آية وقول وحكمة ليوم 27/1
أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
{ اشبعنا بالغداة من رحمتك فنبتهج ونفرح كل ايامنا }(مز 90 : 14)
قول لقديس..
(في شفاء الابرص لم يعيّن البشير اسم المكان الذي تمّت فيه المعجزة، مشيرًا إلى أن الذي شفي لا ينتمي إلى مدينة معيّنة، وإنما لشعوب العالم أجمع. ولم يُطهِّر الرب أبرصًا واحدًا، إنّما يُطهِّر الكل قائلاً: {أنتم الآن أنقياء بسبب الكلام الذي كلّمتكم به} (يو 15: 3). فإن كان شفاء البرص يتم بواسطة كلمة الرب، فإن احتقار كلمة الرب هو البرص الذي يصيب الروح)
+ من ثمر فم الانسان يشبع بطنه من غلة شفتيه يشبع (ام 18 : 20)
A man’s stomach shall be satisfied from the fruit of his mouth; from the produce of his lips he shall be filled. Pro 18:20
" ايها المسيح المشبع للروح والنفس والجسد، انت هو أمس واليوم والى الابد، تجول تصنع خير. تعلم الجهال وتشفى المرضى وتشبع الجائعين وتقيم الساقطين وتعطى رجاء للبائسين. وتقدم لنا السلام الذى يفوق كل عقل وسط بحر العالم المضطرب بسكناك داخل القلب والبيت والكنيسة، فتعالى يارب وهبنا روح الرجاء المفرح والإيمان الواثق بقوة الخلاص وفاعلية المحبة التى لا تسقط ابدا. فتعالى يارب وكن شفائنا وشبعنا وسلامنا وفرحنا وخلاصنا وحياتنا كلنا، أمين
العالم جائع ومش مكتفى ولا شبعان
وفى شهواته ولجمع المال دايما تعبان
وباخباره الصعبة ومتابعتها بقى قلقان
عن مصدر سلامه وحبه بعيد لاهيان
دا مسيحنا مخلص قادر يخليك فرحان
شبع الروح والنفس والجسد معاه ينصان
بيهتم بكبير وصغير ومابينساش انسان
تعال اليه واطرح همك وفى قلبه تجد مكان
ينور حياتك ويحررك ويخليك دايما رضيان.
يوحنا المعمدان واستشهاده، إشباع الخمسة الآلاف رَجل
فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ سَمِعَ هِيرُودُسُ رَئِيسُ الرُّبْعِ خَبَرَ يَسُوعَ، فَقَالَ لِغِلْمَانِهِ: «هَذَا هُوَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ. وَلِذَلِكَ تُعْمَلُ بِهِ الْقُوَّاتُ». فَإِنَّ هِيرُودُسَ كَانَ قَدْ أَمْسَكَ يُوحَنَّا وَأَوْثَقَهُ وَطَرَحَهُ فِي سِجْنٍ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا امْرَأَةِ فِيلُبُّسَ أَخِيهِ، لأَنَّ يُوحَنَّا كَانَ يَقُولُ لَهُ: «لاَ يَحِلُّ أَنْ تَكُونَ لَكَ». وَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَهُ خَافَ مِنَ الشَّعْبِ، لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ. ثُمَّ لَمَّا صَارَ مَوْلِدُ هِيرُودُسَ، رَقَصَتِ ابْنَةُ هِيرُودِيَّا فِي الْوَسَطِ فَسَرَّتْ هِيرُودُسَ. مِنْ ثَمَّ وَعَدَ بِقَسَمٍ أَنَّهُ مَهْمَا طَلَبَتْ يُعْطِيهَا. فَهِيَ إِذْ كَانَتْ قَدْ تَلَقَّنَتْ مِنْ أُمِّهَا قَالَتْ: «أَعْطِنِي هَهُنَا عَلَى طَبَقٍ رَأْسَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ». فَاغْتَمَّ الْمَلِكُ. وَلَكِنْ مِنْ أَجْلِ الأَقْسَامِ وَالْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ أَمَرَ أَنْ يُعْطَى. فَأَرْسَلَ وَقَطَعَ رَأْسَ يُوحَنَّا فِي السِّجْنِ. فَأُحْضِرَ رَأْسُهُ عَلَى طَبَقٍ وَدُفِعَ إِلَى الصَّبِيَّةِ، فَجَاءَتْ بِهِ إِلَى أُمِّهَا. