13 - 01 - 2013, 11:38 AM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
الأمراض وأسبابها
قالوا:
¨ أن الخطية هي السبب الرئيسي والوحيد لكل الأمراض. بمعني أن كل من يصاب بأي مرض فهو قد عمل شراً وهذا قصاصه. وفاتهم أن الأشرار يملأون الأرض ويتمتعون بصحتهم حتى أن آساف النبي غار منهم فقال "لأني غرت من المتكبرين إذ رأيت سلامة الأشرار. لأنه ليست في موتهم شدائد وجسمهم ثمين. ليسوا في تعب الناس ومع البشر لا يصابون" (مز73: 3-5).
¨ المؤمن لا يمكن أن يصاب بأي مرض نفسي أو أي مرض عقلي لأن الرب امتلكه نفسا وروحا وجسدا وهو كفيل أن يحفظه عقلاً ونفساً، وكيف يصاب المؤمن بأي مرض من مثل هذا النوع والرب إلهه معه وصار ضامنه؟
¨ المؤمن الذي وهب حياته للرب تماماً لا يصاب بأية متاعب نفسية أو مرضية، وإذا أصيب بذلك فهذا يعني أن هناك خطية في حياته.
¨ إن كل مرض يصيب الإنسان هو نتيجة لعنة من اللعنات الوارد ذكرها في سفر التثنية الأصحاح الثامن والعشرون والتي تكلم بها الرب, وهذا نتيجة شر في الحياة وعدم طاعة الرب.
¨ نخطأ إذا استعملنا الأدوية، بل استعمالها شر لأن هذا يعلن عدم ثقتنا في الرب وفي وعده القائل «أنا الرب شافيك» (خر26:15). ومن وراء هذه الفكرة المغلوطة كثرت الأسئلة مثل: لماذا لا أُشفى بالإيمان؟، ولماذا ألجأ إلى الطبيب وأنا ليَ الرب الشافي؟ وهل الرب لا يستطيع أن يشفيني؟، وغيرها من الأفكار والأقوال التي تتردد على ألسنة الكثيرين وخاصة في هذا العصر. ومن المؤكد أن كثيرين يرجون جوابا على هذه الأفكار. ومن هنا يمكننا أن نجيب بالقول أننا نؤمن بالشفاء الإلهي، بل ونؤمن إن كل شفاء هو شفاء إلهي، فقد يتدخل الرب بصورة مباشرة دون تدخل الطبيب عن طريق الصلاة «فصلاة الإيمان تشفي المريض » (يع 14:5-15). وقد يتدخل الرب بصورة غير مباشرة من خلال الأطباء والأدوية. ونرى هذا واضحا في كلمة الله. فلقد أوصى إشعياء النبي من جهة الملك حزقيا لما كان مريضا بالقول "ليأخذوا قرص تين ويضمدوه على الدبل فيبرأ" (إش21:38) ولقد أوصى بولس الرسول تلميذه تيموثاوس الذي كان يعاني من أمراض كثيرة بالقول "لا تكن في ما بعد شراب ماء بل استعمل خمرا قليلا من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة" (1تي23:5). ولا ننس قول الرب يسوع "لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى" (مت9: 12).
¨ إن أصيب أكثر من واحد في عائلة واحدة بنفس نوع المرض فهذا يعني أن لعنة الناموس قد حلت بهذا البيت مستندين على ما جاء في سفر التثنية الأصحاح الثامن والعشرون. والشفاء من هذه اللعنة يتطلب صلوات وتذلل وبكاء حتى يتنازل الرب ويرفع هذه اللعنة عن هذا البيت. وقد فاتهم أن الرب يسوع بموته على الصليب قد رفع لعنة الناموس تماماً. يقول الروح القدس «المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا لأنه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة، لتصير بركة إبراهيم للأمم في المسيح يسوع لننال بالإيمان موعد الروح» (غل3: 13و14). ولو قلنا أن لعنة الناموس يمكن أن تحل على كل من لا يعيش الناموس الآن, فهذا إلغاء لتجسد ربنا يسوع المسيح وموته على الصليب وقيامته 00 ومن يرضى بهذا؟
¨ كل تعب نفسي أو مرض نفسي ضربة من الشيطان أو سحر أو عمل شرير, حتى أنهم ظنوا أن هؤلاء المرضى نفسياً أو عصبياً أو عقلياً بهم أرواح نجسة، الأمر الذي زاد من متاعب الناس وتعاستهم أكثر. لقد سمح ليَ الرب ككارز بالإنجيل أن ألتقي بالكثيرين من التعابى والمرضى نفسياً لأنهم يطلبون الصلاة لأجلهم، ولاحظت أن لديهم من الأفكار التي سمعوها من كثيرين ما يجعلهم يقتنعون بأن أمراضهم هذه سببها الشيطان، الأمر الذي جعل متاعبهم تزداد أكثر من المرض والتعب ما لا نتوقعه. لذلك حتمت المسئولية علينا أن نضع الأمور في مسارها الصحيح لرفع المخاوف الكثيرة عند الكثيرين ولاسيما أن الكثيرين يسألون لماذا نصاب بالأمراض؟ ولماذا يسمح الرب لنا بذلك؟ وفي أغلب الأحيان بهذه الأسئلة نريد أن نستذنب الله ونبرر أنفسنا. لذلك عزيزي القارئ دعني أصطحبك في هذه الأفكار:
الأمراض وأسبابها
ما أكثر الأمراض التي تصيب البشرية والتي تزايدت عبر القرون والسنين, وخاصة في عصرنا هذا الذي كثرت فيه الأمراض المستعصية رغم التقدم في العلوم الطبية, مثل: الإيدز والسرطان والفشل الكلوي والسارس (الإلتهاب الرئوي الحاد) وغيرها من الأمراض. لا يوجد مرض واحد بدون سبب، بل لكل مرض سبب، وربما أسباب. في موضوعنا هذا سنتخذ أساس حديثنا من الكتاب المقدس، كلمة الله التي هي النور الذي ينير لنا وعلى أذهاننا لنعرف أسباب المرض.
