تأملات في الغطاس ( البابا شنودة الثالث )
لم يخجل من أن يتقدم وسط صفوف الخطاة، ليطلب العماد من يد عبده يوحنا.
ولما استحى منه هذا النبي العظيم، أجابه فى وداعة " اسمح الآن، لأنه يليق بنا أن نكمل كل بر".. وأعطانًا بهذا درسًا عمليًا في حياتنا.
وأعطانًا درسًا أن نحمل خطايا الغير..
وأن ندفع الثمن نيابة عنهم، بكل رضى.. وأن لا نقف مبررين لذواتنا،
مهما كنا أبرياء. وأننا بهذا نكمل كل بر.. أتراك تستطيع أن تدرب نفسك على هذه الفضيلة؟
إن القديس يوحنا ذهبى الفم يقول:
إن لم تستطع أن تحمل خطايا غيرك وتنسبها إلى نفسك، فعلى الأقل لا تجلس وتدين غيرك وتحمله خطاياك..
إن لم نستطع أن نحمل خطايا الناس، فعلى الأقل فلنحتمل خطايا الناس من نحونا، ولنغفر لهم.. بهذا نشبه المسيح، بهذا نستحق أن ندعى أولاد الله. وبالحنان الذي نعامل الناس، يعاملنا الله..