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَرَفَعُوا الْجَسَدَ وَدَفَنُوهُ. ثُمَّ أَتَوْا وَأَخْبَرُوا يَسُوعَ. فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ انْصَرَفَ مِنْ هُنَاكَ فِي سَفِينَةٍ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ مُنْفَرِداً. فَسَمِعَ الْجُمُوعُ وَتَبِعُوهُ مُشَاةً مِنَ الْمُدُنِ. فَلَمَّا خَرَجَ يَسُوعُ أَبْصَرَ جَمْعاً كَثِيراً فَتَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ وَشَفَى مَرْضَاهُمْ. وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «الْمَوْضِعُ خَلاَءٌ وَالْوَقْتُ قَدْ مَضَى. اِصْرِفِ الْجُمُوعَ لِكَيْ يَمْضُوا إِلَى الْقُرَى وَيَبْتَاعُوا لَهُمْ طَعَاماً». فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لاَ حَاجَةَ لَهُمْ أَنْ يَمْضُوا. أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ لِيَأْكُلُوا». فَقَالُوا لَهُ: «لَيْسَ عِنْدَنَا هَهُنَا إِلاَّ خَمْسَةُ أَرْغِفَةٍ وَسَمَكَتَانِ». فَقَالَ: «ائْتُونِي بِهَا إِلَى هُنَا». فَأَمَرَ الْجُمُوعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى الْعُشْبِ. ثُمَّ أَخَذَ الأَرْغِفَةَ الْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ، وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى الأَرْغِفَةَ لِلتَّلاَمِيذِ، وَالتَّلاَمِيذُ لِلْجُمُوعِ. فَأَكَلَ الْجَمِيعُ وَشَبِعُوا. ثُمَّ رَفَعُوا مَا فَضَلَ مِنَ الْكِسَرِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مَمْلُوءةً. وَالآكِلُونَ كَانُوا نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفِ رَجُلٍ، مَا عَدَا النِّسَاءَ وَالأَوْلاَدَ. والمجد لله دائما
+ استشهاد القديس يوحنا المعمدان ... أمر هيرودس الملك بقتل القدّيس يوحنا المعمدان، الصوت المُرهِب، الذي وقف ضد رغبته الشريرة فى الزوج من زوجة اخيه كصوت الحق، ليكتم صوته النبؤى رافضا زواج الملك من هيروديّا امرأة أخيه فيلبس. فبحسب الشريعة لم يكن ممكنًا للإنسان أن يتزوّج امرأة أخيه (لا 18: 16) إلا إذا كان أخوه قد مات ولم تنجب له امرأته، عندئذ يتزوّجها الأخ ليس اشتياقًا او شهوة بها، وإنما ليُقيم لأخيه الميّت نسلاً. لقد أخطأ هيرودس أنه أقام علاقة غير شرعيه بامرأة أخيه الذي كان حيًا. لكن صوت يوحنا لم يتوقّف، بل كان يزداد صراخًا في ذهن هيرودس. لهذا إذ سمع هيرودس عن يسوع المسيح فكَّر في الحال أنه يوحنا المعمدان قام من الأموات ليصنع المعجزات. قتل هيرودس يوحنا لكي يهدِّئ ضميره، لكن الخوف لم يفارقه لأن الخطيّة تفقد الإنسان سلامه الداخلى، وان كان يوحنا قد استشهد فان شهادته تشهد على ظلم الاشرار فى كل جيل وعلى جزاء الله العادل لهم فى الحياة بفقدان السلام والقلق والعقاب ثم العذاب والهلاك الابدى.
اما مقتل يوحنا فقد تم اذ أقام هيرودس الجائع حفلاً يُشبع غروره وشهواته، وإذ رقصت ابنة هيروديّا، وسُرّ بها مشتهيًا أن يعطيها ما تطلب إن كانت هيروديّا تمثل الخطيّة التي يشتهيها هيرودس، فإن الشهوة تلد خطيّة قادرة أن تأسِر قلبه الفارغ، وبينما كان يجب عليه أن يشكر الله إذ جاء به في مثل هذا اليوم إلى العالم لكنه تجاسر وزاد من اعمال الشرّيرة، وبينما كان ينبغي عليه أن يحرّر من هم في القيود فى يوم مولده إذ به يُضيف إلى القيود قتلاً. فامر بقطع راس يوحنا وتسليها للفتاة حسب طلب امها عشيقة الملك. استشهد يوحنا وبقيَ صوته خالدًا إلى الأبد، وارتبط هيرودس بالشهوات الزمنيّة والغرور والكبرياء، وارتبط يوحنا بالحق، فدخل إلى عدم الموت مع الحق نفسه. ونحن أيضًا إن أردنا أن ندخل إلى عدم الموت لنرتبط بالله الحق الذي لا يموت ، فندخل معه وفيه إلى حضن أبيه حيث لا يمكن للموت أن يقترب إلينا. فاّيامنا محدودة وزائلة إن ارتبطت بالأمور الزائلة من محبّة العالم وشهوات الجسد؛ وخالدة إن اختفت في ربّنا يسوع المسيح الذي لم يقدر الموت أن يُمسك به، ولا القبر أن يغلق عليه، ولا متاريس الجحيم أن تقف أمامه.
