنا الهارب منه |
ضبط «أبو واعر» الهارب من 250 سنة سجن |
النبى الهارب.. |
النبي الهارب! |