منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 05 - 2012, 07:58 AM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

الروح وليس الحرف لقداسة البابا شنودة 4\7\2010



الروح وليس الحرف لقداسة البابا شنودة 4\7\2010 الروح وليس الحرف لقداسة البابا شنودة 4\7\2010 الروح وليس الحرف لقداسة البابا شنودة 4\7\2010


الروح وليس الحرف


لقداسة البابا شنودة
4\7\2010


المقصود بوصايا الله هو روح الوصية
‏وليس مجرد حرفيتها، لكن هناك وصايا واضحة جدا من جهة الحرف مثل وصية: لا تقتل، أو لا تزن، أو لا تسرق، ويمكن الدخول فى بعض تفاصيل هذه الوصايا مثلا، وتبقى
‏حرفيتها قائمة، وكما تقول القاعدة: «لا اجتهاد مع النص»، مادام النص واضحا تماما.
‏. ونحن فى هذا المقال نود ان نشرح روحيا المقصود ببعض الوصايا العامة التى لا يمكن الاكتفاء فيها بمجرد النص، وإنما يجب الدخول فى عمق روحانيتها .
‏. من جهة العطاء (أو الصدقة): المفروض هو الروح وليس الحرفية، فالإنسان الروحى يعطى من قلبه بكامل حبه، قبل أن يعطى من جيبه، فالعطاء إذن هو مجرد تعبير عن المشاركة القلبية فى احتياجات الآخرين، ولا تعطى الإنسان لمجرد الإحراج، أو لمجرد تنفيذ الوصية، بغير مشاعر وبغير روح، وفى روح الوصية حينها يعطى يجب أن تعترف داخل نفسك بأن المعطى الحقيقى هو الله، وهو الذى أععلاك لكى تعطى غيرك، وهو الذى أعطاك الرغبة فى العطاء، وأنت مجرد موصل عطايا الله للآخرين، لأنه ليس من عندك الذى تعطيه، إنما هو من عند الله، وهكذا لا يفتخر أحد إذا أعطى، وأيضا روح العطاء يعنى أنك تعطى إخوتك فى البشرية فلا تدقق فى الحساب معهم، ولا تعاملهم بطريقة سيئة كأنك تحسن إليهم! واعرف أن القلب إن لم يشترك بحب وفرح فى وصية العطاء، يكون فى عطائه مجرد الحرفية وليس الروح.
‏. نقول الكلام نفسه عن الخدمة الاجتماعية: كثير من الناس يأخذون من هذه الخدمة حرفيتها أو شكليتها دون روحها، وينسون فى ذلك أنها خدمة وليست مجالا لإظهار الذات، ولايجوز أن تختلط


‏بحب السيطرة والنفوذ، أو أن تصبح مجرد أعمال إدارية ومالية دون روح، ويجب علن العامل فى الخدمة الاجتماعية أن يذكر أنه خادم للآخرين، وليس مسيطرا عليهم.
‏. فالصوم مثلا ليس هو مجرد الصوم عن الطعام م فهو فى روج الوصية يحمل معنى ضبط النفس، والارتفاع عن ~» شهوة الجسد، فقد يصوم شخص عن الطعام، ولا يصوم عن متعة جسده بالتدخين، وتبقى هذه العادة مسيطرة عليه على الرغم من صومه، وهو هنا يكون قد دخل فى شكلية الوصية وحرفيتها دون روحها، وإن كان الصوم يحمل معنى المنع أيضا، فالمفروض أن يشمل هذا المنع كثيرا من الأخطاء، فيمنع نفسه عن أخطاء كثيرة.
‏وهكذا يدخل فى صوم اللسان عن الكلام الردى،، وصوم العقل عن أخطاء الفكر، وصوم القلب عن الشهوات الرديئة، وتصبح فترة الصوم تدريبا روحيا على خطايا
‏كثيرة يمتنع عنها فى أثناء صومه، وبتوالى ذلك يتحول هذا المنع إلى


منهج حياة.
‏نقول ذلك لأن كثيرين يصرمون ولا يستفيدون، لأنهم يسلكون فى صومهم بطريقة حرفية شكلية، دون الدخول إلى روح الصوم وما يريده الله منه، وهكذا قد يرجع البعض فى نهاية فترة الصوم إلى عادته السابقة، ويذكرنى ذلك بقول أمير الشعراء أحمد شوقي:
‏رمضان ولى هاتها يا ساقى مشتاقة تسعى إلى مشتاق
‏ومعنى ذلك أنه لم يستفد من الصوم فى منع نخسه عن زجاجة الخمر إلا مؤقتا، فما إن انتهى صومه حتى عاد إلى اشتياقه إلى الشرب مرة أخرى، فأخذ حرفية الوصية دون ان يدخل فى روحانيتها، وهكذا نرى أن البعض كانت أجسادهم صائمة، بينما أرواحهم مفطرة.
‏. كذلك اسجود أيضا:
الانسان الروحي يعطي من قلبة بكامل حبة قبل ان يعطي من جيبة


