رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أيــن أجـد السعــادة ؟
كانت الحياة تجمع الناس على الاطراح أوقات وعلى الافراح أوقات أخرى بل كانت الاحزان ومصائب الافراد تجمعهم يد واحدة وقلباً واحد أمام تلك المصائب ونوائب الدهر ولكن مع مرور الاعوام وتسارع القرون وتبدل الاحوال وضياع الذمم والضمائر أضحت الافراح والسعادة كلمة غريبة هى أقرب ما تكون لاسطورة من أساطير العصور الغابرة وحكاية تروى عن أخبار الاقدمين كحكايات الف ليلة وليلة أن شاهدت يوماً أنسان يتكلم عن الفرح أو السعادة تنظر لة كأنك تشاهد مجنون أو مختل عقلياً أو ممسوس من الجان وعندما تحس فى نبرة أحد مسحة من السعادة تظن بة كل الظنون يالها من أيام تلك التى تحياها الارض الان لم يعد أحد يبحث عن السعادة وسرور القلوب مثلما كان فى الماضى البعيد البعيد جداً ولكن كان هناك ذلك الاحد الذى ترك كل ما يملك من أراضى وممتلكات وأعمال لكى يبحث عن السعادة كان يعلم أن هناك مصنع قائم منذ الاذل فى مكان ما ينتج السعادة وكانت تأتية تلك المنتجات ونفحاتها التى تبعث فى الانسان الشعور بالغبطة والسرور والسعادة كان ينام كل ليلة وهو مطمئن هادىء النفس قرير العين لعلمة أن السعادة مابرحت الارض أبداً ولكنة منذ فترة ليست بالقليلة أحس بأن تلك السعادة أضحت شىء نادر وغالى الثمن تخيل فى أول الامر أن الموضوع سيزول وتنتهى مع أول يوم جديد يشرق على المسكونة ولكن الايام توالت والشهور مرت ولا ظهر للسعادة نتاج ولا شاهد صاحبنا بسمة فرح وسرور على وجة من وجوة الناس ممن حولة عاهد نفسة على أن يترك كل ما لة ويمشى البلاد والاسفار بحثاً عن معشوقتة الا وهى السعادة عاهد نفسة الا يرجع عن بحثة الا برجوع السعادة لكل من حولة من بنى الانسان أخذ من الزاد مع يعينة على طول السفر كما أخذ معة خارطة لتعرفة أين يقبع ذلك المصنع القائم منذ قيام الارض أخذتة الاسفار كل مأخذ تعب كثيراً ضعف كثيراً أحس باليأس والقنوط أوقات كثيرة ولكنة فى كل الاحوال ما أنفك يبحث عن ذلك المصنع الذى قد ندرت منتجاتة وفى ليلة مقمرة وضاحة ونجوم الليل تلمع فى سماء الكون الا وشاهد الباحث عن السعادة ذلك البناء الشاهق الذى يقبع وحيداً فى تلك الربوة العالية يقبع كما الاسد الجريح حينما تلم بة الذئاب الناهشة وهو الملك الاوحد الذى كانت لة صولات وجولات من القنص والصيد والبطولات نعم كان المبنى هذا هو ذلك المصنع الذى لف البسيطة كلها يبحث عنة وأخيراً وجدة وجدة وحيداً وجدة منكسراً على ذاتة وحوائطة حوائطة التى كانت تنعق فية الغربان وجدة ينعى أيام مجدة وعزة الغابر وجدة كمن يجد ذلك الجندى المهزوم المستسلم أقترب صاحبنا من أبواب ذلك البناء القائم وحيداً وقبل أن يمد يدة للباب ليقرعة الا وأنفتح على مصرعية خطى الباحث عن السعادة خطواط متثاقلة شديدة الحذر ودلف للداخل نظر حولة فى لهفة باحثاً أن أى أنسان أو مخلوق يتفاهم معة ويحدثة فلم يجد أدنى بشر تلفت حولة فهالة ما وجد وجد نفسة فى ساحة داخلية لذلك البناء ساحة مغطاة بسقف زجاجى تظهر السماء من فوقها وتلك