رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هوذا يناديك .....
على قارعة الطريق فى مدينة أريحا جلس بارتيماوس .. وقد نشر الظلام لواءة على حياته إذ فقد نعمة البصر ... وكنت تراه فى ثياب رثة بالية ..... ونفسية محطمة بائسة ... وتتصاعد من أعماق بين الفينة والفينة أصوات الاستجداء والحاجة . لعل قلباً يرحم أو نفساً تعطف .. وهكذا ظل على هذه الحال السنين الطوال لكن ها هو يرهف السمع لان اصواتا تقترب من بعيد . تتزايد فشيئا . فدفعته غريزة حب الاستطلاع ليسأل عن السبب فإجابة شخص طيب القلب أن يسوع الذى من الناصرة قدم إلى أريحا وها هو يقترب تحيط به الجموع الحاشدة فصعدت من ذلك الأعمى البائس زفرة خافتة .... آه لو كنت مبصرا لكنت قد رأيت ذاك الأعمى البائس زفرة خافته .. أه لو كنت كبصرا لكنت قد رأيت ذاك الذى سمعت عنه الكثير ..... لكن سرعان ما تهللت أسارير وجهة بالرجاء ..... أليس هذا هو الذى يهب البصر للعميان ! إذا هذه فرصتى وصمم أن ينتهزها مهما كانت الظروف . خواطر مرت بسرعة وما هى إلا لحظات حتى زحمته الجماهير فى طريقها . فنادى بالعى ه " يا يسوع ابن داود ارحمنى " لكن صرخته ضاعت فى ضوضاء الجماهير فأعادها ثانية داوية أكثر من الأولى إذا ازداد صراخا انتهره المتقدمون أن يسكت ويكف عن صياحة حتى لا يزعج المعلم . .... ولكن ماذا حدث ، لقد وقف المعلم ووقف معه الجمع كله ، وإذ ب هادىء جميل وأكثر حنانا من الأمهات ـ، يقطع سكرن هذا الموقف وإذا بذلك الأعمى البائس يسمع ا يناديه باسمه . هوذا يناديك ..... وسرعان ما رددت الجموع هذا النداء واتجهت إلى بارتيماوس " ترك بارتيماوس رداءه وأسرع إلى يسوع ... وفى تلك اللحظة الحاسمة تقابل مع رب الحياة الذى لا يخيب منتظره سأله يسوع ماذا تريد أن افعل بك، فأجاب الرجل إجابة مختصرة لكنها واضحة صريحة فقال يا سيد أن أبصر ... فأبصر فى الحال لان إيمانه قد فاه .. وتبع يسوع فى الطريق .... ( مرقس 10) ليست هذه قصة من نسج الخيال ... لكنها حقيقة واقعة وفضلا على ذلك تمثل حالة كل إنسان بعيد عن نعمة الله ولم يتقابل مع يسوع بعد ... هو اعمى لأنه لم ير نفسه على حقيقتها كمذنب أمام الله ومستحق للدينونة والأبدية المرعبة . لان الشيطان قد اعمى أذهان غير المؤمنين .. وهو اعمى لا يرى محبة الله التى أعلنت فى صليب المسيح الذى قدم نفسه نيابة عن البشر لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية . ... وهو اعمى لأنه لا يرى شناعة الأبدية التى سيذهب إليها محكومة عليه بالغضب الإلهي ويذخر لنفسه غضبا ليوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة ... بل انه جالس على الطريق .... شارد عن مكان ونور المسيح الذى قال عن نفسه أنا هو الطريق و والحياة لان الخاطىء قد ضل الطريق ومال إلى طرقة الخاصة لعلها تشبع قلبه أو تروى ظمأ نفسه .... لكنها كلها أبارا مشققة لا تظبط ماء ، فلقد تعب الذين أسرعوا وراء أخر لان كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضا ... ثم انه يستعطى ..... مسكين هذا الإنسان ... إلى اى حالة بائسة قد وصل .... لعلنا نرثى له بمرارة ونبكى حالته بحرارة .... لكن هى حالتك أيها العزيز أن كنت بعيدا عن الله – انك تستعطى .. وليس من يعطى .. انك فى موقف الاحتياج والاستجداء من هذا العالم الموضوع فى الشرير .... ولا يعطيك العالم إلا ماء مالحاً ..... هى شهوة تعقبها لسعة ... وهى لذة تأتى فى أثرها نكبة ... لكن يوجد من يستطيع أن يشبع جوع نفسك من دسم ويروى ظلما قلبك من ماء الحياة مجانا فهل تقبل إليه ؟ .... لقد انتهز ذلك الأعمى الفرصة الفريدة التى عبرت فى تاريخ حياته وها يسوع بمر بابا قلبك الآن ... وها ه يدوى فى كل شىء حولك ... كثيرة هى الجموع التى تزحم المعلم .... لكن هى فرصتك أنت بالذات أن تنتهزها ... لربما يمر يسوع بك مرة أخرى .... فتصبح الفرصة منك إلى الأبد .... وتحتاج إلى الشجاعة لتصرخ من كل قلبك " يا يسوع ابن داود ارحمنى " لا يهمك الجمع المحيط بك ... لا تهتم بمن يتقدمون الموكب مهما كانوا .... بل اشعر بحاجتك واصرخ إلى ربك وسيدك . فأنت المحتاج وهو وحدة الذى يستطيع أن يسدد حاجتك ... أن يهبك بصيرة القلب ونور الحياة فيرحمك من الذى والمرارة ويمتع نفسك بالقداسة والطهارة .... ثق أيها العزيز انه يحبك ... استمع إليه فى هدوء ..... لأنه يناديك باسمك .. وكأنك ليس فى الكون مخلوقا سواك . وكأن الجمع كله لا يحوى إلا شخصك ... فأنت عزيز عليه ... لذلك يناديك باسمك .. أنت بالذات ... إذا ثق وقم لان هوذا يناديك .. لماذا تبقى فى مكان العمى والذل والحاجة بينما هو يحبك ويناديك ... هل تترك هذا المكان . هل تطرح الرداء .... رداء الخطية والعادات الذميمة ... رداء النجاسة والحياة الشريرة .. هل تسرع إلى يسوع الذى يناديك ..... وهل تحدثه فى هذه الفرصة عن حاجتك فيغمر قلبك بسلامة وروحك بسعادته وحياتك بنصرته . إذ يهبك البصر الروحى فتتمتع بمحبته وتصبح ضمن أولاده وخاصته . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ثق قم هوذا يناديك |
ثق ...قم ...هوذا يناديك |
هوذا يناديك ..... |
هوذا يناديك |
ثق. قم. هوذا يناديك |