رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ولادة يسوع فينا يبدأ الإنجيل بسلسلة نسب يسوع المسيح (مت 1:1) لكن ما معنى هذه القائمة الطويلة من الأسماء العبرية؟ إنها تُشبِع ضرورة عند اليهود بأن يروا في المسيا أبناً لداود، ولكنها تحمل معنى آخر، ففي هذه السلسلة نجد قتلة وزناة... وحين يولد المسيح في قلبي، فإنه يولد وسط الخطايا المتراكمة، فيسوع يخترق هذه الخطايا ويجد لنفسه طريقاً خلالها متسلقاً فوقها واحدة تلو الأخرى. إذن، فهذه هي ولادته فيّ. وفي هذا تشرق رحمته وتنازله، بل وقوته أيضاً. ثم إن مريم وهي تحمل يسوع في أحشائها، تمضي مع يوسف إلى بيت لحم ليكتتبا هناك (لو 3:2). يسوع لم يرد أن يولد في روما أو في أثنيا، حتى ولا في أورشليم، بل مكننا أن نجد سر ولادته في القرية اليهودية الفييرة، ولهذا ينبغي أن نصعد إلى بيت لحم ونستوطن هناك لنكتسب -بل بالحري لنحقق- روح اتضاع هذه القرية. وفي بشارة الملائكة للرعاة لا راهم يعلنون مجرد ولادة مخلص، بل يقولون "اليوم ولد لكم مخلص" (لو 11:2) يسوع إذن قد ولد من أجل كل واحد من هؤلاء الرعاة، ليصير ميلاده حدثاً شخصياً في حياة كل منا. يسوع هو عطية مقدمة لكل إنسان على حدة. وكما أن مريم -وهي تحمل يسوع في أحشاها- لم يكن لها ولا ليوسف مكان في الفندق (لو 7:2)، كذلك تلميذ المسيح لن يجد له مكاناً في فندق هذا العالم. ولسوف تكون راحة خطرة لو أنني وجدت لي مكاناً ههنا، هل هناك أدنى شبه بين الفندق والمذود؟! لقد مضى المجوس في طريق آخر إلى بلادهم بعد تلقوا تحذيراً في حلم (مت 12:2)، إذ ينبغي أن يجتنبوا هيرودس. وبمعنى روحي: أن من قاده الرب إلى المذود يمكنه أن يرجع إلى بيته ووطنه، ولكن في طريق أخر، أي أن دوافعه وميوله وإتجاهاته، وطريقة حياته ووسائلها لن تبق كما هي، فحين نذهب إلى بيت لحم يجري فينا تغيير جذري. لقد أعلم لسمعان أنه لن يرى الموت قبل أن يرى المخلص (لو 26:2). وهكذا أتنهد أنا طالباً هذا الإمتياز ألا أموت قبل أن أرى يسوع، لا بعيني الجسد بل بعيد الإيمان حيث الرؤيا الحقيقية. أما بعد موتي فسوس أراه بطريقة أخرى. لقد وهب لسمعان أكثر أن يرى الطفل فقط، إذ جمله على ذراعيه (لو 28:2). ليتك يا ربي تمنحني أن أعانق الطفل عناقاً روحياً. ولقد أمر الملاك يوسف أن يأخذ الطفل وأمه يهرب إلى أرض مصر (مت 13:2). وفي حياتنا توجد أوقات نكون فيها في ضعف شديد بحيث يفضل أن نهرب من الخطر ونتنحى عنه. لكن ينبغي في هروبنا هذا أن نأخذ معنا أثمن شيء، نأخذ يسوع، نأخذ الطفل في صغره وضعفه، فهو الذي يقوينا ويشددنا في ضعفنا، كما نأخذ أمه مثلما أخذها التلميذ الحبيب بعد الساعة التاسعة، وهكذا ارتبطت بابنها من طريق سري، بالرحمة والمحبة. من كتاب [يسوع... حوار مع المخلص] |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ولادة يسوع (ع1 - 7) |
ولادة يسوع المسيح |
ولادة يسوع |
ولادة يسوع |
ولادة يسوع |