مت 23: 37 يا اورشليم يا اورشليم يا قاتلة الانبياء وراجمة المرسلين اليها كم
مرة اردت ان اجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا.
وَكَانَ جَمِيعُ الْعَشَّارِينَ..يَدْنُونَ مِنْهُ لِيَسْمَعُوهُ. فَتَذَمَّرَ الْفَرِّيسِيُّونَ ..قَائِلِينَ: هَذَا يَقْبَلُ خُطَاةً وَيَأْكُلُ مَعَهُمْ! ( لوقا 15: 1 ، 2)
كان القادة الدينيين في أيام المسيح يظنون في أنفسهم أنهم أبرار أكثر من سائر الناس، وانتقدوا ربنا يسوع قائلين: «هذا يقبل خطاة!» كما لو كان هذا اتهامًا ضده. وقد أجاب الرب على اتهام الفريسيين بهذا المَثَل المَشهور المذكور في إنجيل لوقا15، وهو يتكون من ثلاثة أجزاء: الخروف الضائع، والدِرْهَم المفقود، والابن الضال. إن الراعي الصالح، مِن نبع محبته العجيبة، يبحث عن الخروف الضائع حتى يجده. بل إنه يضحي بنفسه من أجل الخراف: «أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف» ( يو 10: 11). وهذا ما فعله ربنا يسوع على الصليب حين بَذَل نفسه عني وعنك. والروح القدس، مُستخدِمًا نور كلمة الله، يظل يُفَتِّش بصبر وأناة عن الدرهم المفقود حتى يجده. إننا نرى في هذا غيرة الله وبحثه الدؤوب عن ما فُقِد حتى يجده.
لكن الابن الضال كان عليه أن يتخذ قرارًا واعيًا بالعودة إلى بيت أبيه، ولم يكن ذلك ممكنًا قبل أن يرجع إلى نفسه. نعم، إن الله يتوق مُتلهِّفًا أن ترجع إليه، ولكن هناك مسؤولية تقع على عاتقك يا صديقي. فعليك أن تدرك أنك ضائع، ثم تُغيِّر فِكرَك، ثم تقرر أن تعود مرة أخرى إلى حضن الآب. وهذا هو ما يُسمَّى ”التوبة“. وإذا عُدت إلى الله الآن لن تجد إلهًا غاضبًا سيعاقبك، بل ستجد أَبًا مُحِبًّا ينتظرك بالأحضان والقُبلات: «فقامَ وجاء إلى أبيهِ. وإذ كان لم يَزَل بعيدًا رآهُ أبوهُ، فتحنن وركض ووقع على عُنُقهِ وقبَّلهُ. فقال له الابن: يا أبي، أخطأتُ إلى السماء وقدامك، ولستُ مستحقًا بعد أن أُدعى لكَ ابنًا. فقال الأب لعبيدهِ: أخرجوا الحُلَّة الأولى وألبسوهُ، واجعلوا خاتمًا في يدهِ، وحذاءً في رجليهِ، وقدِّموا العِجلَ المُسمَّن واذبحوهُ فنأكل ونفرح، لأن ابني هذا كان ميتًا فعاشَ، وكان ضالاً فوُجدَ، فابتدأوا يفرحون» ( لوقا 15: 20-24). وأنت، يا عزيزي، عندما ترجع إلى الله ستتمتَّع بشركة حيَّة حقيقية معه كأبيك السماوي. وعندئذٍ فقط ستبدأ الأفراح الحقيقية في حياتك!
صديقي العزيز، هناك رجاء لك اليوم في هذه البُشرى السارة: الرب يسوع يقبل خطاةً! إنني أتوسل إليك أن تأتي إلى الرب يسوع الآن، وقبل فوات الأوان، إنه قال: «مَن يُقبِل إليَّ لا أُخرِجهُ خارجًا» ( يو 6: 37).
تعالوا واشهدوا الحبَّ
وذوقوا وانظروا الربَّ
إلى الحياةَ يدعوكمْ
فلبُّوا وافتحوا القلبَّ
أشكرك أحبك كثيراً
يسوع يحبك
ينتظرك
بيدو...