رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تطور البركة إن البركة لم تتطور ولكن كيفية فهم الناس للبركة عبر العصور والتاريخ هي التي اختلفت أما البركة فهي مازالت مثلما بدأت فالله بارك أدم وحواء وكل المخلوقات التي صنعها كما نجد في التكوين فكانت بركته سروراً ورضا بما فعل دون النظر للعنة اللاحقة للأفعى وبعدا لطوفان مع نوح تمنح الإنسانية قدرة وخصوبة بواسطة بركة جديدة (تك9/1)ثم تأتي بركة إبراهيم (تك12/1-3)فنجد أن الله يبارك إبرام ويعده بأن ينميه ويكثر نسله في الأرض ويبارك مباركيه ويلعن لاعنيه وهذه البركة هي مقابل الدعوة التي دعا الله بها إبراهيم ثم نأتي إلى بركة إسحق (تك27)التي كانت بمثابة تركة ونقل للملكية ثم بركة عيسو التي أعطاها إسحق له ولكنه لم يعرف أن يستعملها مع أنها بركة بحد ذاتها. فالبركات الصادرة عن الأباء تظهرهم على أنهم يستمطرون النعمة على أبنائهم بصفة عامة ساعة رحيلهم قوى الخصوبة والحياة (تك27/2 وتخليد أسمائهم (48/16) فنجد استعداد الآباء إلى استقبال البركة بكل الوسائل بما فيها المكر والخديعة والعنف(تك27/18-19)مما يظهر أهمية البركة على الصعيد المادي والروحي في نظر الأباء. ثم يعطي الله البركات العظمى لشعبه في تثنية الإشتراع على شرط أن يطيعوا وصاياه(تثنية28/1-14) وأن لا يحيدوا عنها فيوصلهم إلى الأرض التي وعد آبائهم بها أرضاَ تدر لبناً وحليباً وعسلاً(خروج وهذه بحد ذاتها بركة من الله إلى شهبه المستعبد في أرض مصر ونجد البركة المشروطة في (خر23/25) فهي بركة مقابل طاعة وعبادة الله. لقد اتخذت البركة كما سبق فقلنا أشكالاً مختلفة فكانت من الله إلى الإنسان وبالعكس وأحياناً من إنسان إلى إنسان فقد بارك الله الكائنات وقال لها أنمي وأكثري (تك1/22) فنجد أن الله هو مصدر البركة فهو الخالق وهذه مخلوقاته ولكن في متابعة السفر نجد عبد إبراهيم يبارك الرب (تك24/4 وهنا يكون المقصود من البركة هو السجود لله وتمجيده وحمده فلا تتخذ نفس المعنى السابق ونجد شكلاً ثالثاً عندما يكون طرفان من البشر ففي التكوين(24/60)نقراً أن لابان ونبوئيل ومن مهما باركوا رفقة وقالوا لها أنتي أختنا صيري ألوف ربوات وكلمة باركوا هنا تعبر عن رغبتهم أو أمنيتهم في أن يتحقق لها ما طلبوه. وفي أحيان أخرى قد تتضمن بركة إنسان لإنسان مفهوماً نبوياً مثلما بارك إسحق يعقوب (تك27/4-27)وكان الله هو المتكلم على فمه والكلمة هنا تحمل معنى الصلاة من أجله كما تحمل أيضاً مفهوم النبؤة كما أن أقوال بلعام كانت نبؤات عن مستقبل شعب الله (العدد23/9-10). كما تأتي البركة أيضا من خلال أن يبارك الإنسان الله من داخله فيحمده ويشكره على عطاياه التي وهباه إياه فيقول (مز130) ((باركي يا نفسي الرب )) أي احمديه على أعماله ومجدي الرب من أجلها وقد تشير البركة إلى مباركة الناس (تثنية 33) ومعناها نقل البركة إليهم وكلبها من الرب ومن هذا القبيل بركة هارون وأولاده لبني إسرائيل (عدد 6/23-27) وعماد البركة أن الرب يبارك الإنسان أي يمطر عليهم من نعمه ويزيد غلاتهم ويلطف بعائلاتهم (تك12/2-3) . ونرى في التثنية أن موسى ينصح بني إسرائيل بأن يتنعموا ببركة الله ويخيرهم بين الحياة والموت والبركة واللعنة (تثنية30/19) وكان قد سبق وقال لهم أن البركة هي أن تسمعوا لوصايا الرب إلهكم التي أنا أمركم بها اليوم (تثنية11/27) ومن ثم نجد موسى يبارك شعب الله قبل أن يموت دون دخوله إلى الأرض التي وعدهم بها الرب (أي بركة الرب إلى شعبه) فيباركهم في (التثنية 33). وقد يوجه الرب بركته إلى شعبه عن طريق رجاله فكان هارون وأولاده ناقلون بركة الرب إلى الناس (عدد6/24-26) فكان ينزلها على الأشخاص عن طريق رجاله ولكن بشرط الطاعة لهؤلاء الرجال كما حصل مع نعمان وأليشع (2مل5/9-15) فكانت بركة الله لنعمان عن طريق أليشع ولكنه لم يطعه في البداية ؟ وقد ظهر في العهد القديم تيار يقول بأن الغنى المادي هو دلالة على بركة الله للشخص الغني ويقول لنا النبيان هوشع وعاموس أنه في عهد يربعام الملك الذي لم يكن يتقي الله أن تمتعت المملكة بالنجاح المادي لكن الإدارة لم تتبع سياسة اقتصادية عادلة فكان هناك الِأغنياء والفقراء جداً لذلك فليس النجاح المادي دليلاً على بركة الله لأن الفقر هنا كان ناتجاً عن السياسة الإدارية. وقد تكون البركة مشترطة لخدمة معينة كما أعطى الرب بركته لداود ولكن ليس لمنفعة شخصية فحسب ولقد أدرك داود أن الرب باركه جداً وملكه على إسرائيل وكان بجانبه في كل معاركه لكي يكون في خدمة شعب الرب وتأمين راحتهم (1أخ14/2). أما بالنسبة للأنبياء فنجد أنهم لا يعرفون لغة البركة فمع أنهم رجال الكلمة وفاعليتها(أشعيا55/10-11) ورغم علمهم بأنهم مدعوون ومختارون من قبل الله ضمن آيات لعمله(أشعيا8/1 فإن عمله عميق بالغ الثقل ضعيف الوضوح والانتشار ورسالتهم التي تقوم على التذكير بشروط العهد وشجب مخالفاتها لا تدفعهم إلى المباركة. ونرى أنهم في عمق اللعنة يظهرون صورة بركة أو وعد بالبركة وأنه من اليأس ستنطلق الحياة بمثابة زرع مقدس(أشعيا6/13). البركة في العهد الجديد:لم يكن للبركة في العهد الجديد مفعول أقل مما هو في العهد القديم كما يظن البعض وكما كنت أنا أظن إلا أن الإمعان والتأمل في نصوص العهد الجديد المختلفة تبين أهمية البركة فيها كما تعطينا روحاً مختلفاً بعض الشيء عما جاء في العهد القديم ولكن ضمن الإطار نفسه أي ضمن نفس الأشكال المتبعة. ولكي تسهل دراسة البركة في العهد الجديد نستطيع فصل بركة الأشخاص مهما اختلفوا وأخذ بركة الشخصيات المهمة في النصوص فنصل إلى الهدف المطلوب -بركة الله الأب: وهي بركة الشخص المحب الذي أحب شعبه إلى أن بذل أبنه الوحيد حتى لا يهلك من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية فيبارك شعبه المطيع الذي يحفظ وصاياه ويعمل بها وينادي يسوع الذين باركهم الأب السماوي فيقول تعالوا إليَّ يا مباركي أبي (متى 25/34) ضارباً لهم المثل عن الدينونة ويدعوهم لكي يدخلوا إلى الملكوت فهم مباركي الأب السماوي أي من استحقوا بفضل أعمالهم أن ينالوا البركة . ومن أهم الشخصيات التي كانت على الأرض في الكتاب المقدس هي والدة الإله مريم العذراء التي نادتها أليصابات ((مباركة أنت بين النساء)) (لو1/42) أي نعمة الله معها كما يقول الملاك عندما بشرها فنجد أن البركة ظللتها للأمر العظيم الذي ستقوم به فإنها ستلد يسوع المسيح الإقنوم الثاني في الثالوث الأقدس ومخلص العالم وهذه أيضاً بركة من الله . نرى في الكتاب القدس أن شعب إسرائيل كان ينسى كل بركات الله إلى أن يأتي أحد ويذكره بتلك البركات كما فعل القديس بطرس(رسل 3/25) فيذكر الشعب أنهم أحفاد إبراهيم الذي باركه الله في التكوين وقد قصد الله أن يكون اليهود أمة عظيمة ومقدسة تعلم العالم عن الله وتقدم لهم يسوع المسيح. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تطور القطط |
تطور الحيتان؟ |
البركة ناخدها بعد أن نعطى حق الله-تأملات فى سفر يشوع(البركة) |
البركة Εύλογία - בּרכה أولاً مفهوم البركة في العهد القديم |
تطور النكنولوجيا |