الوداعة وصفات الانسان الوديع
الوداعة وصفات الانسان الوديع
فضيلة الوداعة من اهم الفضائل المسيحية ‘ يكفى قول السيد المسيح:
تعلموا منى لانى وديع ومتواضع القلب ‘ فتجدوا راحة لنفوسكم (مت29:11)
1- من صفات الانسان الوديع انه طيب وهادئ ومسالم
ااانه هادئ فى ه لايصيح ولا يحدث شغباً وهادئ ايضاً فى معاملاته لا يخاصم ولا يقطع صلته بإنسان ولا يحتد على احد
والانسان الوديع لا يرفع ه اذيد مما يجب ولا يعلوا ه اكثر مما تحتمل الحالة فى الكلام
ه هادئ غير صاخب بعكس العنفاء الذين فى كلامهم صخب يتكلمون ب عالٍ وبحده وعنف
أحياناً هم يرعب
2- والوديع كما ان ه منخفض كذلك نظره منخفض ايضاً
لا يحدق فى احد ولا يحملق فى احد تنطبق عليه عبارة لا يملأ عينه من وجه انسان ومادام لا يملأ عينه من وجه انسان فهو يحتفظ بمعاملات طيبة مع الكل
لانه لايفحص مشاعر الناس بنظراته ولا يحاول ان يعرف ما بداخلهم لان محاولة معرفة الدواخل تعكر المعاملات
اما غير الوديع فإنه يكلم غيره وينظر الى عينيه اثناء كلامه ليرى هل هو صادق ام لا ؟ وهل نظرته عكس كلامه؟ وهل ملامحه عكس كلامه؟ وهل يبطن شئ آخر عما يظهر ؟ وهل ... وهل .... ؟ مما يجعله يشك فيه ..
3- اما الوديع فيكون فى سلام مع الناس لانه لايفحص ملامحهم وتصرفاتهم
ان تعامل مع احد لا يتناوله بالفحص والتحقيق ولا يتناول كل مايعمله هذا الشخص بتحليل وتدقيق ويصدر احكاماً عليه
وان جلس مع أناس يأكلون لاينظر اليهم ماذا يأكلون وكيف؟ وأى صنف يأكلونه؟
وما الذى يحبونه اكثر من غيره ؟ وهل يأكلون بسرعة او بشهوة او بنهم ؟ ولا يراقبهم اثناء الاكل كما لو كان يحصى كم لقمة يأكلونها .
4- انه هادئ لايفحص أعمال الناس ولا يراقبهم ولذلك فهو لايقع كثيراً فى ادانة الاخرين يقول فى داخله ماشأنى بذلك؟
فإدانة الآخرين تاتى غالباً من فحص الاخرين ومراقبتهم أما الوديع يقول فى نفسه وانا مالى؟ خلينى فى حالى .
نعم ماشأنى بكل هؤلاء ؟ وما دخلى بتصرفاتهم؟ ان كان السيد المسيح قد قال فى احدى المرات من اقامنى قاضياً او مقسماً (لو 14:12) فماذا اقول انا عن نفسى ؟ ولماذا اتدخل فى امور لست مسؤلاً عنها ؟ ولماذا اقحم نفسى فى امور ليست من شأنى ؟ وهكذا يحتفظ بسلامه الداخلى
5- والانسان الوديع يكون دائماً بشوشاً مبتسماً لا يعبس فى وجه احد
لا يقطب جبينه ولا نظراته ولا يتجهم ولا يستقر عليه ابداً روح الغضب او الضيق
له ابتسامة حلوة محببة الى الناس وملامح مريحة لكل من يتأملها ولا تسمح طبيعته الهادئة ان يزجر ويوبخ وان يشتد ويحتد بل هو بطبيعته انسان هادئ وكلامه لين ولطيف وبخاصة ان كان من الخدام او من رجال الدين نفسه.
6-الانسان الوديع يتمتع بسلام داخلى فهو لاينزعج ولا يضطرب ولا يتجسس
مهما كانت الاسباب الخارجية
قد يكون البحر هائجاً والامواج مرتفعة والسفينة تضطرب فى البحر ذات اليمين وذات اليسار اما الصخرة الثابتة فى البحر لا تضطرب والجنادل التى فى البحر لاتهتز مهما كان عنف الامواج
كذلك الوديع : هو كالصخرة او الجندل لا يتزعزع مهما كانت الظروف بل فى هدوء يسلم الامر لله ولا يضطرب ويقول مع داود النبى فى المزمور ان يحاربنى جيش فلن يخاف قلبى وإن قام على قتال ففى هذا انا مطمئن(خر3:27)
يقول مارإسحق من السهل عليك ان تحرك احد الجبال من موضعه وليس سهلاً ان تحرك الانسان الوديع عن هدوئه.
7- ومهما عومل الوديع لا يتذمر ولا يتضجر ولا يشكو
بل غالباً ما يلتمس العذر لغيره ويبرر فى ذهنه مسلكه ولايظن فيه سوءاً وكأن شيئاً لم يحدث ولا يتحدث عن اساءة الناس اليه ولايحزن بذلك فى قلبه فإن تأثر لذلك او غضب سرعان مايزول تأثره ويصفو ولايمكن ان يتحول حزنه الى حقد .
8- قد يثور البعض عليه ويوجه اليه اتهامات او اهانات فلا يحتد ولا ينتقم لنفسه ولا يقاوم الشر (مت 39:5)
بل قد يصمت فى هدوء ويبتسم فى وجه من يثور عليه ابتسامة بريئة وكأنه ليس هنا مما يجعل الثائر عليه يخجل من اهانته له
هذا الانسان الوديع له احياناً طبع الطفل الهادئ المبتسم
9- الانسان الوديع بعيد عن الغضب حليم واسع الصدر
انه لايغضب بسرعة ولا ببطء ولا ينفعل الانفعالات الشديدة ولا تراه ابداً ثائراً ولا عصبياً بل ملامحة هادئة وكما انه لايغضب فإنه لايتسبب فى غضب احد وإن غضب منه احد فإن له - الجواب اللين الذى يصرف الغضب – (أم 1:15)
لذلك فهو انسان كويل البال وكثير الاحتمال وإذ له – صورة الله –
فهو مثله يحتمل الخطاه الذين يخطئون اليه ويطيل اناته عليهم ويعيش فى سلام