فى بركات طاعة الرب
و يجعلك الرب رأسا لا ذنبا و تكون في الارتفاع فقط و لا تكون في الانحطاط اذا سمعت لوصايا الرب الهك التي انا أوصيك بها اليوم لتحفظ و تعمل
تث 28 : 13
فى بركات طاعة الرب
---------------------------------
لا نجد فى الكتاب المقدس مثلا رائعا للذين أطاعوا الرب من كل قلوبهم وحظوا ببركات عظيمة ودائمة اكثر من شخص الرب يسوع نفسه ، الذى أطاع أبيه حتى الموت فوهب للبشرية كلها بركات لا يعبر عنها وباقية ، والتى من اهمها المصالحة مع السمائيين ، الفداء ، زوال اللعنة ، إبطال الموت ، مكنة الوجود الدائم ثانية فى حضرة الله..
كما يقدم لنا الكتاب المقدس مثلا أخرا و فريدا للذين أطاعوا الله وفرحوا فى حياتهم بمجد بركاته ، هذ المثل الفريد هو إبراهيم ابو الآباء الذى وجد فيه الرب القلب المستعد لعمل إرادته وطاعة ه ، حتى لو اضطره ذلك أن يقدم أغلى ما عنده ويمتلكه ، إذ لم يمنع اسحق إبنه من تقديمه لل والموت إرضاء للرب وطاعةً له المبارك . بل ليس فى تقديم إبنه فقط كانت الإشارة لإيمانه وطاعته ل الرب ، بل هناك أمور كثيرة فى حياة إبراهيم أعطت لنا الإشارة الصادقة لما فى قلبه من إيمان واستعداد للطاعة والخضوع ل الرب ، فلقد اختبر الرب طاعته فى أمور كثيرة وتجارب متنوعة ولكنه فى كل واحدة منها وجد فيه الطاعة التى جعلته أهلا لأن يكون أبا لجمهور كثير وبطلا من أبطال الإيمان المشهود ببرهم وصدق ما فى حياتهم من تقوى و حب وإيمان ... بل جاء الزمان الذى اعلن فيه الرب استحقاق إبراهيم للبركة الأبدية ( تك 22 : 16 – 18 ) ، وفى نهاية حديث الرب معه عن البركة أوضح له الرب سبب إعطاؤه هذه البركة بقوله : " لأنك سمعت لقولى .. "
(تك 22 : 18)
إن الله ينتظر من الإنسان كل حين التعبير عن إستعداده لتبعية وعمل مشيئته سواء كانت هذه المشيئة موافقة لرغباته الشخصية أم متعارضة معها .. ولا شك أن استعداد شاول الطرسوسى لإنكار ذاته ولطاعة الرب وتبعيته لهى أمور عظيمة ساعدته على أن يتغير ويصير إنسانا أخر لا يفكر إلا فى الحياة مع المسيح وحياة الجميع حسب إنجيل المسيح ..
ولاحظ معى صديقي ما يلى :
+ فى طاعتنا ل الرب البرهان على صدق تبعيتنا له ، وهذا كفيل بان يكون سببا فى أن نتمتع بغنى الفرح ومواعيد الله .. إن التبعية الصادقة والدائمة للرب تقتضى من الإنسان الخضوع التام والدائم لله ، وهذا ما تظهره وتؤكده طاعتنا لكلمة الرب فى إطار من الفرح والإستمرارية والرضا ، أما رفض كلمة الله فهو دليل النفس الشريرة التى تعبد غير الرب وليس لها نصيبا فى ملكوت الله ..
+ لا يبرح السلام من نفوس أولئك الذين أطاعوا الرب وعملوا حسب مشيئته فى الحياة ، هذا ما ترشدنا إليه كلمات الوحي المبارك فى (ام 1 : 33) " اما المستمع لي فيسكن امنا و يستريح من خوف الشر " ، اما الذين رفضوا مشورة الله من جهة انفسهم فصارت الحيرة والخوف والإضطراب هى بمثابة علامات واضحة ومميزة لحياتهم وسلوكياتهم ..