وأرجو أن نلاحظ أنه ليس من الصواب أن نتمسك بسبب منها دون الآخر ونجعله السبب الأساسي للمرض.
من هذه الأسباب:
أولاً: الخطيئة
الله لم يخلق الإنسان للمرض والتعب والموت، ولم يخلق المرض والتعب والموت للإنسان، لكن بسبب سقوط الإنسان الأول آدم في الخطية بمخالفته لوصية الله التي أوصاه بها, ولكونه رأس الخليقة المنظورة، انفصل ومعه الخليقة عن الله مصدر حياته وسعادته وسروره وراحته، وصار مستعبداً للشيطان الذي صار رئيس هذا العالم. وهكذا دخلت الخطية إلى العالم التي تسببت في فساد كل شيء وبالتالي دخل المرض والموت. ولذلك في الأصحاح الخامس من سفر التكوين نقرأ عن آدم ونسله، ويذكر عن كل واحد منهم أنه عاش ومات. لقد أصبح كل البشر عرضة للإصابة بالمرض في عالم أفسدته الخطية. إننا لا نجد إنساناً واحداً يحيا على هذه الأرض أو عاش عليها ألا وقد تعرض لإمراض كثيرة وليس لمرض واحد.
هذا السبب ألا وهو الخطية هو أساس دخول المرض والتعب والشقاء لكل البشرية لكن تلتها أسباب أخرى كثيرة.
ثانياً: العصيان وعدم طاعة الله
قال الرب لبني إسرائيل «إن لم تسمع لصوت الرب إلهك 00 يضربك الرب بالسُل والحمى والبرداء والالتهاب والجفاف واللفح والزبول 00 يضربك الرب بجنون وعمى وحيرة قلب» (تث28: 15و22و28).
لكن ما يجب أن نلاحظه أنه ليست هذه قاعدة عامة نراها في جميع الأحوال، بمعنى أن كل خاطئ لابد أن يصاب بأحد هذه الأمراض السابق ذكرها. فنحن نرى في المحيطات حولنا كم من الفجار والخطاة الذين تحدوا الله وعملوا ما لا يليق ضده لكنهم يتمتعون بالصحة أفضل من مؤمنين أتقياء يحبون الرب!! قال آساف عن هؤلاء الأشرار «ليسوا في تعب الناس ومع البشر لا يصابون» (مز5:73). ومن كلمة الله نفهم أن الله يهتم بجميع خليقته فهو يشرق شمسه على الأشرار والصالحين (مت45:5)، «هو منعم على غير الشاكرين والأشرار» (لو35:6). ويجب أن نلاحظ أن تعامل الله مع الإنسان في العهد القديم أساسه الناموس والقائل «افعل هذا فتحيا» (لو28:10)، ومن لا يحياه فقد جلب على نفسه لعنة الناموس هذه, والتي عالجها الله في صليب ربنا يسوع المسيح الذي صار لعنة لأجلنا (غلا3: 13). وأصبح تعامل الله مع البشر قائم على أساس جديد إلا وهو النعمة التي تعطي من لا يستحق. فالمبدأ الآن ليس هو ماذا يفعل الإنسان لأجل الله بل ماذا فعل الله من أجل الإنسان.
ثالثاً: سيادة الشيطان على العالم
لقد نزعت السلطة من الإنسان بعد سقوطه في الخطيئة، وصارت ممالك العالم لإبليس (مت8:4). إبليس عدو الله والمدمر لكل ما هو حسن, والذي لم يكتف بنشر الفساد على الأرض, وتحول الناس عن الله مصدر حياتهم وراحتهم وسعادتهم, بل امتلك أجساد بعض الناس وأصابها بالمرض, مثل المرأة المنحنية التي ربطها ثمانية عشر سنة ولم تقدر أن تنتصب البتة, والتي قال الرب يسوع عنها, إن الشيطان ربطها تلك الفترة (لو11:13-16). كذلك الأخرس الذي عندما أخرج الرب الشيطان منه تكلم (مت33:9). والغلام الذي قدمه أبوه للرب يسوع «فلما أخرج الشيطان منه شُفيّ في الحال» (مت18:17).ومجنون كورة الجدريين الذي صار عاقلا ولابسا وجالسا عند قدمي يسوع بعد أن حرره الرب يسوع وأخرج منه لاجئون (لو8: 26-36).
كما أن هذه الأمراض التي تسببها الأرواح الشريرة لا يقدر الطب أن يتداخل فيها أو يقدم علاجا لها. ويجب أن نعلم أنه لا يقدر الشيطان أن يفعل شيئاً إلا بتصريح من الله, كما حدث في تجربة أيوب المعروفة والمشهورة في سفره والوارد ذكرها في الأصحاح الأول. ولا يغيب عنا هذا الحق الواضح أن الشيطان لا سلطان له إطلاقاً على المؤمن لأن المسيح أمتلكه روحاً ونفساً وجسداً فهو ليس ملكاً لنفسه بل لله (1كو6: 19و20). ويجب أن نعرف أنه ليس كل مرض عقلي أو نفسي هو عمل شيطاني، لأن الجهاز العصبي مثله مثل باقي أجهزة الجسد وهو عرضه للإصابة بالمرض.
|