منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 02 - 2013, 10:19 AM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

ليقبلنى(المسيح) بقبلات فمه لأن حبك(يا رب) أطيب من الخمر-نش1

ليقبلنى(المسيح) بقبلات فمه لأن حبك(يا رب) أطيب من الخمر-نش1

الجمعة 01 فبراير 2013
القس بطرس سامي كاهن كنيسة مارمرقس بالمعادي



هذه هى الآية الافتتاحية لسفر نشيد الأنشاد، الذى أعتبره من أجمل ما هو مكتوب فى الكتاب المقدس، رغم أن الكثير منا لا يقرأون هذا السفر أو لا يفهمونه و منهم من قد يقول لماذا وضع هذا السفر أصلاً ضمن أسفار الكتاب المقدس.

أولاً أود أن أشير أن الكتاب المقدس بين أيدينا هو فقط الذى يحكى قصة الله مع الإنسان، فهو يبدأ بقصة الخليقة والسقوط ثم تدبير الخلاص الذى تم أولاً بالعهد القديم الذى هو فترة إعداد الله للبشرية لقبول الخلاص الإلهى من خلال النبوات و الرموز التى محورها هو شخص رب المجد يسوع المسيح و عمل الفداء الذى أكمله بصليبه و قيامته و كذلك العهد الجديد الذى هو دخول البشرية فى حقيقة الخلاص و بدأ حياتها فى فجر الخلاص حيث يستطيع الإنسان أن يحيا فى الأبدية و هو حى على الأرض من خلال وجوده و حياته فى المسيح.
و يعتبر سفر النشيد من الأسفار الشعرية الرمزية العميقة التى تتحدث عن العلاقة بين شخص رب المجد و كل نفس بشرية و بما اننا كلنا نكون الكنيسة التى هى جسد المسيح، فهذا السفر أيضاً يعبر عن علاقة المسيح بكنيسته التى اقتناها بدمه، كتبه سليمان الحكيم إلى شولميث. كلمة شولميث هى مؤنث سليمان فهى ليست شخصية حقيقية، و إنما اختار سليمان ان يسمى العروس بإسمه مؤنثاً حتى يصف العلاقة الحميمة بين الله و نفسه التى قوامها المحبة و تعكس حب الله الأبدى للإنسان.
يحدثنا بولس الرسول فى رسالته إلى أهل أفسس الإصحاح الخامس عن أن علاقة الرجل بإمرأته فى الزواج المسيحى هى كمثل علاقة المسيح بالكنيسة و كذلك فى سفر هوشع الإصحاح الثانى (18و19) و أقطع لهم عهداً فى ذلك اليوم (يوم الصليب)...وأخطبك لنفسى إلى الأبد". علاقة النفس مع المسيح فى العهد الجديد هى علاقة حب و إرتباط و وحدة و لذلك فعلاقة الرجل بإمرأته هى مشابهة لعلاقة المسيح بالإنسان قوامها الحب و الوحدة، و كذلك فى مثل العذارى الحكيمات و الجاهلات يوضح المسيح أننا ننتظر عريس نفوسنا فى مجيئه الثانى لتكتمل خطبتنا له بالصليب إلى فرح أبدى فى الأبدية فى ملكوته.
و القبلة تعبر عن الحب و هنا فى الآية الأولى فى سفر النشيد الذى هو طلبة النفس أن يتدفق و ينسكب حب الله فى قلب الإنسان "لأن محبة المسيح قد انسكبت فى قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا"(رو5:5)، فالله هو مصدر الحب "نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً" (1يو 19:4) و لذلك فالمحبة تنسكب من الله إلى الإنسان لأن المحبة مصدرها الله بل المحبة هى الله، و على مقدار قبول الإنسان و أخذه من محبة الله التى يحبه بها ينمو الإنسان فى محبته لله و محبته للآخرين فكلما طالب الإنسان و صلى هذه الطلبة أن تنسكب قبلات محبة الله إلى قلبه ذاق الانسان من هذه المحبة و انعكست هذه المحبة لله و للآخرين من القريبيين و البعيديين و هذه هى الطريقة الوحيدة التى بها يستطيع الإنسان المسيحى محبة الجميع حتى أعدائه و من يبغضونه لأنه حسب الطاقات و القدرات البشرية يستحيل هذا الأمر لكن لو كانت طاقة الحب منبعها و مصدرها حياة الإنسان فى لجة محبة الله له غير المحدودة فإن هذا حتماً يؤدى إلى انعكاس هذا الحب الإلهى على الله و الآخرين.
و يقارن سليمان بين الحب الإلهى و الخمر إذ يقول حبك أطيب من الخمر، فالخمر هو المادة التى يستخدمها الإنسان للتعبير عن فرحه (و خمر تفرح وجه الإنسان لإلماع وجهه أكثر من الزيت و خبز يسند قلب الإنسان (مز15:104) و الخمر بالفعل اذا شرب منها الإنسان قليلاً يشعر باللذة و اذا زاد منها يمتلىء بالطاقة و إذا أكثر جداً يسكر و لا يعى ماذا يفعل و ذلك على مستوى الجسد و يزول تأثيرها بزاولها من جسد الإنسان. أما الروح القدس فعندما يحل على الإنسان يمتلىء فرحاً "و أما التلاميذ فكانوا يمتلئون من الفرح و الروح القدس"(أع 52:13)، و إذا زاد الإنسان فى إمتلائه بالروح امتلا بالحرارة للعمل و الخدمة و أما أعلى درجات الإمتلاء فكانت يوم الخمسين مع التلاميذ و عندها ظنهم الناس سكاراى حتى أن بطرس قال " لأن هؤلاء ليسوا سكارى كما أنتم تظنون لأنها الساعة الثالثة من النهار" (أع 15:2) و هكذا فإن محبة المسيح التى انسكبت فى قلوب أولاده بالروح القدس (رو5:5) هى بالطبع أفضل من كل خمر العالم ففرح المسيح أعظم من فرح العالم و خمر المسيح الذى هو دمه المسفوك لخلاصنا الذى هو الحب الإلهى أفضل من الخمر و بهذا تنادى النفس أن يقبلها المسيح و يسكب حبه فى قلبها و حياتها حيث أن هذا الحب أفضل و أجمل بما لا يقاس من كل حب العالم و فرحه. ففرح المسيح فرح داخلى ينبع من الروح القدس العامل فى الإنسان المسيحى لا يتغير بتغير الظروف الخارجية و إنما يعطى فرحاً وقت الضيق ليس فرحاً خارجياً كفرح العالم يزول بزوال السبب لذلك فلنصلى بهذه الآية دائماً "ليقبلنى (المسيح) بقبلات فمه لأن حبك (يا رب) أطيب من الخمر"، طالبين عمل روحك فينا ليملأنا من فيض حبك الإلهى و فرحك الذى لا ينطق به و مجيد.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ليقبلني بقبلات فمه
ليقبلني بقبلات فمه
ليقبلني بقبلات فمه
ليقبلنى بقبلات فمه
ليقبلني بقبلات فمه


الساعة الآن 05:33 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024