الأقباط: البنت لم تغتصب وأطراف تحاول إثارة الفتنة فى البلاد .. وإسلاميون: نرفض تلوين المشاكل بالدين ويمكن تشكيل لجنة للنظر فى تلك القضايا رفض أقباط وإسلاميون ما أثير حول وجود فتنة طائفية فى محافظة قنا بعد حادثة اغتصاب فتاة مسلمة من قبل رجل مسيحى. وأكد الأقباط أن الحادثة لم تكن اغتصاب بالمرة لأنه تم الكشف الطبى على الفتاة واتضح كذب الادعاءات فيما أعلن الإسلاميون أنهم يرفضون تلوين المشاكل البسيطة بالدين وزجها فى دائرة الصراع الطائفى . وقال الناشط القبطى ممدوح رمزى، عضو مجلس الشورى، إن ما أثير حول وجود فتنة طائفية فى قنا غير صحيح بالمرة، موضحًا أنهم أجروا مكالمات هاتفية مع عدد من الأقباط فى قنا وأكدوا أن الفتاة التى تم ادعاء اغتصابها لم تمس بسوء وأنها مجرد عملية تحرش جنسى يمكن أن تحدث من مسلم أو قبطى وما إلى ذلك. وقال رمزى، إن البنت لم تغتصب كما نشرت الصحف وأذاع الإعلام، مؤكدا أنهم استاءوا من الجهل الذى عم على المجتمع بسبب محاولة تأجيج فكرة الفتنة الطائفية بعد كل أزمة بين مسيحى ومسلم، وأضاف رمزى، أنه إذا حدثت أى مشكلة من قبل مسيحى أو مسلم مع آخر لابد أن تعامل بشكل قانونى ودون أى زيادة أو نقصان أما ما يحدث من إثارة الشائعات فهو غير مقبول بالمرة . بينما قال القس ألبرت لويس أحد كهنة الكنيسة الإنجيلية إن السبب فى افتعال الفتنة الطائفية يعود إلى عصر الرئيس الراحل أنور السادات وتراث ثقافى وموروث قديم، كما أنه يوجد بعض الأطراف التى تريد استمرار الصراع الطائفى داخل المجتمع المصرى وعمل فتنة ووضع بذرة الفتنة بين الطرفين . واستطرد بالقول، إن السادات كان يتدخل فى المنازل ويقوم بإلقاء القبض على إسلاميين أو غيرهم من خلال خلق نوع من التفرقة بين الطرفين ومحاولة تشتيت المغزى الحقيقى إلى أسباب أخرى مثل أنه ينتمى للماركسية أو الشيوعية أو الجماعات الإسلامية المتطرفة، إضافة إلى إلحاق التهم من تفريق بين المواطنين أو محاولة خلق فتنة طائفية . وعن الحلول المقترحة لحل الأزمة قال إنه يجب توحيد الرأى الصادر عن الحادثة أو المشكلة سواء من الكنيسة أو المسجد وبما يتلاءم مع التوجه العام بالمجتمع، بالإضافة إلى إمكان تشكيل لجنة لفحص أى أزمة والبت فيها، وقال "اعتقد أن استمرار تجاهل تلك المشاكل الصغيرة قد يخلق نوع من الاحتقان أو إحداث أى أزمات طائفية كبيرة". من جانبه دعا اللواء عادل عفيفى رئيس حزب "الأصالة" إلى احتكام العقل وعدم تأجيج القضية خاصة وأن الظروف التى يمر بها الوطن لا تحتمل أى حادثة جديدة خاصة بين الأقباط والمسلمين مشيرًا إلى أن هناك بعض الجهات تحاول جر مصر لها واستغلال الحالة غير المستقرة التى يمر بها الوطن . وطالب عفيفى، العقلاء من الجانبين بالتدخل الفورى وتشكيل لجنة تحظى باحترام الشعب المصرى لإنهاء هذا الانقسام قبل تضخيمه وأن يلزم الإعلام دوره فى لم الشمل وعدم نشر أخبار تؤجج من الحادثة، مشيرا إلى أن القبطى هو مواطن والحادثة لابد وأن تعامل كأى حادثة ينال عقابه من محكمة الجنايات ليس أكثر . أيده الرأى المهندس عمرو فاروق عضو مجلس الشورى والمتحدث باسم حزب الوسط، حيث أكد ضرورة تطبيق دولة القانون على أى مصرى دون تفريق لديانته أو نوعه وأن يكون التعامل مع الواقعة بأنها طبيعة بين مصرى ومصرى . وأشار إلى أن الوضع فى الصعيد يختلف عن الوجه البحرى، حيث يحترم رأى كبراء الأشخاص فى البلدة ولابد من استغلال ذلك بتشكيل لجنة لذلك إن استدعت الأمور، مؤكدا ضرورة تحمل الأفراد المسئولية الوطنية وفهم طبيعة المرحلة الصعبة الراهنة . وأكد أن العلاقة بين الأقباط والمسلمين الممتدة عبر قرون من الزمان لا تحتاج إلى توضيح وتربط الطرفين علاقات قوية جيدا ومحاولات المتطرفين من الجانبين لن تؤثر فيها.