الإنسان الروحى لا يدخل فى حرفية السجود، إنما فى روحه، فليس السجود مجرد انحناء الجسد إلى الأرض، إنما أيضا انحناء الروح مع الجسد، فلا يقتصر الأمر على خشوع الجسد، إنما أيضا خشوع الروح، والذى يكتفى بمجرد حرفية المعنى من السجود دون روحه، لا يكتسب خشوعا لا فى الجسد ولا فى الروح، وأنت
‏يا أخى حينما تسجد أمام الله ليكن فى قلبك وذهنك الشعور بأنك تراب ورماد، تنحنى أمام خالقك الذى صنعك ومنحك هذا الجسد
الذي تسجد به.
‏أيضا الصلاة حرفيا يظنها البعض أنها الحديث مع الله، ولكن ماهي الصلاة الروحية؟ من واقع عبارة الصلاة واضح ان معناها الصلة بالله، وقد يصلى إنسان، أو يظن انه يصلى، بينما لا توجد هذه الصلة بينه وبين الله!! إنه يكلم الله بشفتيه، أما قلبه فمبتعد عنه بعيدا! والله يريد القلب قبل كل شىء، أتظن يا أخى أنك تصلى، بأنك تحرك شفتيك أمام الله؟! بينما تكون الصلاة بلا روح، ولا مشاعر، ولا خشوع، ولا اتضاع، وربما لا تعنى عمق ما فيها من ألفاظ، أتريد أن ترضى ضميرك من جهة الصلاة، حتى ولو كانت هكذا؟ أم تصلى بروحك، وتصلى بذهنك، وتقصد كل كلمة تقولها فى صلاتك صدق أحد الآباء الكبار حينما قال عن مثل تلك الصلاة التى بلا روح: إذا حوربت بمثل هذه الصلاة فقل لنفسك: انا ما وقفت أمام الله لكى
‏أعد ألفاظا!!
‏ذلك لأن كثيرين يهمهم أن يطيلوا الصلاة بغير فهم، ويفرحوا بهذا! دون أن يدخلوا فى عمق المعانى التى فى ألفاظ الصلاة، وبالمثل يفعلون ذلك فى كل التراتيل والتسابيح، المهم عندهم هو الحرف وليس الروح وتستريح ضمائرهم لأنهم قاموا بواجبهم الروحى فى العبادة، بينما لم تصعد تلك الصلوات إلى الله، ولا تلك التسا بيح، لأنه فى كل ذلك لم تكن هناك صلة بينم وبين ربهم، ولم تشترك الروح ولا القلب فى أثناء الصلاة.
‏. فى السلام أيضا: غالبية الناس يسلمون على غيرهم، وليس فى قلوبهم سلام، إنما يأخذون من كلمة السلام حرفيتها فقط دون روح هذا السلام، وما أكثر ما نقوله فى هذا المجال من كلام، ومن تحيات، ومن مجاملات، لمجرد الحرف وبلا روح، لذلك ينبغى أن يكون سلامنا مع الناس بالروح والحق، وبالحب والتعاطف وحسن التعامل، على أن يكون كل ذلك من عمق القلب.
‏. الناس أيضا ربما لا يفهمون معنى الراحة الجقيقية ، فيظن الشخص أنه يهم براحته الشخصية بينما المعنى الحقيقى أن يجد راحته فى إراحة الآخرين، وفى راحة ضميره من نحو نفسه، ومن نحو واجبه حيال غيره، إذن ما يتصف على المعنى الحرفى للراحة، بل على معناه الروحى، إذ فيها يريح روحه، ويريح كل من يتصل به.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الضمير لقداسة البابا شنودة January 27, 2010
محاضرة لقداسة البابا شنودة عن الباب المفتوح20\10\2010
عظة عيد الميلاد المجيد 2010 لقداسة البابا شنودة الثالث
حياة الفضيلة والبر ( 4 ) لقداسة البابا شنودة 4\7\2010
النجاح : انواعة ودرجاتة لقداسة البابا شنودة 11\7\2010


الساعة الآن 07:31 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024