الساحة مملوءة بأجهزة ومعدات شديدة التعقيد أجهزة هائلة الاحجام ومختلفة الاشكال والمقاسات تقدم من أحداها وقرأ تلك اللافتة المعلقة عليها< جهاز تعبئة السعادة >وهناك أيضاً لافتة على ماكينة أخرى مكتوب عليها< ماكينة تصنيع حلوى السرور >وأخرى لتغليف منتجات الفرح والنشوة وغيرها كثيراً جداً نسى الباحث عن السعادة الوقت ونسى نفسة وهام بكل جوارحة مع تلك الماكينات نادرة الوجود فلم يشعر بذلك الكائن المتقدم نحوة فى حذر ورهبة لم يشعر الا ويد هذا الكائن تقبض علية فى قوة وسرعة رهيبة التفت الباحث لذلك الكائن فوجدة رجل هرم ضعيف البنيان لحيتة تتدلى بشدة كأنها شجرة غير مقلمة الافرع ولا مهزبة الاطراف نظر الباحث لهذا الرجل فى قوة وهو يهتف بة :من أنت ؟ أتركنى ...لما تمسك بى هكذا ؟ تفوة العجوز ببضع كلمات غير مفهومة تاركاً يد الباحث ثم أبتعد عنة ليجلس فوق مقعد وهو ينهج تقدم الباحث من العجوز الجالس وأنحنى علية قائلاً لة فى عطف وشفقة :من أنت ياأبتى ؟ ولما جلوسك هنا وحدك هكذا ؟ نطق العجوز فخرجت كلماتة شديدة الخفوت قائلاً :أنا صانع السعادة ياولدى أو كنت صانعها فرح الباحث بتلك الاجابة التى كان ينتظرها منذ أمد بعيد فهلل فى سرور :أنت أذاً ذلك الرجل الذى أتعبنى كثيراً وأنا أبحث عنة !!؟ نظر لة صانع السعادة فى حزن قائلاً :ولما تبحث عنى ؟؟ ماذا تريد ياولدى من عجوز أصبح الموت على أبواب حياتة وهاتف الفناء يصدر لة تعليماتة بالمضى لة أنزعج الباحث قائلاً فى رعدة :ماذا تقول ياأبتى !!صانع السعادة يقول هذا ! كيف لصانع الفرح والسرورأن يترك يد الموت تأخذة للقبور كيف لصانع السعادة أن يترك نفسة للحزن كالمهزوم ! كالمقهور !! أجبنى باللة عليك أين منتجاتك التى كانت فى كل مكان أين الفرح ؟ أين السرور ؟ أين المرح ؟ أين نشوة الشعور؟ أبتسم العجوز فى مرارة شديدة ودمعت عيناة مجيباً :منتجات السعادة والسرور ،بضائع النشوة والحبوركل هذا لم يعد من مستلزمات هذا العصر بل أضحى نتاجة مدفون مقبور هز الباحث رأسة بشدة علامة الرفض : لا يا أبتى لافأنا أبحث عنك لآننى محتاج لمنتجات مصنعك مثلى مثل كثيرين غيرى فى كل بقاع المعمورة نحتاج الفرح نحتاج المرح ، نحتاج تدفق مشاعر الغبطة والغرق فى بحار النشوة الحلوة والتمتع بمذاق الانشراح والحبور لما كل هذا اليأس !! لما تلك الكلمات التى تخرج منك مهزومة !! أنت ياأبتى لا تعرف كم هو مقدارك ومقدار منتجات مصنعك عند بنى الانسان ؟ بل أنت ياأبتى لا تعلم حجم الخسارة الفادحة التى أضرت بة هذة الايام فبنى البشر أصبحوا لا يقدرون على الحياة بكل تلك الاحزان الاحزان التى هجمت عليهم كما تهجم الصواعق على أشجار الغابات فتحرقها كما تهجم الجوارح على أعشاش الطيور فتهدمها أنت لا تعلم ياأبتى كما يخسر الانسان عندما يخسر السعادة والفرح الحقيقى بداخلة لقد المت بنا المصائب كما تلم مياة الطوفان المدن فتغرقها أرجوك ياأبتى باللة عليك أخبرنى أجب من بحث عنك شهور طوال هذا عددها هل فى مقدورك أن تشغل تلك الالات المبهرة لترجع لنا منتجاتك ؟ فنحن فى أشد الحاجة لها ، أجب طلبى ولا تخزلنى أرجوك نظر صانع السعادة بعيون منكسرة ضعيفة أختفى بريق الحياة منها الا قليل نظر ذلك الرجل الهرم الذى أضحى بينة وبين الموت بضع أشبار ليس الا نظر فى حزن وعطف للباحث ثم أجابة قائلاً : ولدىما كنت أصنعة لكم أنتهى أمرة ولن يعود أطلاقاً حتى وأن عاد فلن تكون قوتة مثلما كانت فى الماضى لقد أضحى الحزن والاطراح أقوى من أى منتج للسعادة أو الافراح لقد أصبح الفرح والسعادة وهم من أوهام البشر فالجميع يتقاتلون على قطعة أرض أو كسرة خبز وهم يتوهمون أن هذة أو تلك هى من ستجلب لهم كل السعادة أطماع العالم ياولدى أعمت أبصار الناس جشع البطون وغرور التملك أصم أذان البشر يد البطش والفساد هدمت كل ما هو خير وحطمت كل ما هو سعيد فى الدنيا سقط الباحث عن السعادة على ركبتية وهو يكاد أن يبكى فى يأس شديد ثم رفع عيناة ناظراً للرجل قائلاً لة فى حيرة :أذاً ما العمل الان ؟ كيف لى أن أجد سعادة وراحة القلب ومصنعك أغلق وأصبح خالى على عروشة ؟؟ كيف لى المقدرة أو القوة لاجتياز كل تلك الاحزان التى نضرب بها ؟ بل كيف لى الحياة ذاتها أن كانت هى هى أحزان وأطراح وأوجاع قلب أجبنى ياأبتى ماذا أفعل ما الحل الان ؟؟ وضع صانع السعادة كلت يداة على أكتاف الباحث المنحنى أمامة وهو يجيبة فى حنان وصدق :أنت الحل ياولدى بل كل أنسان فى هذة الدنيا هو الحل بداخلك ياولدى مصنع ربانى بداخل كل منا مصنع الهى ينتج كل أنواع السعادة يخرج من جعبتة كل حلوى السرور وكل ترياق النشوة بداخلك يابنى مصنع موجود ومشيد منذ مولدك هذا المصنع هو الاساس هو الاصل وليس مصنعى أنا فأنا لم أكن أعطيكم الا مشروبات عادية جداً لا شىء بها غير وهم نعم ياولدى كان مصنعى ينتج لكم وهم لذيذ وهم يحفزكم للشعور بالسعادة ولكنها كانت سعادة وقتية مثلها مثل الماء لا ترتوى أبداً منة مهما شربت ولكن هناك السعادة الحقةالسعادة السرمدية والماء الحقيقى ماء الحياة الذى من يشرب منة لا يعطش أبداً هذا الماء هو من سيعطيك السعادة حتى وأنت فى وسط أتون النارأبحث عما بداخلك فتش عما هو موجود وقائم وحقيقى هو طريق لمن لا طريق لة هو الحق لكل من يبحث عن الحقيقة بل هو الحياة لكل من يريد الحياة حياة الفرح حياة السعادة حياة السلام |
22 - 05 - 2012, 06:36 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
مشاركة جميلة جدا ربنا يفرح قلبك |
||||
22 - 05 - 2012, 06:52 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
شكراً أختى مارى على مرورك الجميل
|
||||
22 - 05 - 2012, 07:14 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
الرب يباركك
موضوع رائع ومميز |
||||
23 - 05 - 2012, 04:25 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
شكراً أختى ريم على مرورك الجميل |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
انت كنز مخفي |
لماذا أخفى الله موعد مجيئه؟ وهل وقت مجيئ المسيح مخفي ام مُعلن !؟ |
هــل أصبـــح الحــزن أحــن علينــا ممــــن نحــب?!! |
للشوق لحــن |
ميــن دفع مصـاريف المدرســة؟؟ |