منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 28 - 01 - 2013, 09:59 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

لكى لا نقول وداعا لإنسانيتنا



لكى لا نقول وداعا لإنسانيتنا
لكى لا نقول وداعا لإنسانيتنا جمال فهمي

هل يحتاج إنسان سليم الروح ويتمتع بالفطرة السوية التى فطرنا عليها المولى تعالى، لأنْ يخرج على الناس ليقول: أنا أكره العنف وأنفر وأشمئز من القسوة والانتقام؟! نعم، فى ظروف قميئة بغيضة وبيئة مسمومة وواقع ينز بالخراب العقلى والروحى على النحو الذى يعيشه مجتمعنا حاليا، بينما هو يئنُّ ويرزح (ويقاوم ببسالة أيضا) طغيان وعربدات حكم «جماعة الشر» الجاهلية الجهولة وتوابعها الظلمة الأجلاف، فإن عبد الله الفقير كاتب هذه السطور، يشعر بأنه فى أشد الحاجة لأن يهتف بحرقة: أنا أكره العنف والقسوة وأتقيأ ثقافة الانتقام!!
أعترف بالمرة بأننى أكره وأهتز فزعا من أحكام الإعدام عموما حتى عندما ينطق بها قضاة المحاكم فى ظروف عادية، بل إن منتهى أملى أن نتطور ونترقى أخلاقيا وروحيا وعقليا إلى درجة أن نلغى هذه العقوبة ونشطبها تماما من منظومة قوانيننا الجنائية (هناك دراسات علمية تؤكد أن عقوبة الإعدام تأتى فى المديين المتوسط والطويل بنتائج عكسية تماما.. والمجال يضيق عن الشرح).
طبعا هذا الكلام يبدو الآن محض أوهام وأضغاث أحلام تحلِّق فى أعلى سماوات السذاجة لا سيما ونحن فى تلك اللحظة التاريخية العجفاء من تاريخنا نكاد نتنفس انتقاما، ونغوص يوميا فى بحور الدم، وتنسحق قلوبنا بمشاهد عنف مجنون ومهرجان قتل واستشهاد مجانى لا تريد «جماعة الشر» لعروضه المروعة أن تتوقف وإنما يشى الواقع بأنها هى صاحبة الإسهام الأكبر والجهد الأوفر فى إقامة هذا المهرجان بعدما توسلت بالبلطجة والعربدة المنفلتة من أى عقال وأنزلتها منزلة السياسة، إذ دفعها هيجان سعارها الفاشى وزينت لها هلاوس الغباوة والجهالة أن بمكانتها إتمام عملية السطو على دولة المصريين وخطف مجتمعم بالعافية و«الدراع» فحسب.
أكره أحكام إعدام البشر، ولو ثبتت فى حقهم جرائم مهما كان ثقلها وبشاعتها (السجن المؤبد مثلا لا يقل ردعا لكنه يترك باب التوبة ورحمة ربنا مفتوحا) وقلت للتو إن هذا النوع من الأحكام ينفرنى حتى فى الظروف العادية عندما تكون هناك حدود دنيا من معايير المحاكمات العادلة متوافرة وقائمة، وفى ظل بيئة قضائية نظيفة من الضغوط والتأثيرات الضارة، فما بالك إذا صدرت أحكام تنزع أرواح البشر بالجملة فى مثل هذا الزمن الأسود الحالى حيث تتقوض وتتهدم أمام عيوننا أسس وأركان وأبسط متطلبات دولة القانون، كما يتم بهدلة مرفق العدالة وضرب سموِّه واستقلاله علنا بـ«الجزمة» القديمة تحت غطاء وحماية سلطة «جماعة» غشوم هى نفسها خارجة عن القانون أصلا، وهاربة من وجه العدالة فعلا!!
هل هذا الكلام تعليق على ظروف الحكم الذى صدر أول من أمس، فى قضية مجزرة استاد بورسعيد التى أزهقت أرواح أكثر من 70 زهرة رائعة من زهور الوطن؟ بكل صراحة، نعم.. لقد روعنى هذا الحكم ووضعت يدى على قلبى خشية ورعبا من آثاره فإذا بها تأتى وتداهمنا وتخلع قلوبنا فورا.. ثلاثين روحا (على الأقل) ذهبت ضحية للظروف الشاذة الخطيرة التى نطقت تحت ظلالها المحكمة بقرار تحويل أوراق 21 متهما فى هذه القضية التى تبدو وقائعها الرهيبة التباسات إلى فضيلة مفتى البلاد للنظر فى شرعية عقابهم بالإعدام.
ومع ذلك لا يمكن عقلا ولا ضميرا ولا قانونا كذلك، لوم القضاة الأجلَّاء الذين نطقوا بهذا القرار (ليس حكما حتى الآن) فهم قطعا لديهم أسبابهم التى استمدوها من أوراق أمامهم هم، ولن يتحمل ضمير أحد غيرهم عبء وكلفة صوابها أو خطئها، فضلا عن أن هناك فى النهاية خط دفاع أخيرا وقويا، عنده يمكن تصويب الأحكام القضائية إذا طاشت أو حادت عن اشتراطات القانون ومعايير العدالة.
كما لا أستطيع أنا أو غيرى، أن نصوِّب سهام النقد واللوم إلى فتيان وشباب صغار مفعم بالبراءة والحماس سحقت المجزرة البشعة نفوسهم ومزقت نياط قلوبهم، فلاذوا بثقافة الثأر والانتقام التى تحاصرهم وتحيط بهم من كل اتجاه، ومن ثم سكن عقولهم هاجس أنْ لا رادع ولا حل للعنف المجنون إلا العنف المجنون نفسه، وأن العدالة تتحقق وتصبح جيدة فقط عندما تحكم المحاكم بأحكام انتقامية تروقنا وتطفئ لهيب الغل فى صدورنا ولا تحفل بأية دواعٍ للرأفة، بل ولا تشغل نفسها حتى بأسباب البراءة.. إن وجدت!!
إذن اللوم والاحتقار كله ليس له سوى عنوان واحد، هو قطعان الأشرار الذين يصنعون هذا المناخ المسموم ويكرسون بعربداتهم تلك الثقافة المنحطة التى تشيع الخراب فى البشر والحجر معا.. ولكى يكون الغضب مشروعا وعاقلا ومنتجا (وليس عشوائيا كما يفعل صغارنا الأبرياء) لا بد أن نوجهه بغير تحفظ للمجرم الأصلى الذى قلب الباطل حقا وراح يطبخ الدساتير المشمومة فى الظلام، وأخذ يعصف بالقوانين ويفصل غيرها على مقاسه، ثم استن سُنة حصار المحاكم وإرهاب القضاة، وتحويل منصب النائب العام إلى «نائب خصوصى» مهمته ملاحقة الأبرياء تنفيذا لتعليمات الأسياد القاعدين فى قصور الحكم بالعافية!!



لكى لا نقول وداعا لإنسانيتنا
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الحياة المسيحية تعني ان نعود لإنسانيتنا
قل وداعا
نقول وداعا
قل وداعا
وداعا


الساعة الآن 05:59 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024