رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هنا مشرحة زينهم.. أسوأ مكان يثير الرعب في مصر!! لعلك لن تجد صعوبة في الإجابة إذا سألت أي إنسان يعيش في مصر عن أسوأ مكان يلقي بالرعب في نفسه.. فبدون أي تفكير سيرد عليك إنها "مشرحة زينهم". فكم هو ثقيل وقع هذا الاسم المفزع على الأذن والذي يرتبط بجثث القتلى سواء في حوادث السيارات أو القتل الجنائي، فهذا المكان يستقبل يومياً العديد من أبناءنا الذين يتركون الحياة الدنيا ليذهبوا إلى الآخرة حيث الراحة الأبدية لكنهم للأسف يغادرون هذه الدنيا بألم موجع وهذا ما يزيد حدة وع الأهل والأقارب. ومن كل أسف ومرارة منذ أكثر من عامين وتحديداً منذ ثورة 25 يناير ونحن نقرأ كل يوم تقريباً هذا الاسم المفزع حيث تنتقل جثامين ضحايا الأحداث المشتعلة إلى هذا المستقر لسماع كلمة رأي الطب الشرعي في سبب الوفاة ومساعدة العدالة في اتخاذ مجراها. ومن أمام "المشرحة" تكتشف آلاما لا تعد أو تحصى، حيث ينتظر أهالي الضحية وتتراكم عليهم الأحزان، فبالإضافة إلى ألم الفراق يوجد ألم البقاء أمام المشرحة. ولمن لا يعرف تقع "المشرحة" في منطقة السيدة زينب.. والغريب أنها لا يوجد لافتة تدل عليها، لكن باستطاعتك الوصول إليها بمنهى السهولة وإ كنت ستلاحظ علامات التشاؤم تعتلي وجه من تسأله عنها، الأمر الذي يدفع كثيراً من قاصديها للسؤال عن المستشفى الخيري المخصص لعلاج الحيوانات بدلاً من ذكر الاسم المشئوم. ولعلنا لن نضيف جديداً حين نذكر أنه لا يوجد إستراحة ينتظر فيها أهل المتوفى فهم يجلسون فى الشارع على الأر ض التى إنتشرت فيها القمامة ، وأحيانا على مقاعد تعطيها لهم أهالى المنطقة ، كما تمتلئ حوائط المشرحة بالعبارات الثورية التى تواجدت منذ قيام ثورة 25 يناير ، ذلك الوقت الذى إستقبلت فيه المشرحة أكبر عدد من أجساد أبناء مصر. وبمجرد دخولك إلى "المشرحة" يقشعر بدنك، مبنى كبير يخيم عليه الصمت، له بابان، أولهما يطل على شارع رئيسى، يعبر منه موظفو الطب الشرعى والعاملون إلى داخل المشرحة، وثانيهما مخصص لدخول وخروج الجثث من وإلى المشرحة، وهذا الباب مفتوح على شارع جانبى ضيق، وبمجرد المرور عبره تجد نفسك إزاء أبواب ذات لون كان أبيض، على ما يبدو، لكن بفعل الزمن أصبح متعدد الألوان. المشرحة ليست مخصصة لحوادث السيارات فقط، وإنما لكل المتوفين فى شبهة جنائية، وفى ثلاجاتها جثث لأطفال قتلتهم أمهاتهم، وأخرى لمجهول طعنه صديقه ثم هرب، فضلا عن جثث الذين ماتوا محترقين، وكذا لشهداء الثورة. فهناك الموت يجعل الجميع متشابهين، وهنا لا فرق بين شهيد أو بطل وبين لص، فالكل سواء.. كما يقول موظفو المشرحة، الذين يؤكدون أن كل الجثامين تخضع لنفس الإجراءات.. تشريح وغسل وتكفين واستخراج أمر نيابة بالدفن ومن ثم تنتهى رحلة الإنسان على هذه الأرض.. ولكل من قرأ هذه السطور نقول لكم: الموت علينا حق وربنا ييبعد عنكم هذا المكان.. ووحدووووه!! الدستور |
|