+ طوبى لأناس قد اختارا لأنفسهم الحياة فى ظل طاعة الرب والخضوع الدائم لإرادته ، لأن لمثل هؤلاء ميراث الحياة الأبدية وأمجاد لا ينطق بها ومجيدة ، حقا إن السماء تفرح بالطائع الأمين ليس فقط لأنه أختار العمل بإرادة الرب بل ولأنه قد عرف فنال ية والقوة والسلام .. لذا فاليوم الذى يقرر فيه العالم كله الخضوع للرب ، هذا هو اليوم الذى تستطيع ملائكة السماء أن تنشد فه ثانية وتقول : " المجد لله في الأعالي و على الأرض السلام و بالناس المسرة "
(لو 2 : 14)
+ إن المزيد من المراحم الإلهية و عطايا الرب لا توهب إلا للذين وضعوا فى قلوبهم أن يصنعوا كل شىء فى الحياة حسب إرادة الله وفكر الإنجيل ، وما أكرم النفس التى تعلمت أن تنتظر الرب وترفض الخضوع لناموس غريب أو فكر مخالف لروح الإنجيل ، وإن طال زمن الانتظار والمحنة و العناء ..
+ يحتاج حصول الإنسان على بركات الرب المعدة للذين يطيعونه ويعملون إرادته للتأنى والصبر ، و عمل المحبة الصادق وإن دفع الإنسان للانتظار لا ينقطع ، لأن المحبة أقوى من الموت ، ومن ثم فهى أقوى من الخوف والقلق والإضطراب ..
+ طاعة الرب تجعلنا بمنآى عن الخطر والشر والندامة ...
+ طاعة الرب تهب لنفوسنا الفرح والرجاء والسلام ..
+ طاعة الرب تهب لنا إستحقاق مواعيده وإحساناته ..
+ طاعة الرب تهب لنا إستحقاق رحمته وغناه ورضائه ..
+ طاعة الرب تذكينا لكل ما هو كريم ومقدس ومبارك من الرب ..
+ طاعة الرب علامة على بغضة الإنسان لذاته ، والعكس صحيح ..
+ طاعة الرب دليل الرغبة فى العيش حسب إرادة الله و حق الإنجيل وتدبير الروح القدس ..
+ طاعة الرب تجعلنا نسلك فى طريق النور و والإيمان ..
+ طاعة الرب تجعلنا أهلا لاهتمام السمائيين و شفاعتهم كل حين ..
+ طاعة الرب تجعلنا أهلا لان نحظى بالمواعيد وخيرات الدهر الأتى ..
+ طاعة الرب هى سر سعادة الأبرار والقديسين ،
+ طاعة الرب تؤهلنا للانتصار والإكليل والمجد الأبدى ..
+ طاعة الرب تؤهلنا لدخول السماء ، ومكتوب " ليس كل من يقول يارب يارب يدخل ملكوت السموات. بل الذي يفعل إرادة أبى الذي في السموات "
( مت 21:7) ..
+ طاعة الرب هى التى تكفل لنا السلامة والبركات ، لذا " ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس."
( أع 29:5)..
+ طاعة الرب تساعدنا على النجاح و النمو والارتقاء " لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك بل تلهج فيه نهارا وليلا لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه لأنك حينئذ تصلح طريقك وحينئذ تفلح"
( يش 8:1 )..
صديقى ، مهما بلغ ذكاء الإنسان لا يمكنه أن يدرك المجد المعد للذين قدموا طاعة وخضوع للرب من كل قلوبهم ، إذ أن وعد الرب صادق وأمين ، فلقد وعد بالسعادة والفرح والبركات لكل الذين يسمعون كلمته ويعملون بها ، ومكتوب " ليس الله إنسانا فيكذب و لا ابن إنسان فيندم هل يقول و لا يفعل أو يتكلم و لا يفي (عد 23 : 19) . لك القرار والمصير !!
------------------------