رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دبلوماسيون وسياسيون يطالبون بإنهاء التوتر بين مصر والإمارات.. السفير هانى خلاف: من حق الإمارات التزام الحذر تجاهنا لأن المسار المستقبلى غير واضح.. ولن يتصاعد الأمر إلى أزمة لكنه يحتاج لاتصالات مستمرة تصاعدت خلال الفترة الماضية حدة التوتر بين مصر والإمارات العربية المتحدة، وهو ما لا يفيد مصلحة البلدين اللذين يرتبطان بعلاقات سياسية واقتصادية وتاريخية طويلة، مما دفع الكثيرين للمطالبة بإنهاء سحابة التوتر بشكل سريع، مع ضرورة ألا يؤثر التوتر السياسى أو اختلاف التوجهات بين نظامى الحكم بالبلدين على العلاقات التى تربطهما، خاصة فى ظل وجود استثمارات إماراتية متعددة فى مصر، فضلا على وجود عدد ليس بالقليل من العمالة المصرية فى الإمارات. سحابة التوتر بدأت حينما أشيع عن رفض الإمارات استضافة الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء الأسبق، العام الماضى أثناء جولته الخليجية إبان ترأسه الحكومة، وانتهت باعتقال 11 مصريا بدبى لأسباب تتعلق بانتمائهم لجماعة الإخوان المسلمين فى الإمارات، لكن الكثير من عقلاء المجتمع المصرى يرون أن الأمر مجرد عدم وضوح للمسار المستقبلى لمصر بعد ثورة 25 يناير، وأنه من حق أى دولة عربية أن تكون حذرة فى التعامل مع مصر، مؤكدين أن الأمر لن يتصعد إلى مشكلة أو أزمة، أو أن تصل العلاقات بين البلدين الشقيقين إلى نقطة الصفر، وهناك من يرى أيضا أن الصراع سيظل قائما إلى أن تتأقلم المنطقة العربية على نظام الحكم الجديد. وبعد ثورة 25 يناير التى أدت إلى تنحى الرئيس السابق حسنى مبارك عن السلطة، تشكلت حكومة برئاسة عصام شرف الذى رفضت الإمارات فى اللحظات الأخيرة زيارته إليها خلال جولته الخليجية التى شملت كلاً من السعودية والكويت وقطر، وقالت إن مواعيد مسؤوليها لا تسمح بزيارته فى الوقت الراهن، على أن يتم تحديد موعد لاحق للزيارة. وعزت مصادر دبلوماسية وقتها أن ذلك جاء بسبب ما اعتبرته الإمارات تقارباً مصرياً إيرانياً على حساب مصالح دول الخليج، ومن بينها الإمارات، وهو ما رأته الأخيرة بمثابة تغير كبير فى الموقف المصرى عن مرحلة ما قبل الثورة، فضلاً على رفض الحكومة المصرية رسمياً طلبات متكررة من الإمارات بعدم محاكمة مبارك، وعرضها دفع أى تعويضات مناسبة بدلا من محاكمته. وأثارت تصريحات الفريق ضاحى خلفان بشأن مخاوفه من تبوؤ الإسلاميين فى العالم العربى الحكم جدلا واسعا، وأخذ يشن حملة موسعة ضدهم منذ بدء ثورات الربيع العربى وحتى الآن على هيئة تصريحات علنية، وكتابات أو تغريدات على موقع تويتر تشكل سخرية وانتقاد مستمر لجماعة الإخوان المسلمين. ويرى السفير هانى خلاف، مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية سابقا، أن ما يصدر عن الفريق ضاحى خلفان مجرد تصريحات أمنية تصدر عن رجل أمن. وفى المقابل لم يصدر أى تصعيد سياسى من جانب الساسة الإماراتيين أو شيوخ الإمارات السبعة للحالة السياسية التى تنتهجها مصر بعد ثورة 25 يناير. وقال السفير خلاف إن التوصيف الحقيقى للمرحلة الحالية بين مصر والإمارات هو عدم وضوح المسار المستقبلى لمصر، وبالتالى من حق دولة الإمارات أو أى دولة أخرى أن تكون حذرة، مؤكدا أن الأمر يحتاج إلى اتصالات مستمرة بين الطرفين لتوضيح ما يصدر من تصريحات أو شائعات كان من المفترض أن ترد عليها وفود عالية المستوى من الجانب الإماراتى. وأوضح السفير خلاف أن التواصل بين مصر والإمارات بدأ مع تواجد الفريق أحمد شفيق بالأخيرة، والذى بدوره لن يعطى وجبات مهدئة عن الحالة السياسية فى مصر، إنما يصنع نوعا من الإثارة نتيجة تصريحاته المستمرة بأن مصر فى خطر حقيقى، ومن يحكمون مستهترون، يلهون البلد فى الحرام والحلال وتطبيق الشريعة. أما الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، فترى أن العلاقات بين مصر والإمارات تتخللها ثوابت ومتغيرات، أما الثوابت فترجع إلى ما قبل عام 1971 الذى شهد التئام شمل الإمارات السبع فى دولة واحدة تحت قيادة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ودعمت مصر إنشاءها وأيدت بشكل مطلق الاتحاد الذى قامت به، وكانت مصر من بين أولى الدول التى اعترفت بالاتحاد الجديد فور إعلانه ودعمته دولياً وإقليمياً كركيزة للأمن والاستقرار، وإضافة جديدة لقوة العرب، فضلا على العمالة المصرية فى الإمارات والتى بدورها تساعد على الاحتفاظ بالنقد الأجنبى. أما المتغيرات فقد طرأت بعد ثورة 25 يناير، حيث ولد تخوف لدى العديد من الدول العربية، من بينها الإمارات، من تصدير الثورة لدول أخرى، كما أن وصول جماعة الإخوان المسلمين بأغلبية إلى البرلمان ثم الرئاسة أثار قلق الإمارات كثيرا لأن القادة الإماراتيين متخوفون من الحكم الإسلامى، ووجود صبغة دينية فى الحكم. كما أن تواجد الفريق أحمد شفيق- المحال إلى المحاكمة فى جرائم نهب المال العام - داخل دولة الإمارات يوضح التوجه الذى تتبناه الإمارات تجاه مصر، والنظر بعين عدم الرضا عما يحدث سياسيا فى مصر، وهذا تجلى واضحا فى رفض الإمارات منهجية وشخوص الحكم فى مصر. وتشير نهى بكر إلى أن حالة الصراع - على حد وصفها - ستزيد من الفتنة بين الطرفين، وهناك أفراد يريدون إشعال الموقف، وفى نفس الوقت سيظل الصراع إلى أن تتأقلم المنطقة العربية على نظام الحكم الجديد فى مصر والدول التى شهدت انتفاضات شعبية. اليوم السابع |
|