+ المسيع الشفوق والمشبع .. أى سمع يسوع بخبر موت يوحنا، وأن هيرودس يقول عنه أنه يوحنا وقد قام من الأموات.ركب سفينة من كَفْرَنَاحُومَ إلى الشاطئ الشرقى لبحيرة طبرية ليختلى مع الآب فى صلاة ليعلمنا أهمية الخلوة والهدوء فى حياة أولاد الله؛ فهى فرصة للامتلاء الروحى ومراجعة النفس، للانطلاق فى الخدمة وعمل الخير.وعندما علمت الجموع، تبعته مشيا على الأقدام، فقد أصبح محبوبا من الكل، لعظمة تعاليمه وكثرة معجزاته وحنانه على الكل. فتحنن عليهم ، استقبل المسيح الجموع بمحبة، وشفى مرضاهم، ووعظهم كعادته. وكان هذا إعدادا لهم ليأكلوا خبز البركة، كما يستعد الإنسان بالتوبة والاعتراف، بشفاء أمراضه الروحية قبل التناول من الأسرار المقدسة. وقد استغرق اهتمامه بالمرضى وقتا طويلا، إذ كان عدد الجموع بالآلاف حتى أقبل المساء فاشفق التلاميذ على الجموع، وظنوا أن معلمهم غافل عن تأخر الوقت، فنبهوه ليصرفهم قبل حلول الظلام، خاصة وأنهم لم يأكلوا منذ الصباح عند اجتماعهم حوله، وذلك لأن الموضع كان قفرا خارج المدن ولا يوجد فيه طعام؛ ونسوا أن معهم المسيح المشبع للكل، الذى صنع معجزات كثيرة، فكيف يصعب عليه إطعامهم. ان بركة ربنا يسوع المسيح تغطى كل احتياجاتنا، فيجب ان نتكل عليه، ولا نقلق من اضطرابات العالم.
رد المسيح على تلاميذه طالبا منهم أن يعطوهم طعاما ليأكلوا، ويأخذوا مكانهم كمسئولين عن هذا الشعب، وليمتحن إيمانهم؛ هل سيطلبوا منه، أى يؤمنوا بقوته، أم يخضعوا للمنطق البشرى وعدم وجود طعام؟. بحث التلاميذ بين الجموع عن أى إنسان معه طعام، فلم يجدوا إلا خمسة أرغفة وسمكتان، ولكن ببركة المسيح يُشبع الكل. وتشير الخمسة أرغفة إلى أسفار موسى الخمسة، والحواس الخمسة عند الإنسان، فهى تمثل إمكانيات الإنسان الضعيفة المحدودة. والسمكتان ترمزان إلى تعاليم العهدين القديم والجديد. لم يستخف المسيح بهذه الإمكانيات الضعيفة، بل طلب إحضارها ليباركها. فمهما كان جهادنا الروحى ضعيف وقليل، ينتظره الله باهتمام ليباركه بنعمته، فَيُشْبِعُ حياتنا كلها.
+ امر الرب بان ينظموا الجمع فرقا على العشب وبارك وكسر ثم أعطى تلاميذه ليوزعوا على الشعب بنظام أجلس التلاميذ الجموع فى مجموعات، كل مجموعة مائة أو خمسين، فهم كهنة العهد الجديد المسئولون عن رعاية وإشباع الجموع، وحتى لا يُنسَى أحد، فالنظام يضمن وصول الطعام للكل. وكانت البركة كبيرة جدا، حتى أن الجموع كلها أكلت وشبعت وفضل عنها، فالله يعطى يسخاء دائما. ثم أمر بجمع الكسر احتراما وتقديرا لنعمة الله، وإظهارا لعظمة المعجزة، فملأت الكسر اثنتى عشر قفة، على عدد التلاميذ. فما حدث ليس حلما أو مجرد شعور أحست به الجموع، ولكنه حقيقة. ولم يُذكر عدد النساء والأولاد، ليس إهمالا لهم، بل باعتبار أن الرجل هو رب الأسرة ويعبر عنها. ومن الناحية الرمزية، ترمز النساء للنعومة، والأطفال إلى عدم النضج. فينبغى أن يكون الإنسان قويا وناضجا وليس مدللا لكى ينال بركة ربنا ويتمتع بالشبع الروحي.